الاثنين ٦ شباط (فبراير) ٢٠١٧
إلى المتشرّد
كمال الغالي
إسفلتُ هذي الشّوارعِومهما قَتُمْلن ينفي عنّا بعض النّخيلِوالزّياتينِبعضَ الجبالِوبعضَ الرمالِوإن قد عُدِمْ .صُبُّوا لي كأسالن أخشى بَأساصُبُّوا لي كأسا .. لأحلم …في كلِّ رُكنٍ هناكَ حديقَهوبعضُ الحقيقَهوإن لم تُلِمْ ،في كلِّ ركنٍ هناكَ صديقٌهناكَ صديقَهتحاكيكَ جهراأو تبتسِمْ ،في كلِّ رُكنٍهناكَ أملْولو أنَّ حُلْمَكَ لم يَكْتَمِلْ .تجوبُ شوارِعَ هذا البلدْوتخشَى زُقاقَهْويَأخُذُكَ العونُإذ لم يجِدْ لديكَ بطاقَهفمن يَسألُ عن غَريبٍ شَرَدْغيرُ رفاقِهْ ؟قلتَ الغريبْ ؟!لماذا الغريبْ ؟!لأنَّ الإشاعاتِ قالتْبأنّي اهترأتُ بكُثرِ السّفرْوأنَّ اشتياقيوراءَ انزلاقيفي بعضِ الحُفَرْوأنَّ ضياعيبخُلْوِ القلاعِقد يَنصهرْ …فلتخلُو كلُّ القلاعْوليُسلخ العشقُ ثمَّ يُباعْوليتساقطْ كلُّ الرفاقِيكونُ التَّلاقيمتى الفعلُ يَثبُتُ أو يَنتصرْ .تشهدُ كلُّ العواصمِ كلُّ المدنْكيف تحوّلتَ بالطائراتِأو بالسُّفُنْ ،ثمَّ تشرّدتَحتى تفرّستَ عمقَ المحنْولم تنزوِ …إنَّ الزنازينَ تشهدُ لكْ ..تشهدُ لي ..لنا كلّنا …كيف حُرمنازئرناسُجنّاهَجرنا الدِّيارْ ،إنَّ الرصاصاتِ تشهدُ لكْتشهدُ ليلنا كلّناكيف انطلقناثَبُتناصمدناودون انتصارْ ،ولكنَّ كلَّ الوقارْأن تَلتحمْأن تنتقمْ … من الإنهيارْ .ولا تبكِ يومالأنَّ الرفاقَ رَمَوْا بالسِّلاحْفتاريخُ حربٍ لن ينتهيبشُغلٍوبيتٍوبعضِ ارتياحْ .طموحُ الشّعوبِتحتَ الرمادِ الذي لا يُضاهِيهبوبَ الرياحْ .وكلُّ الأراجيفِ لن تصمُدَأمامَ أشعّةِ نورِ الصباحْ
كمال الغالي