السبت ١٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

السيد بدير متعدد المواهب

الكاتب والمخرج والمسرحي السيد بدير من مواليد 11 يناير عام 1915 في أبو شقوق بمحافظة الشرقية وتوفي يوم 30 أغسطس عام 1986 م . كانت أول أعماله في السينما عام 1944 وهو فيلم وحيدة ثم السوق السوداء في العام التالي ثم الماضي المجهول والنائب العام وتوالت بعد ذلك أعماله إلا أن شهرته الحقيقية تحققت عند قيامه بدور عبد الموجود ابن عبد الرحيم كبير الرحمية قبلي ثم توالت بعد ذلك كتاباته فقدم حميدو وبياعة الخبز وجعلوني مجرما وفتوات الحسينية وشباب امرأة ورصيف نمرة 5 وفي عام 1957 تحول إلى الإخراج فقدم مجموعة من الأفلام من أشهرها المجد وليلة رهيبة وفي عام 1958 قدم كهرمانة والزوجة العذراء وغلطة حبيبي وفي عام 1959 قام بإخراج فيلم أم رتيبة وعاشت مهجة ثم نصف عذراء عام 1961 وحب وخيانة وكان آخر فيلم له كمخرج هو فيلم أرملة في ليلة الزفاف في عام 1974 واستمر بعد ذلك في الكتابة للسينما وكان آخر أفلامه ككاتب هو فيلم السلخانة في عام 1982.

السيد بدير كتب وأخرج للإذاعة حوالي 3000 تمثيلية ومسلسل وأنتج وألف وأخرج للمسرح حوالي 400 مسرحية إلى جانب المسلسلات وحصل على وسام الجمهورية عام 1957 ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1975 وتقدير من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 1976 وجائزة الدولة للجدارة الفنية عام 1977 وتقدير من فناني الشاشة الصغيرة وجائزة تقديرية من جمعية فن السينما المصرية عام 1980 وشهادة تقدير وميدالية طلعت حرب من نقابة المهن السينمائية في عيد السينما الأول عام 1982 وتقدير من الإذاعة المصرية لخدماته الجليلة في مجال الإعلام والكلمة المسموعة عام 1983 وتقدير وميدالية ذهبية من الجمعية العربية للفنون عام 1983 وتقدير كرائد لدراما الإذاعة في عيد الإذاعة الخمسين عام 1984 ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1986 وجائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة.

وابنه سعيد السيد بدير العالم المصري الذي تخصص في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي وهو من مواليد 4 يناير 1949 وتوفي في 14 يوليو 1989 بالإسكندرية في واقعة يصفها الكثيرون أنها عملية اغتيال من قبل الموساد

سعيد ابن السيد بدير في الثانوية العامة كان الثاني على مستوى الجمهورية بمجموع 95% وتخرج من الكلية الفنية العسكرية وعين ضابطاً في القوات المسلحة المصرية وأصبح معيداً في الكلية الفنية العسكرية عام 1972 ثم مدرساً مساعداً في الكلية نفسها ثم مدرساً فيها عام 1981 حتى وصل إلى رتبة عقيد مهندس بالقوات الجوية وأحيل إلى التقاعد برتبة عقيد مهندس بالمعاش بناء على طلبه بعد أن حصل على درجة الدكتوراه من إنجلترا ثم عمل في أبحاث الأقمار الصناعية كأستاذ زائر في جامعة ليبزيخ في ألمانيا وتعاقد معها لإجراء أبحاثه طوال عامين وكان مجال الدكتور سعيد يتلخص في التحكم في المدة الزمنية منذ بدء إطلاق القمر الصناعي إلى الفضاء ومدى المدة المستغرقة لانفصال الصاروخ عن القمر الصناعي والتحكم في المعلومات المرسلة من القمر الصناعي إلى مركز المعلومات في الأرض سواء أكان قمر تجسس أو قمراً استكشافياً وتوصل وهو في سن صغيرة من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة من بين 13 عالماً فقط على مستوى العالم في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ، كما صنف في المرتبة الثالثة.

في شهر أكتوبر عام 1988م أتفق معه باحثان أمريكيان لإجراء أبحاث معهما مقابل الحصول على الجنسية الأميركية وأجر مالي ممتاز عقب انتهاء تعاقده مع الجامعة الألمانية وهنا اغتاظ باحثو الجامعة الألمانية وبدأوا بالتحرش به ومضايقته حتى يلغي فكرة التعاقد مع الأمريكيين وذكرت زوجته أنها وزوجها وابناهما كانوا يكتشفون أثناء وجودهم في ألمانيا عبثاً في أثاث مسكنهم وسرقة كتب زوجها وشعر بأن حياته وحياة أسرته باتت في خطر،فكتب رسالة إلى الحكومة المصرية يطلب فيها حمايته وتلقى سعيد اتصالاً من السلطات في القاهرة تطلب منه عودته فوراً إلى أرض الوطن.
بدأت مخاوف الأجهزة المخابراتية خاصة الغربية منه تزداد مع أبحاثه الخاصة بالاتصالات والأقمار الصناعية خاصة بعد كشفه عن أبحاث لكيفية السيطرة على قمر صناعي معادي لصالح مصر وعندما ظهرت هذه التهديدات علم بذلك الرئيس المصري حسني مبارك وعينه مستشاراً له في مجاله ونتيجة لشعورهم بالقلق قررت الأسرة العودة إلى مصر على أن يعود الزوج إلى ألمانيا لاستكمال فترة تعاقده ثم عاد إلى القاهرة في 8 يونيو عام 1988م للحماية من محاولات متوقعة لاغتياله وقرر السفر إلى أحد أشقائه في الإسكندرية لاستكمال أبحاثه فيها واستمر سعيد في تجاربه في ألمانيا على أساس أن الإمكانات في مصر غير متاحة لمثل هذه التجارب وبدأت المخابرات الأميركية تهدده بطريقة غير مباشرة وكي يبعد الأنظار عنه قرر أن يفتتح مصنعاً للإلكترونيات لمجرد صرف نظر المخابرات الأميركية عنه وبعد ذلك بأسبوع أي في 13 يوليو عام 1989 تلقى قسم شرطة شرق بالإسكندرية بلاغاً عن سقوط شخص من أعلى عمارة في شارع طيبة بكامب شيزار وتم التحقيق في الإسكندرية ووجدوا الغاز مفتوحاً في شقته ولم يتم الإعلان عمن وراء قتله وقالت إشارات أن جهاز الموساد الإسرائيلي وراء اغتيال العالم سعيد السيد بدير .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى