الاثنين ٢٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٦
(151) وكالة المخابرات المركزية
بقلم حسين سرمك حسن

تستخدم السرطان لاغتيال معارضي الولايات المتحدة

ملاحظة

هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.

"قال تشافيز "من الصعب جدا تفسير لماذا أصيب الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا وخليفته الرئيسة ديلما روسيف، ورئيسة الأرجنتين، كريستينا كيرشنر، بالسرطان في نفس الوقت تقريبا". وقد شمل شافيز نفسه ضمن مجموعة زعماء أمريكا اللاتينية الذين أصيبوا بالسرطان فجأة. في أغسطس 2010، اكتشف رئيس باراغواي فرناندو لوغو أن لديه ورم سرطاني في الغدد اللمفاوية. تعافى لوغو لكن أطيح به في انقلاب نظمته وكالة المخابرات المركزية. الرئيس البوليفي ايفو موراليس في كانون الثاني 2009، خضع لعملية جراحية، قام بها فريق طبي كوبي، لاستئصال ورم سرطاني اكتشف في أنفه".

"جمع وكالة الامن القومي لمعلومات المخابرات الطبية عن الأفراد المستهدفين، وهي البيانات التي تتضمن الأدوية والجرعات، ونتائج الاختبارات الطبية، وبصمات الحمض النووي، والمعدات الطبية مثل أجهزة غسيل الكلى، ومكونات العلاج الطبي عن بعد (عبر الإنترنت)، بالإضافة إلى استخدام "ممرضات" مغويات يقمن بإعطاء جرعات مميتة من الأدوية للضحايا، كل هذا يعني أن وكالة الأمن القومي لم تعد مجرد وكالة في مجال المراقبة ولكنها دخلت ساحة العمل في مجال الاغتيالات السياسية".

المحقّق الصحفي

واين مادسن

المحتوى

(أساليب الاغتيال الغريبة تقلق الزعماء الأجانب- بوتين يستخدم متذوقين لطعامه خوفا من الاغتيالات الغربية- البرنامج الأمريكي السرّي للاغتيال الطبّي- ستة من زعماء أمريكا اللاتينية المناهضين لأمريكا يُصابون بالسرطان في وقت واحد!!- لغز مقتل رئيس طبّاخي البيت الأبيض- الاغتيالات العلمية هي جزء من سجل وكالة الاستخبارات المركزية- استاءت أمريكا من دور كاسترو في القمة فأصيب بعدها بسرطان الأمعاء- على الرغم من اتفاقية الحظر أمريكا تطوّر جراثيما تسبب السرطان- استخدام السرطان لقتل المواطنين البورتوريكيين الأبرياء- اغتيال القائد البورتوريكي ألبيزو طبّياً- المعهد الوطني للسرطان يخدم المخابرات بتطوير جراثيم تسبب السرطان- رئيس أنغولا أول ضحايا سلاح السرطان- مصادر هذه الحلقات)

أساليب الاغتيال الغريبة تقلق الزعماء الأجانب

كتب المحق الصحفي الشهير "واين مادسن" :

"من الأمور المفروغ منها بالنسبة لوكالة الأمن القومي NSA وشركائها الأجانب هو القيام بالتنصت على المكالمات الهاتفية وتبادل البريد الإلكتروني لمختلف قادة العالم. ومع ذلك، تكشف وثائق سرية للوكالة علنا ​​كيف تعترض الوكالة وشركاؤها وبشكل متزايد خط البيانات الطبية وحتى شحنات الأدوية والمعدات الطبية لإحداث الاغتيالات السياسية التي تبدو وكأنها من "أسباب طبيعية" مما أثار قلق ومخاوف العديد من الجهات الأمنية في جميع أنحاء العالم.

جمع وكالة الامن القومي لمعلومات المخابرات الطبية medical intelligence أو "MEDINT" عن الأفراد المستهدفين، وهي البيانات التي تتضمن الأدوية والجرعات، ونتائج الاختبارات الطبية، وبصمات الحمض النووي، والمعدات الطبية مثل أجهزة غسيل الكلى (الديلزة)، ومكونات العلاج الطبي عن بعد (عبر الإنترنت)، بالإضافة إلى استخدام "ممرضات" مغويات يقمن بإعطاء جرعات مميتة من الأدوية للضحايا ، وهذا يعني أن وكالة الأمن القومي لم تعد مجرد وكالة في مجال المراقبة ولكنها دخلت ساحة العمل في مجال الاغتيالات السياسية.

بوتين يستخدم متذوقين لطعامه خوفا من الاغتيالات الغربية

وبسبب تورّط وكالة الامن القومي مع وكالة الاستخبارات المركزية في أساليب غريبة لاغتيال القادة السياسيين عن طريق الوسائل الطبية، استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متذوقي الطعام لاختبار طعامه المعد له من قبل فندق هيلتون بريسبان خلال قمة مجموعة الـ 20 في تلك المدينة في نوفمبر الماضي. يخشى بوتين وحاشيته الأمنية من أن الولايات المتحدة وحكومة توني ابوت في أستراليا قد تحاول تسميم طعام بوتين خلال زيارته القصيرة التي استغرقت يومين في الاجتماع السري لمجموعة الـ G20.

أعلاه شريحة سرّية للغاية تصف برنامج الاستخبارات الطبي لوكالة الأمن القومي واستخدام وكلاء الذكاء البشري (HUMINT) و "قوارير العسل" الدوائية كما توصف الممرضات الفاتنات المكلفات بإعطاء الجرع المميتة من الأدوية. لن تستخدم مثل هذه المصطلحات إذا كان الغرض من البرنامج حميدا. ومع ذلك، فمن الواضح أن وكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية تستخدم هذه الأساليب الاستخبارية لتقديم جرعات مميتة من أدوية الوصفات الطبية، وكذلك السموم القاتلة، إلى القادة السياسيين المستهدفين.

البرنامج الأمريكي السرّي للاغتيال الطبّي

بعد وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في مارس آذار 2013 عن عمر يناهز الـ 58 عاما من سرطان سريع المفعول في الحوض، قال الرئيس الفنزويلي الجديد نيكولاس مادورو، ان تشافيز قد اغتيل من خلال استخدام سلاح للسرطان تم تطويره من قبل الولايات المتحدة. وقال الجنرال خوسيه أورنيلا، رئيس الحرس الرئاسي الفنزويلي: "أعتقد أننا سنحتاج إلى 50 عاما قبل أن ترفع السرّية عن الوثيقة.. وأعتقد أنها ستكشف يد العدو المعني". لكن أورنيلا لن يضطر الى الانتظار 50 عاما لأن التكنولوجيا والاستراتيجية المستخدمة من قبل وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي في تنفيذ الاغتيالات الطبية موجودة في مجموعة من شرائح برنامج Microsoft PowerPoint على درجة عالية من السرية تم إعدادها لمؤتمر وكالة الأمن القومي لتطوير استخبارات الإشارات Signals Intelligence أو (SIGINT) في يونيو 2010، أي قبل سنة كاملة من إعلان شافيز للعالم أنه كان يُعالج من السرطان.

وكالة المخابرات المركزية تشارك منذ زمن طويل في البحث عن أساليب غريبة لاغتيال القادة السياسيين. حاولت شعبة الخدمات الفنية في الوكالة، برئاسة الدكتور "سيدني غوتليب" استخدام السم، بما في ذلك الأدوية التي تسبب السرطان، والمواد المشعة للغاية لقتل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، وأمبولة تحتوي على مسببات مرض قاتل لاستخدامها لقتل رئيس الوزراء الكونغولي باتريس لومومبا. نجا كاسترو من عشرات من محاولات الاغتيال التي دبرتها وكالة المخابرات المركزية في حين اغتيل لومومبا في عام 1961 بطعنات حربة تلاها وابل من الرصاص. وقد طوّر غوتليب أسلحة السرطان بالتعاون مع الدكتور ألتون أوشنر، الرئيس السابق لجمعية السرطان الأمريكية.

ستة من زعماء أمريكا اللاتينية المناهضين لأمريكا يُصابون بالسرطان في وقت واحد!!

قبل أن يخضع لما كان في الحقيقة دواء مصمّم لتحفيز السرطان، كان شافيز قد تحدّث حول كيف أن العديد من زعماء أمريكا اللاتينية اليساريين قد اصيبوا بالسرطان في نفس الوقت. وقال تشافيز، "أجد أنه من الغريب جدا، ومن الصعب تفسير لماذا أصيب الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا وخليفته الرئيسة ديلما روسيف، ورئيسة الأرجنتين، كريستينا كيرشنر، بالسرطان في نفس الوقت تقريبا". وقد شمل شافيز نفسه ضمن مجموعة زعماء أمريكا اللاتينية الذين أصيبوا بالسرطان فجأة. في أغسطس 2010، اكتشف رئيس باراغواي فرناندو لوغو أن لديه ورم سرطاني في الغدد اللمفاوية. تعافى لوغو لكن أطيح به في انقلاب نظمته وكالة المخابرات المركزية. في عام 2008، كان لوغو وغيره من المرشحين للرئاسة في باراجواي أهداف عملية لجمع الحمض النووي الذي تقوم به محطة وكالة المخابرات المركزية في أسونسيون ، عاصمة باراغواي. وقال تشافيز ان فيدل كاسترو حذره ذات مرة قائلا : "شافيز خذ حذرك. هؤلاء الناس لديهم تكنولوجيا متطورة. أنت مهمل جدا. خذ الحذر مما تأكله ... وما يُقدم إليك من طعام. إبرة صغيرة يزرقونك بها بما لا أدري..".
وقال تشافيز ايضا انه قلق بشأن الرئيس البوليفي ايفو موراليس. قال تشافيز، "علينا أن نعتنى بايفو. خذ حذرك ايفو!". في كانون الثاني 2009، خضع موراليس لعملية جراحية، قام بها فريق طبي كوبي، لاستئصال ورم سرطاني اكتشف في أنفه.

كان بوتين محقا في قلقه من التسمم في بريسبان في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. على زعماء العالم المناهضين للولايات المتحدة ومكائد المحافظين الجدد أن يفكروا بجدية حول مدى ملاءمة حضورهم المؤتمرات والقمم مع وجود تهديد فرق الاغتيال الطبي التابعة لوكالة المخابرات المركزية ووكالة الأمن القومي.

لغز مقتل رئيس طبّاخي البيت الأبيض

نوقشت أسلحة الاغتيال الطبية من قبل وكالة المخابرات المركزية في جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ برئاسة السيناتور فرانك شيرش في عام 1975:

ما هي أسرار "الطبخ" في البيت الأبيض التي أخذها رئيس الطهاة التنفيذي الرئاسي السابق والتر شيب إلى قبره؟

كلما تسرّب المزيد والمزيد من المعلومات حول تورّط الولايات المتحدة في برامج اغتيال طبية، زاد زعماء العالم بشكل مُبرَّر إجراءات حمايتهم الأمنية. العديد من هؤلاء القادة قد يمنعون أنفسهم أيضا من تناول الطعام والشراب في مآدب الغداء والعشاء التي تُقام في البيت الأبيض. إذا تمكنت فرق الاغتيال الطبية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي من اختراق موظفي الخدمة في البيت الأبيض فإن الطاهي التنفيذي في البيت الأبيض قد يكون على علم بأي مشاكل في بروتوكولات تقديم الطعام وأمن الأشخاص المهمين جدا (الـ VIP) التي تقدمها الخدمة السرية، وهي وكالة شهدت الكثير من الثغرات الأمنية.
لقد عُثر على والتر شيب ، رئيس الطهاة التنفيذي في البيت الأبيض الذي خدم الرؤساء بيل كلينتون وجورج دبليو بوش، مؤخرا ميتا في نهر بالقرب من مدينة تاوس، بنيو مكسيكو. ترى ، ما هي "أسرار طبخ" وكالة الاستخبارات المركزية - ليس معهد الطبخ الأمريكي ولكن وكالة الاستخبارات المركزية – التي أخذها شيب معه إلى قبره؟

الاغتيالات العلمية هي جزء من سجل وكالة الاستخبارات المركزية

"روي كارول" الذي نصّب نفسه خبيرا في الشؤون الفنزويلية في صحيفة الجارديان، صنّف ومن غير تكلف الاتهامات الخطيرة التي ترى أن الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو شافيز فرياس قد اغتيل بسلاح بايولوجي أنتج من قبل الولايات المتحدة بأنها لا صحة لها وجزء من نظرية المؤامرة. عدد من المسؤولين الفنزويليين والدوليين يعتقدون أن طرفا معاديا أدخل سرا شكلا مميتا من السرطان في جسد الرئيس شافيز البالغ من العمر 58 عاما.

وقال كارول أيضا أن شافيز نفسه، كان يعتقد أن السرطان الذي أصاب القادة اليساريين في أمريكا اللاتينية، بما في ذلك الرئيس الارجنتيني نيستور كيرشنر، الذي شخص كمصاب بسرطان القولون، والرئيس البرازيلي اغناسيو لولا دا سيلفا، يُعالج من سرطان الحنجرة، هو جزء من مؤامرة لوكالة المخابرات المركزية موجهة ضد الزعماء اليساريين. والغريب، أن كارول يشير إلى أن الرئيس اليساري السابق لأوروغواي، تاباري فاسكويز، تعافى أيضا من مرض السرطان. في الواقع، لم يكن لدى فاسكويز أي سرطان. وعلاوة على ذلك، فهو مختص شهير بالأورام تدرّب في فرنسا. في الحقيقة، رئيس باراغواي السابق، فرناندو لوغو الذي أطيح به في انقلاب يميني مدعوم من وكالة المخابرات المركزية عام 2012 ، هو الذي كان قد شُخص لديه سرطان الغدد الليمفاوية، أي سرطان الجهاز المناعي. ثم يعلن كارول ببساطة أنه بسسب تعافي كل القادة السابقين الثلاثة من مرض السرطان، لم يكن هناك أساس لهذه القصة عن سلاح اغتيال سرطاني مصنوع من قبل الولايات المتحدة.

والغريب أيضا أن كارول أهمل السرطانات التي ضربت زعماء أمريكا اللاتينية الآخرين، بما في ذلك الرئيسة الارجنتينية كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، المصابة بسرطان الغدة الدرقية، والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، التي أصيبت بسرطان الغدد الليمفاوية. وبعد بدء محادثات السلام مع القوات المسلحة الثورية اليسارية في كولومبيا (فارك)، تم تشخيص إصابة الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس بسرطان البروستات.

أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن تشافيز "ضُرب" في «هجوم علمي» من جانب «الأعداء التاريخيين» لفنزويلا. زعمت وزارة الخارجية الأمريكية أن هذه الفكرة "سخيفة". تكهن زعيم الحزب الشيوعي الروسي "غينادي زيوغانوف" بأنه ليس مصادفة أبدا أن ستة من الزعماء اليساريين في أمريكا اللاتينية يصابون بالسرطان في نفس الوقت تقريبا. وقال الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، الذي كان هو نفسه هدفا لعدة محاولات اغتيال بيولوجي من قبل وكالة المخابرات المركزية لشافيز: "شافيز خذ حذرك.. " إلى آخره من التحذير الذي ذكرناه أعلاه.

استاءت أمريكا من دور كاسترو في القمة فأصيب بعدها بسرطان الأمعاء

كاسترو الموشك على الموت من سرطان غامض في المعدة والامعاء أصيب بهذا السرطان بعد حضوره "قمة الشعب" التي عُقدت بالتزامن مع قمة قرطبة ميركوسور (السوق المشتركة للجنوب) في يوليو تموز 2006 مع تشافيز ونيستور كيرشنر. برقية للسفارة الأميركية في بوينس آيرس بتاريخ 26 يوليو 2006، تظهر استياء واشنطن من وجود كاسترو وشافيز في قرطبة مع كيرشنر: «ما كان لافتا حول القمة كانت الدرجة التي لعب فيها الأرجنتين والبرازيل، الطرفان الرئيسيان في السوق المشتركة منذ تأسيسها ، أدوارا ثانوية في هذه القمة، في حين هيمن تشافيز وكاسترو». من الثلاثة المشاركين في قمة الشعب، إثنان ميتان الآن هما كيرشنر وشافيز. توفي كيرشنر من نوبة قلبية مفاجئة وشافيز من سرطان خبيث فتك بحوضه.
وقال تشافيز إن احتمال إصابة الكثير من زعماء أمريكا اللاتينية بسرطان في نفس الوقت هو أمر "من الصعب تفسيره".

وقال الجنرال خوسيه أورنيلا، رئيس الحرس الرئاسي الفنزويلي "أعتقد أننا سنحتاج إلى 50 عاما قبل أن ترفع السرّية عن الوثيقة.. وأعتقد أنها ستكشف يد العدو المعني".

ولكن الجنرال أورنيلا والبعض الآخر – كما ورد أعلاه - قد لا يضطر إلى الانتظار خمسين عاما أخرى كيف تُكشف الوثائق كدليل دامغ على أسلحة السرطان الأمريكية. فقد تم بالفعل رفع السرية عن السجلات وهي متوفرة الآن، على الرغم من أن العديد من السجلات دمرت من قبل وكالة الاستخبارات المركزية وقت إدارة ريتشارد هيلمز في بداية السبعينات..

على الرغم من اتفاقية الحظر أمريكا تطوّر جراثيما تسبب السرطان

على الرغم من أن اتفاقية عام 1972 بشأن الأسلحة البيولوجية والسُمّية، التي صادقت عليها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، وبريطانيا العظمى، حظرت استخدام وحيازة الأسلحة البيولوجية، فإن قسم العمليات الخاص بوكالة الاستخبارات المركزية في الجيش في فورت ديتريك بولاية ماريلاند وشعبة الخدمات التقنية في وكالة الاستخبارات المركزية واصلت صيانة وتطوير مخزونات العوامل البيولوجية المسببة للسرطان المستخدمة في العمليات الخاصة. تم تطوير العوامل البيولوجية والأسلحة الخاصة بها كجزء من مشروع MKNAOMI السرّي للغاية، وهو مشروع مشترك أجرته مؤسسة الجيش الأمريكي للبحوث الطبية عن الأمراض المعدية (USAMRIID) في فورت ديتريك ووكالة المخابرات المركزية.

استخدام السرطان لقتل المواطنين البورتوريكيين الأبرياء

ولكن استخدام أميركا لعوامل الحرب البيولوجية المسببة للسرطان بدأ قبل فترة طويلة من بداية الحرب الباردة، وأول ضحايا هذه الأسلحة كانوا أمريكين لاتينيين. في عام 1931، الدكتور كورنيليوس رودز، من معهد روكفلر للبحوث الطبية في سان خوان ؛ عنصري أبيض وعالم أمريكي يكره الأمريكان اللاتينيين ، عرّض 13 من البورتوريكيين لتجارب حقنهم فيها بعوامل بيولوجية مسببة للسرطان. رئيس حزب بويرتو ريكو القومي، بيدرو البيزو كامبوس، المعروف أيضا باسم «إل مايسترو» حصل على رسالة بالبريد الإلكتروني من رودز إلى صديق له كتب رودز فيها عن سكان بورتوريكو:

«سيكون من المثالي استئصال أهالي بروتو ريكيو. فهم بلا شك الأقذر، والأشد كسلا، والأكثر تخلفا، والعرق الأكثر لصوصية بين البشر على سطح هذا الكوكب. وهذا ما يجعلك تشعر بالغثيان لأنك تسكن نفس الجزيرة معهم. إنهم أسوأ حتى من الإيطاليين. ما تحتاجه الجزيرة ليس عملا في مجال الصحة العامة ولكن طوفانا عاتيا أو شيئا ما يقضي على السكان تماما. بعدها قد تكون صالحة للعيش. لقد بذلت قصارى جهدي لتعزيز عملية الإبادة هذه من خلال قتل ثمانية، وزرع السرطان في عدد أكثر. لم ينتج عن هذا الأخير أي حالة وفاة حتى الآن. مسألة الاهتمام برعاية المرضى ليس لها دور هنا. في الواقع جميع الأطباء يبتهجون من سوء معاملة وتعذيب الأشخاص المشؤومين".

اغتيال القائد البورتوريكي ألبيزو طبّياً

اشتكى ألبيزو إلى عصبة الأمم لكن دون جدوى. في عام 1950، ألقي القبض على البيزو في حملة على النشطاء القوميين البورتوريكويين في الجزيرة وتعرض لحروق إشعاعية وللتسمم. ليس هناك شك في أن رودز، الذي أدار برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية للجيش في فورت ديتريك، ومختبرات دوجواي في ولاية يوتا، ومنطقة قناة بنما، عرّض البيزو إلى التجارب الانتقامية. بعدها انتقل رودز إلى لجنة الطاقة الذرية الأمريكية، التي عرّضت المواطنين الأمريكيين أيضا لاختبارات الإشعاع الخطيرة.

عانى ألبيزو من جلطة دماغية في السجن في عام 1956. في عام 1964، قيل انه تم العفو عنه لكنه توفي بعد إطلاق سراحه من السجن في عام 1965. الجارديان، ووزارة الخارجية الأمريكية، والبنتاغون يمكنها أن تكرّر أقوالها حول الاتهامات «السخيفة» و « نظريات المؤامرة » ولكن الحقيقة هي أن الزعيم الوطني البورتوريكوي اغتيل من قبل الولايات المتحدة في تجارب طبية وحشية أثناء وجوده في السجن. وإذا كان هذا هو ما ترغب الولايات المتحدة في القيام به لمواطنيها، فما الذي ستقوم به تجاه خصومها؟

خطّط MKNAOMI لاغتيال فيدل كاسترو ورئيس الوزراء الكونغولي باتريس لومومبا بأسلحة بيولوجية «غريبة». تم تنفيذ العمل على هذه الأسلحة من قبل رئيس الخدمات الفنية في وكالة المخابرات المركزية الدكتور سيدني غوتليب كما ورد أعلاه. البرامج الأخرى التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية وجيش الولايات المتحدة في مجال أسلحة الحرب البيولوجية لها اسماء DORK and OFTEN/CHICKWIT.

المعهد الوطني للسرطان يخدم المخابرات بتطوير جراثيم تسبب السرطان

المعهد الوطني للسرطان، في الوقت الذي كان يبحث فيه عن علاج لمرض السرطان، نسج مع وكالة الاستخبارات مشورعا «انتقائيا» هو "مشروع السرطان الفيروسي Viral Cancer Project" الذي يبحث في التطبيقات العسكرية للعوامل البيولوجية المُسبّبة للسرطان. وكان مركز العمل في فورت ديتريك، وبعد أن تم توقيع اتفاقية الحرب البيولوجية عام 1972 من قبل الرئيس ريتشارد نيكسون، استمر العمل السري في مجال الإنتاج واسع النطاق للفيروسات المسبّبة للسرطان الذي توّج في عام 1977 بالإنتاج الناجح لـ 60000 لتر من الفيروسات السرطانية والمثبطة للمناعة. في عام 1970، أوصى نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية للتخطيط، توماس كارامسينيس بأنه إذا تم التصديق على اتفاقية الأسلحة البيولوجية المُقترحة، ينبغي نقل مخزون وكالة الاستخبارات المركزية لعوامل الحرب البيولوجية من فورت ديتريك إلى مركز أبحاث هنتينجتون لشركة بيكتون - ديكنسون، في بالتيمور.

واشتغل برنامج وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون السرّي في فورت ديتريك على مخزون من البكتريا الوشيقية botulinum التي يمكنها أن تسبّب تسمّماً غذائيا مميتا. شملت الأبحاث الأخرى النقل بالهباء (البخاخ ، الرذاذ) الجوي للفيروسات المسببة للسرطان وإنتاج «أنواع قافزة» الفيروسات التي من شأنها أن تقفز من الأنواع الحيوانية إلى البشر بقصد التسبب في السرطان.

رئيس أنغولا أول ضحايا سلاح السرطان

ربما كان أول ضحية من ضحايا سلاح السرطان في برنامج الاغتيال البايولوجي لوكالة الاستخبارات المركزية هو رئيس أنغولا الأول، أغوستينو نيتو.

الرئيس نيتو، الذي كان مستهدفا من قبل وكالة الاستخبارات المركزية في انتهاك لحظر الكونغرس، أصيب - وبسرعة غريبة - بسرطان في عام 1979 وتوفي في مستشفى في موسكو قبل سن الـ 57. ضحية أخرى لوكالة المخابرات المركزية هو الرئيس التشيلي السابق إدواردو فراي، الذي أصبح عدوا صريحا للدكتاتور الجنرال أوغستو بينوشيه الذي نصبته وكالة المخابرات المركزية بعد إسقاطها الرئيس التقدمي سلفادور ألندي. مات فراي في مستشفى في العاصمة الشيلية سانتياغو في 22 يناير 1982 بعد إصابته بالتهاب مشبوه عقب جراحة روتينية.
وكالة المخابرات المركزية هي الرائدة في استخدام العوامل المسببة للسرطان التي يمكن أن تصيب ضحاياها من خلال الحقن أو الاستنشاق أو ملامسة الجلد من خلال الملابس الملوثة، وخاصة الملابس الداخلية - تشكل إصابة شافيز بسرطان عنيف في منطقة الحوض مثالا دقيقا في هذا الصدد- أو الاتصال بالجهاز الهضمي من خلال استخدام الأغذية والأشربة الملوثة، وحتى معجون الأسنان.

هناك مثل هذه الثروة من الوثائق عن استخدام وكالة الاستخبارات المركزية لأسلحة السرطان ضد أعدائها. أن وجود مثل هذه الأسلحة ليس هو القضية المركزية. القضايا الوحيدة التي تهم فنزويلا ودولا ضحايا أخرى هو تحديد الكيفية التي تُعطى بها العوامل المسببة للسرطان وهويات القتلة الذين يقومون بالاغتيال.

مصادر هذه الحلقات

مصادر هذه السلسلة من الحلقات عن عمليات الإغتيال وأساليبها القذرة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية سوف تُذكر في ختام الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى