السبت ١٩ آب (أغسطس) ٢٠١٧
بقلم نايف عبوش

قرية أيام زمان

ما أن شرع باحتساء شاي الصباح ليس بعيدا عن حافة النهر.. في دكة الدار..حتى فاحت من كوبه رائحة الماضي الجميل بأهله..وسرحت به ذاكرته في أرجاء مكان ،وأطلال منازل رحل أهلها ..

استعرض صورة الراعي .. ذلك الصبي النحيف الذي يسوم شياهه صباح كل يوم..وصوت نايه الحزين ينساب شجيا في شعاب مرابع قريته..وتلك العجوز المنهكة وهي عائدة الى البيت..

تحمل حزمة عشب على ظهرها لصخال حجرتها عن أمهاتها في زريبة الدار..بانتظار حلبها ظهرا..قبل أن تطلقها لترضع ما تبقى لها في ضروع الامهات من حليب تقتات عليه..

تذكر لحظة الغروب..وكيف كان الكل يرجعون إلى منازلهم،وقد أعياهم تعب الحصاد وكد اليوم..لكن مجالس سمر اعتادوها بعد عشاء كل يوم.. يتبادلون فيها أطراف حديث لا يخلو من دعابة ومزاح..ينسيهم تعب اليوم.. فيعودون لبيوتهم في سعادة غامرة..ويخلدون في نوم عميق.. بعد عناء عمل يوم شاق.. ليستيقظوا في صباح يومهم التالي مع صياح الديك فجرا..تغمر نفوسهم البهجة بيوم جديد...إنها حياة أهل قرية أيام زمان..بكل ما فيها من هدوء..

وبساطة..وطيبة..وحنان...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى