الخميس ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٧
بقلم فاروق مواسي

في تيسير النحو: أسلوب الاستثناء

هو أن نخرج اسمًا ما من حكم اسم آخر، كأن نقول:

أثمرت الأشجار إلا التفاح، فنحن هنا أخرجنا شجرة التفاح من الأشجار المثمرة.

جملة الاستثناء فيها أداة استثناء، وفيها المستثنى الذي أخرجته من الحكم ويقع بعد أداة الاستثناء، وفيها المستثنى منه الذي منه استثنينا، ويقع قبل أداة الاستفهام،
فالإداة في الجملة السابقة (إلا)،

والمستثنى منه (الأشجار)،

والمستثنى (التفاحَ) ويكون منصوبًا.

عندما نذكر المستثنى منه فإن الجملة هي استثناء تام، وهكذا جملة: حفظت القصائد إلا قصيدةً، فـ "قصيدة" مستثنى منصوب*.

نلاحظ هنا أن لفظة (المستثنى) هي تعريف= بمعنى استثنينا منه، وإعراب معًا.

في غير الاستثناء التام [الذي لاحظناه في جملة (إلا)] نجد المستثنى له إعراب كما سنرى، وتكون لفظة (المستثنى تعريفًا فقط - بمعنى ما نستثنيه).

أكثر الجمل التي تستعمل (إلا)- أداة الاستثناء ليس فيها مستثنى منه، أي أن الاستثناء ناقص، نحو:

ما أثمر إلا التفاح.

(إلا) هنا أداة استثناء غير عاملة (أو أداة حصر)، فنعامل الجملة كأن الأداة ليست واردة في الجملة، ويكون إعراب (التفاح)- فاعل أثمر.

لم نقرأ إلا روايتين، فروايتين مفعول به منصوب.

لك يكن في الملعب إلا الحكم، فالحكم اسم يكن مؤخر.

إذن كل مستثنى تعريفي في الجمل الثلاث له إعرابه، فالمستثنى هنا تعني الذي استثنيناه، ولا حاجة لأن نذكر أنه مستثنى في الإعراب.

غير ، سوى

المستثنى يكون بعد (غير) وبعد (سوى):

صمنا شهر رمضان غيرَ يوم، سوى يومٍ.

المستثنى التعريفي (الذي استثنيناه) يكون إعرابه مضافًا إليه مجرورا.

أما (غيرَ) في الجملة السابقة فهو اسم منصوب على الاستثناء، ومثل ذلك (سوى- منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة)، وذلك لأن الاستثناء تام- أي أن المستثنى منه وارد في الجملة، وهو شهر.

المستثنى منه في جمل (غير وسوى) غالبًا ما يكون ناقصًا، فعليه يكون الإعراب عاديًا لهما: أنا غير مقتنعٍ، غير - خبر مرفوع، ومقتنع- مضاف إليه مجرور.
لستَ سوى طالبٍ للمعرفة، سوى- خبر ليس منصوب، طالبٍ- مضاف إليه مجرور.

تذكّر: كل اسم بعد (غير) وبعد (سوى) إعرابه مضاف إليه مجرور.

خلا ، عدا ، حاشا

حضر الضيوف (عدا) ضيف.

هناك خِياران لإعراب المستثنى التعريفي- الذي استثنياه:

عدا- حرف جر، ضيفٍ – اسم مجرور بـ (عدا)

عدا- فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر، ضيفًا- مفعول به منصوب.

على نحو (عدا) تعرب خلا وحاشا، فالخِياران واردان.

أما إذا سبقت (عدا، خلا) ما المصدرية فلا يصح أن نعرب كلاً منهما على أنه حرف جر، ذلك لأن (ما) المصدرية لا تدخل على حرف جر.

سارت المجموعة ما عدا محمودًا.

ما- مصدرية، عدا- فعل ماض والفاعل ضمير مستتر، محمودًا مفعول به منصوب.

ملاحظة:

في الاستثناء التام إذا كانت الجملة مسبوقة بنفي أو استفهام فالغالب هو النصب كذلك:

ما أثمرت الأشجارُ إلا التفاحَ.

ولكن هناك خِيار آخر في الإعراب أن يتبع (ما بعد إلا) المستثنى منه= التفاحُ ويعرب بدلاً.

من هنا كانت القراءتان في الآية: ما فعلوه إلا قليلٌ منهم أو إلا قليلاً منهم- النساء، 66.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى