الثلاثاء ٢٥ نيسان (أبريل) ٢٠١٧
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

19 أبريل والثأر لشهيد مصر

يوم 19 مارس عام 1969 وأثناء معارك الاستنزاف استشهد البطل الفريق عبد المنعم رياض خلال متابعته المواقع على جبهة القتال وتقرر الأخذ بثأر البطل الشهيد وتم تكليف المجموعة 39 قتال بقيادة البطل المقدم إبراهيم الرفاعي بتنفيذ المهمة واختارت المجموعة مقر إرشاد هيئة القناة بالإسماعيلية لمراقبة موقع لسان التمساح وأخذوا يستطلعون الموقع على مدار 24 ساعة وكان الموقع مكون من أربع دشم اثنتان في الأمام واثنتان في الخلف وبينها أرض فضاء وخلف الدشم توجد مخازن الذخيرة والتعيينات والوقود وكانت قوة القوات الإسرائيلية بالموقع فصيلة مشاة وقوة لإدارة نيران موقع الصواريخ وعربة نصف جنزير ولورى ومخزن ذخيرة وصواريخ ونقطة ملاحظة.

قام سلاح المهندسين ببناء نموذج مطابق لموقع لسان التمساح بمنطقة صحراوية تشبه الأرض الموجود بها موقع لسان التمساح تدربت المجموعة المصرية المكونة من الأبطال لمدة شهر على اقتحام المواقع حيث قسمهم قائدهم البطل إبراهيم الرفاعى إلى 4 مجموعات.. كل مجموعة مكلفة باقتحام إحدى الدشم الأربع وكانت تحصينات الموقع توفر له الحماية من القصف الجوى بالقنابل كما كان يوجد موقعان آخران حصينان فوق ربوتين تبعدان عن هذا الموقع حوالي كيلو متر ويشكلان مع هذا الموقع مثلث رأسه لأسفل فى اتجاه البحيرة يكفلان له الحماية ولسعة البحيرة كمانع مائي ووجود الموقع على حافة البحيرة مباشرة وقوة تحصيناته وشدة نيرانه مع الحماية التى يكفلها له الموقعان الخلفيان فلم يلجأ العدو لمزيد من وسائل الحماية ومن هنا جاء نجاح خطة الاقتراب والمبادأة وهما من أهم عوامل تحقيق المفاجأة والنجاح.

فى ليلة الأربعين لاستشهاد البطل الفريق عبد المنعم رياض تحركت المجموعة بقيادة البطل المقدم إبراهيم الرفاعى ومعه قادة المجموعات وضابط الاستطلاع وأبطال المجموعة من الصف والجنود وعسكروا في مبني الإرشاد بالإسماعيلية المواجه لموقع لسان التمساح وبعد تناول طعام الغذاء تمت عملية التلقين النهائي لأفراد المجموعة.

تم تحديد أسلوب التحرك وخطة الاقتراب والحماية وكان تشكيل المجموعات كالتالي: القيادة متمثلة في البطل المقدم إبراهيم الرفاعى ومعه 6 أفراد من الصاعقة البحرية وكانت المهمة قيادة باقي المجموعات وسترها واحتياطي لها.

والمجموعة الثانية ضمت البطل النقيب أحمد رجائي ومعه 12 فرداً من الصاعقة البحرية ومهمتها مهاجمة الدشمة رقم 1 والمجموعة الثالثة ضمت البطل النقيب محيى نوح ومعه 12 فرداً من الصاعقة ومهمتها مهاجمة الدشمة رقم 2 والمجموعة الرابعة ضمت البطل الملازم أول وئام سالم ومعه 11 فرداً من الصاعقة ومهمتها مهاجمة الدشمة رقم 3 والمجموعة الخامسة ضمت البطل الملازم محسن طه ومعه 11 فرداً من الصاعقة ومهمتها تدمير الدشمة رقم 4 وزرع ألغام مضادة للدبابات على المدقات المؤدية للموقع والمجموعة السادسة ضمت البطل الرائد طبيب عالى نصر والبطل النقيب بحري إسلام توفيق والبطل الملازم أول بحري وسام حافظ و3 من أفراد الصاعقة البحرية ومهمتها تأمين منطقة النزول وستر قوة الهجوم بمنع العدو من تطويقها من الخلف وتأمين زوارق العملية.

وتواجدت مجموعة أخرى على الضفة الغربية بقيادة البطل العميد مصطفى كمال بمرافقة ضابط مخابرات يجيد اللغة العبرية ومعه جهاز تصنت لاسلكي للتصنت على الموقع.

مع أخر ضوء للنهار قامت المدفعية المصرية بقصف الضفة الشرقية للقناة لضمان دخول أفراد العدو للمخابئ وأثناء القصف بدأت المجموع العبور وقد رافقهم حتى حافة القناة من الضفة الغربية الأب الروحي للمجموعة البطل العميد مصطفى كمال الذي قام بالتنسيق مع البطل العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة قائد المدفعية في الجيش الثاني في ذلك الوقت وبدأ البطل المقدم إبراهيم الرفاعى وإبطال المجموعة العبور إلى الضفة الشرقية في 6 قوارب وبعد وصولهم إلى الضفة الشرقية اتجهوا مباشرة لموقع لسان التمساح.

اتصل البطل المقدم الرفاعى بالبطل العميد مصطفى كمال وطلب منه إيقاف القصف المدفعي وبدأ الهجوم على الموقع قبل أن يفيق العدو أو يخرج أفراده من مخابئهم التي احتموا بها من القصف المدفعي المصري.

كان الهجوم بإلقاء القنابل اليدوية والقنابل الحارقة من فتحات التهوية بالدشم وقطع أسلاك التليفونات وقام أبطال مصر بحرق العربات الموجودة بالموقع وإسقاط العلم الإسرائيلي وتدمير المدافع وتدمير الموقع بالكامل.

خرج أفراد العدو من الدشم هاربين كالفئران وحصدتهم طلقات أبطال المجموعات وتم القضاء علي الموقع بالكامل وقتل عدد 44 إسرائيلي وهم كل قوة الموقع.

بعد الاستيلاء علي الموقع بالكامل تم نسف مخازن الذخيرة ومخازن الوقود ومدرعة ودبابتين والاستحواذ على أريال جهاز لاسلكي وتم إنزال العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري وانتهت هذه العملية الساعة التاسعة مساءً وانتظرت المجموعة بالموقع ساعتين كاملتين قبل العودة وفى الساعة التاسعة وخمس دقائق أصدر القائد أمره بالعودة إلى نقطة النزول وبعد خمس دقائق أدارت الزوارق مواتيرها لتعود فى اتجاه الضفة الغربية تحت ستر قصف المدفعية المصرية ووصل الأبطال إلى الضفة الغربية وتم نقل الجرحى إلى المستشفيات العسكرية وهم البطل النقيب محيى نوح الذى أصيب بشظايا والبطل حسن البولاقى عاد أبطال المجموعة سالمين بعد تنفيذ المهمة بنجاح وبعد هذه العملية أطلق موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي على البطل المقدم إبراهيم الرفاعى ورجاله أبطال مصر (أشباح الليل لأنهم لا يتركون خلفهم أي أثر بعد تنفيذ عملياتهم ).

الرئيس جمال عبد الناصر استقبل أبطال المجموعة 39 قتال الذين نفذوا العملية وأخذوا بثأر البطل الشهيد الفريق عبد المنعم رياض وكرمهم وزار البطل النقيب محيي نوح والبطل حسن البولاقي في المستشفى.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى