الجمعة ٢٦ أيار (مايو) ٢٠١٧
أنتِ وهي
هديل نوفل
تقرأ ما تبقى منكبقعر الفنجانتحملك إلى المستقبلغير أبهة بتلك السنينالسائرة على قدم واحدةتطرش رذاذ كلماتهاعلى أوراق خريفككينبوع حارتحشد جيوش قلبهاترمي سهام لسانهافتصيب سلال وردكتسقط وردة ...وردةتسرعين لالتقاطها قبل أن تسرقها الريحتمهلي يا حبيبتيتقول لك:فكلمات القهوة لم تنتهِ بعدمازال لجانب العمر حصةهاتِ إصبعك الحمراءمن جمر العمراضمري في الليالي السوداء..هنا شخصٌ أدار لك ظهرهله لسان أفعىوذيل عقربهناك جَمعة وسط ليلِ البيتهنالك آهاتُ مريضٍ أو عاشقٍما عدتُ أعرفُأو استقبال مغتربعن القلبهناك أعمدة فرج وطريق لا يفضي إلى شيءلا تيأسي تقول :وهي تحتضن ما تبقى من تراب كلماتهاتقلبها... تدحرجها غير مهتمةفي عيون عاشقة تنتظر إشارة من الحبيبتشير بإصبعهاهنا انظريهنالك شخص داخل ومعه هديةيغلفها جرحٌ عتيقله ضحكة صفراء من لون الخريفوعيون تملؤها أمواج البحرتقول الجارة وأنتظرما خبأه لي رحم الفنجان من قصائدخيبةومازلتَ في المحطات البعيدةومازلتُ أقف على محطات انتظاركتحت أمطار النسيانكميتٍ ينتظر القيامة في برزخه الأخيرأشفقت السماءعلى روحيهطلت أمطارهالتخالط الدموع المعتق في جفونيكي لا ينكشف أمري أمام المارةفإذا بأمطارها ترسم لي وجهكترسم طرقات مشينا فيهادكاكين اشترينا منها روحناوزادت لنا أسعارهامن حدة الشوقرسمت وجوه تشبه ضحكتكوأزهار قدمتها في عيد ميلاديأيتها اللعينة هو من أرسلككُفي عني هذه الأمطارفهي تفضحنيكما فضح عطشيالتراب الذي داهم تربتيلأول مرةأمنيات يتيمةأحلم بحديقة صغيرةلأطفالي المتشردينترحل الأوجاعالتي عجزت المستشفيات عن إزالتهاأحلم بأني أصوغ أبجدية أخرىلنهار ينثر قليلاً من الندىبدلاً من أزيز الرصاصأحلم بقيثارة عاشقفي ميادين غناء الغجرينثر الشجنونادل يقدم قهوة مرةبالحب تنقلب حلوةأجول في مرايا الذاكرةتنمو خواطريعلى حلم هجرنيواتسع بي عقمه
هديل نوفل