الثلاثاء ١١ نيسان (أبريل) ٢٠١٧
البطل محمد محمود خليفة
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

شزام الإسماعيلية وكوماندوز مصر

البطل محمد محمد محمود خليفة شارك في المعارك التي خاضتها مصر منذ عام 1950 وحتى أكتوبر 1973 وظل يرتدي الزي العسكري رمز العزة والشرف والكرامة حتى أخر يوم في حياته .
البطل محمد محمد محمود خليفة من مواليد 1928 في محافظة المنوفية وفي منتصف الأربعينات ترك المنوفية بسبب وفاة أمه ومعاناته مع زوجته أبيه واستقر في محافظة الإسماعيلية حيث أشقاء أمه وكانت الإسماعيلية في ذلك الوقت تحت الحكم الإنجليزي الذي عربد في الشوارع والطرقات وقام بتقسيم المدينة إلى نصفين الأول هو حى الإفرنج وعاش فيه الإنجليز وعدد من المهندسين الفرنسيين والقباطين بشركة قناة السويس والجزء الثانى حى العرب والمعروف الآن بحي المحطة الجديدة أو الشهداء وكان الاحتلال الإنجليزي يطلق عليه عرايشية العبيد نظرا لأن سكانه كانوا من أصحاب البشرة السمراء من الصعايدة.

في منطقة السلطان حسين بالإسماعيلية سمع البطل محمد خليفة صرخات سيدة مصرية تستغيث من اعتداء جنديين بريطانيين عليها وضرب زوجها فعلى الفور قام البطل بالاعتداء على الجنديين البريطانيين وخنقهما حتى كسرت رقبتهما ثم جاء بحجر وأكمل مهمته ولاذ بالفرار وانضم بعد ذلك إلى كتائب التحرير والعمل الفدائي.

واصل البطل محمد محمد محمود خليفة عملياته الفدائية حيث كان يتسلق الأشجار وعندما يشاهد جنود الاحتلال يقوم بالقفز عليهم من الأشجار لاستيقاف عرباتهم وفي إحدى المرات شاهده القائد الانجليزي فقال بالغة الإنجليزية: (انظروا شزام ) ولذلك اشتهر بالبطل محمد محمود خليفة بشزام وهو اسم أحد الأبطال الخارقين في الستينيات مثل البطل الخرافى سوبر مان كما انه اسم لطائر أسطوري قوى الانقضاض وسريع التحرك كالأشباح على غرار العنقاء.

في مقابلتي مع البطل محمد محمد محمود خليفة قال: شاركت في عمليات كثيرة ضد الانجليز حيث تشكلت مجموعات للمقاومة المنظمة في منطقة القنال بمساعدة الضباط سامى حافظ وكمال رفعت وسعد عفرة وعمر لطفي وغيرهم وشاركت في خطف مورا هاوس ومحاولة اغتيال الجنرال إكسهام قائد القوات البريطانية في المنطقة بقنبلة وضعتها في ساندوتش وتفجير كوبرى سالا وخطف الجنود الانجليز وأثناء حرب فلسطين ذهبت إلى غزة مع رفاقي الأبطال واقتحمنا بيارات اليهود وقتلنا وأسرنا عدد كبير منهم وعدت باثنين منهم إلى القيادة كما شاركت في الدفاع عن بور سعيد أثناء العدوان الثلاثي الذي قامت به إنجلترا وفرنسا وإسرائيل وعندما حدثت نكسة يونيو عام 1967 أرتديت الزي العسكري وذهبت إلى المكتب الخاص بالعمليات العسكرية ووجدت مسئولا يرتدى بيجامة فسألته عم حدث ؟ فرد على في غطرسة بقوله: لا تخافوا جيشنا يقوم بعمليات الهجوم والدفاع فضربته لعلمي بأن الطائرات ليست مصرية وكسرت مخزن السلاح ووزعته على المقاومة الشعبية وبعض المجندين وخرجت ووقفت على الضفة الغربية للقنال لمنع عبور اليهود ومساعدة العائدين من الجيش المصري.

واصل البطل محمد محمد محمود خليفة حديثه معي بقوله: بعد أقل من شهر لنكسة يونيو عام 1967 انطلقت معارك الاستنزاف بمعركة رأس العش وخلال معارك الاستنزاف كنت الدليل لبعض الجنود لمعرفتي بالمناطق وتدريبي العسكري وقمت بالعبور 3 مرات مع الفرق 33 و 39 قتال للقيام بعمليات خلف خطوط العدو وأسر جنودهم وكان أهمهم الطيارا رايت فعندما سقطت طائرته قفز منها وحاول الهروب فتتبعته في عمق سيناء وتمكنت من أسره ومازلت محتفظا بمسدسه حتى الآن كما شاركت في عمليه نسف الموقع 6 انتقاماً لاستشهاد البطل الفريق أول عبد المنعم رياض أثناء تفقده جبهة القتال.

أضاف البطل محمد محمد محمود خليفة: في أحد الأيام كنت في مركز المراقبة بمبنى الإرشاد وشاهدت الجنود على الجبهة يقومون بإطلاق النار على شيئ يشبه الكلب يسبح في قناة السويس فقمت بالركد وأمرتهم بالتوقف وقمت بإطلاق النار من رشاشي ثم وغطست في مياه القناة وخنقته وأخذته إلى مقر القيادة وفى اليوم التالي حضر أحد أفراد المقاومة الشعبية وقال: عم شزام .. أنظر إلى القناة فنظرت ووجدت باقات من نبات ورد النيل تقترب في تشكيل متوازى فأمرت بإطلاق وبعد قليل حضر البطل ممدوح من المجموعة 33 قتال وقال: لماذا تضرب؟ فجعلته يشاهد المنظر فأطلق من مسدسه طلقة إشارة واستجابت الجبهة لها بإطلاق النار على ورد النيل ليقتلوا ضفادع بشرية بشرية كانت تعبر تحت ورد النيل إلى ضفتنا.

البطل محمد محمد محمود خليفة الشهير بشزام: كان المدني الوحيد الذي عبر مع القوات المسلحة أثناء معارك أكتوبر 1973 وأسر 3 جنود إسرائيليين حيث قام بتكتيفهم وربطهم بحبل وأجبرهم على العوم أمامه في قناة السويس وعاد بهم إلى مقر القيادة وقام بتسليمهم.

أيضا شارك البطل في نسف موقع الفردان واقتحام جبل المر والذى يسمى الآن جبل الفاتح والاستيلاء على نقطته الحصينة وكان هذا الجبل يقوم بالضرب المستمر على مدينة السويس طوال فترة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء.

البطل محمد محمد محمود خليفة ذهب مع القائد محمد الفاتح والأبطال إلى الجبل وحاصروه وإذ برتل من الدبابات الإسرائيلية يتحرك تجاه الأبطال وعلى الفور قام البطل محمد بضرب الدبابة التي في مقدمة الرتل فانفجرت في دبابتين أخريين وخرجوا من بداخلهم وتم أسرهم وتمكن الأبطال من اقتحام الجبل وأسر من فيه وأطلق على البطل محمد محمود خليفة ( الكوماندوز ) الرئيس جمال عبد الناصر أهدى شقة سكنية للبطل محمد محمد محمود خليفة الشهير بشزام والكوماندوز ولكن البطل تنازل عنها لأحد الجنود المحتاجين .. أيضا الرئيس السادات أهدى البطل محمد محمود خليفة سيارة كما حصل على وسام نجمة سيناء ووسام صقر قريش والعديد من الأنواط والنياشين.

أذكر أيضا أن الأمير السعودي نواف أهدى البطل محمد محمد محمود خليفة قلما من الذهب الخالص وفي عيد ميلاد الرئيس السادات أهدى هذا القلم إلى صديقه الرئيس السادات قبيل توقيع اتفاقيه السلام واستحلف الرئيس أن يوقع بهذا القلم اتفاقية السلام القائم على الحق والعدل وليس القائم على شقاء وتعاسة الآخرين ففرح الرئيس السادات وأكد للبطل حرصه على السلام والحق والعدل.

عاش مرتديا للزي العسكري معتزا به فخوارا بمشاركة ولده بثورات مصر منتظرا لتحرير فلسطين. وهكذا ودعت مصر اليوم بطلها بعد أن رحل حاملا معه سجلا حافلا من انتصارات قدمها فداء لوطنه، وإذا كان تكريمه لم يكن بالقدر اللائق في حياته فالتاريخ قادر على تسجيله نجما في قائمة الأبطال.

في صباح يوم الثلاثاء 8 سبتمبر عام 2015 توفى البطل محمد محمد محمود خليفة الشهير بشزام والكوماندوز بمستشفى جامعة قناة السويس التخصصي بعد معاناة مع المرض وبعد صلاة الظهر شيعت جنازته من المسجد الإسماعيلى بميدان المطافئ وتوارى جثمانه بين ثرى مقابر قرية أبو عطوة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى