الثلاثاء ١٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٧

تلك الايام

هانى المأذون

أيام أشرقت فيها أنوار قلبي وزادت من خفقانه.

كان قلبي يرتجف كعصفور بلله القطر،كان يطير محلقا فى الفضاء اللامع ليرتشف من رحيقك العذب ونظراتك الرحيمة إنها تلك الأيام البعيدة!

تساءلت كثيراً ؟ كيف انساها وقلبي لم يزل يسكن جنبي!

فكلما نظرت إلى العلا رأيتك أنت،رأيت صورتك تتواثب امامى على صفحة البدر المنير فوق نجومه وسحبه، وكلما التفت يمنة وجدتك على صفحة أمواج البحيرة المتلاطمة، ويسرة فوق الابراج الشاهقة،وكلما التفت أكثر وأكثر وجدتك فى مقلتىىّ أينما يممت وجهى.

بل أكثر من ذلك وجدتك فى أفكارى فى عقلى، بل و جدتك فى قلبي وريداً وشرياناً، وجدتك تضيئين حياتى، كما أضأتى قلبي.

تلك الأيام أحسستها كرصاصات هادرة، تتواثب كل يوم لتستقر فى عمق قلبي، وتسطره بعذابات النهاية المرتقبة منذ فترة، إننى أحن لتلك الأيام إنى ضائع بدونها، كرغوة على سطح الماء او كطفل ممزّق صوته يكاد يشق عنان السماء يبحث عن حضن أمه.

أننى أحن لكل شجن عشته معك فى تلك الأيام، وكل لحظة غابت روحى عن الوجود، وأمتزجت بروحك المرحة وأحساسك الدافئ هناك، حيث كنا ننتقل من موضوع إلى آخر ومن غصن إلى غصن.

من حديث فى الحب وعذاباته، وآخر فى العيون وأسرارها، سيدتى إنى أشعر باغتراب وعذاب وانسحاق وضياع، فى بئر المجهول، حيث لاصورة ولا أطياف إلا طيفك أنت، ولا همس ولا صوت إلا أنين قلبي الجريح، وهو ينزف دمعاً ودماً.

إن فراقك يسقط النجوم الساهرة فى السماء، يفقدنى بوصلتى، بل يسقط الدنيا بأسرها من تحت قدمى.

هانى المأذون

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى