الاثنين ١٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٦
بقلم بيسان أبو خالد

إعتذارات فوضى السبات

أضعت الحقيبة
أضعت عناوينكم في اكاذيب ريح
تقض مضاجع شمس الحقيقة
فمن سوف يعثر هذا المساء
على جسد في جلود الظباء التي هربت من مدى النار
كيف أضعت عناوينكم ورفات الحقائق ..
ولا أستطيع الوصول لمن يألفون
كلامي اليتيم بمسمعهم في مساء حزين
ومن أنصتوا لقصائد / فدوى*/
ومن رفضوا في مديح شيوخ الكلام
تويجات فتوى
فهل تغفرون دمي في شرايين هذا الجنون
كي نضيع أسماءنا وحقائبنا
و نضيع ملء متاهات هذي الخرائط أوطاننا
و اغفروا لي اقسمت
اني سأرسل ديوان شعري اليكم
وسوف أصوم لدهر
ليغفر صمت الحياة خطايا مقابر صوتي
وداعا لكم حين كنا التقينا

الشاعرة فدوى طوقان

وداعا لكم
حين ما كان حاضرنا قادرا
في غد أن يعيد لنا مجد غرناطة المثخنة
علينا تذَكر ما قد قرأنا عن الحرب
يوم يُذرَى الرماد
فتعمي العيون الحقيقة في كل يوم
علينا تناقل كل قصائدنا من فمٍ .. لفمٍ
من شتاء المعري
وحتى ملاحم لوركا وفي (طائر الحوم)*
لن يستطيع عكاظ الجديد تذكر أشعارنا
و لن تستطيع تواريخ روما القديمة أن تتذكر نيروننا
و داعا لكم
نلتقي بعد حرب جديدة
وبعد سقوط جديد لعاصمة في الجريدة
نتبادل هدا العزاء الرخيم
على عتبات الفناء الرحيم
و نطلق هذا الرصاص
على خيل أحلامنا كي تموتْ
على أفق تاريخ مجد الصهيل

*إشارة إلى رواية (طائر الحوم) للكاتب حليم بركات

أذكركم أننا عائدون
من مراثي الجنون
يرافقنا الإرتجال الأخير لأغنية
تتناسل عشباً على صخر بترا
و سوف يقرِّبنا الاغتيال الجديد لأية ذكرى
فلا تحسبوا أنني مثل قيثارة ستغادر أوتارها عند قفلة هذا النغم
و أني نسيت مراسلة الأصدقاء القدامى
وعند تسارع وحش الزمن
سأطلق هذي القصيدة زاجلة ثم أذكركم كلما ُذبِحَ النخل
أو في تساقط كل الأنامل عند خريف الأكف
أو كلما تتساقط كل الأصابع في صوت (جارا)
سأذكركم كلما قد يتجاهل (معتصمون) في الصحارى
صياح العذارى
أقول لمن رغبوا ترجمات الكلام لزيف اللغات
أقول لهم أن لاشأن للغة الآن
أن ملايين هذي البلاد غياب
ولا يفهمون حرائق بغداد رغم الدخان
عبث قلت فَرنَسةُ الجرح
تعريب فولتير في هامش القيح
قلت لمن يكتبون على صفحات الكهوف
مصوَّر نوح لأول طوف أقول
مسامير كل اللغات تشارك في الصلب
كل اللغات التي صلبت كل معنى عبث
عبث سعي نوبل نحو السلام
يكفِّر بالمال وعن كل ماسببته اكتشافاته من دمار
وداعاً لعالمنا
إذ يعيد الحضارة للغاب
لا شيء يكفي الجموع
لكي تتجنب بطش الطغاة
و لا صلب يرجعنا نحو إنجيل أي نبي
تجاوز اخرنا في النهاية أولنا
تتزاحم في الارض كل عناكبنا
و ستنسج بالدم كل شباك الحياة
لتصطادنا كالفرائس لانتعرف فيها الجنون
نموت لكي لانحب ـ وكي لانرى
بينما كان اجدادنا يعشقون لكي لا يموتوا وكيما يروا
أقول لكم نحن
لا نشبه الآن ماضي الفنون
حيث يرسمنا شاعر عاشق للنساء
و لا احد سوف يترك يوما مظلته في البيوت ليبتل عند اشتداد الشتاء
مضى زمن العاشقين.. مضى
لم يعد في قصائد بوشكين
شيء سيدهش لينين
واجه مصيرك ياأيها العشق .. لاتنتحر
ولا زمن سوف يمهل أي حبيبين كي ننتظر
بعد أول قبلة
و اخر موعد
دقائق تنحر كل النساء إذا لم يطفن بطيف الحنين
و لا أحد سوف يبصر
أو سوف يعرف أن خرائط كوكبنا زيَّفت وجه نجمتنا التي حملت دائما اسمها
واسمها الآن يبقى فلسطين
أغنيتي ... وبلادي ... ووجهي الحزين

المسيح المعاصر

مراكبنا سوف يهزمها السنديان
إذا ماتجمد بحر بريح يسوعْ
و فرعون يتبعنا
لاعصاة تُجلِّد سطح البحيراتِ
وهذي الجبال سترفض شق حجارتها كي نمرْ
يحاصرنا كل شيء ٍ
عذاب الرجوع و يأس الوصولْ
و لا احد سوف يحمي دمي
منْ تسرع ِنبضي الى الآخرةْ
وهذا اللهاث يقطِّع أنفاس هذا المكان
سئمنا التخفي وراء قناع الزحام ِ
فما عاد يكفي لكي نتفادي الموات
أقوم بتغيير نفسي
وتغيير وجهي
أم هل أغيِّر هذا الطريق لأنجو
فهل يستطيع العدو
تعرُّف تلك الوجوه التي
ستخون ملامحها في سبيل البقاءِ
على غيمةٍ ستخون السماءْ
وهل سوف أفقد نفسي
بعد جنازات كل الأحبةِ
أفقد كل الورود التي وعدتني
نسائي بها بعد موتي
و أخسر بيتي
وسلطة هذا اليقين الذي هجَّر الأمس خطوي
فماذا سأفعلُ
أم هل أصر على دور تلك الضحيةِ في مسرح صارم ٍ
هل أبدل كل ثيابي
و أخرج من حلكة النص
أرمي بأوراق آخرتي في الكواليس ِ
أسال مخرج هذي الحياة بأن يتبنى
حوارا يشابه هدا السراط ْ
و لا ينتهي في غباش المواتْ
وفي برهة سيضيؤون مسرحنا
علي الوقوف علي التصدي
علي الصعود لصلبان هذا العذاب ْ
و أن أغفر الان أخطاء كل الوشاة
و أن أدعي أنهم يجهلون الذي يفعلون
عليهم تَقبل صلبي
لكي يحتسوا في العشاء الأخير نبيذي
وفوق رخامة قبري
علي تَقبل أوسمة بعد عشرين قرنا
و أن أتباهى بأني الوحيدُ الذي أنجبته العذارى
و لا أب لي كي يدافع عني
و لا أب لي كي يحارب أخطاء قومي
وداعا لكم
وهيا اذكروا رجلا ًلم يعد يستطيع تَقمص دور المسيح ِ
وداعا لكم ْ
ولا ترسموا في زوايا الكنائس وجهي
ولا تذكروا رجلا خان صورته كي يعيش ْ
و لا تذكروا رجلاً لم يعد غار مقتله في صباه
سيغريه ألا يشيخ ...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى