الأربعاء ٢٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦
بقلم جميل السلحوت

اغتيال حتّر ونشر الفتنة

أعتقد -وآمل أن لا أكون مخطئا - عدم وجود عربي عاقل بشكل عامّ، أو أردني بشكل خاصّ يؤيد اغتيال الصحفيّ الأردني ناهض حتّر، أو لا يستنكرها، مع التّأكيد أنّ الاغتيال مرفوض ومدان مهما كانت أسبابه.

وعودة إلى الرّاحل ناهض حتّر، فلا بدّ من التّذكير بمقولة"ناقل الكفر ليس بكافر" فهو لم يرسم الكاريكاتير الذي يسخر بالفكر الدّاعشي، وإنّما نقله، ولم يلبث أن مسحه عندما سمع أو قرأ انتقادات عليه، ممّا يعني أنّ نقله له كان عفويّا وبنوايا حسنة.

وإلى القتلة التكفيريين يقول تعالى:" من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنّما قتل النّاس جميعا."

وعمليّة القتل الاجرامية هذه تذكّر باغتيال المفكر المصري فرج فودة عام ١٩٩٢، ونشر الأمن المصري ملف التّحقيق مع القاتل والذي جاء فيه:

ليه قتلت فرج فودة؟

 ده كافر يا بيه.

 ازّاي عرفت انّه كافر؟

 من كتبه يا بيه؟

 في أي كتاب له قرأت كفره؟

 أنا ما عرفش القراءة يا بيه.

 طيب من وين عرفت انه كافر؟
 من شيخ المسجد يا بيه.

وهذا يقود إلى وجوب التّحري الدّقيق عن دوافع القتل، وهل هي جريمة فرديّة ارتكبها فرد ما -وهذا ما نأمله ونتمناه- أو أنّ هناك جهة تقف خلف القاتل؛ وبالتّالي يجب التّعامل معها بجدّيّة متناهية حفاظا على أمن الأردنّ وشعبه، وأمن دول الجوار العربي وشعوبها"واتّقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصّة". ويجب أن لا يغيب عن أحد ما يجري في العالم العربيّ خصوصا العراق وسوريّا المجاورتين للأردنّ من احتراب داخليّ أزهق أرواح وجرح وشرّد ملايين البشر، ودمّر البلدين بأيد ومال وتدريب عربيّ ومسلم؛ لتحقيق أجندات خارجيّة، وليس من المستبعد أن هناك جهات معادية تخطط لاثارة الاضطراب في الأردنّ، وجرّه إلى دائرة لا يتمنّاها أحد.

ومن المبكّر الخوض في أسباب ودوافع هذه الجريمة النّكراء، قبل نشر التّحقيق مع القاتل الذي ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه، لكن لا يمكن القفز عن الحملة الاعلامية والتّصريحات اللامسؤولة على الرّاحل حتّر، والتي رافقت اعتقاله في الأسابيع القليلة الماضية، والتي ساهمت في التّحريض عليه.

ونسأل الله أن يحمي الأردنّ من عبث العابثين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى