الأربعاء ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٧
بقلم
الطّلقة الأخيرة على رأسي الغبيّ
(حُزِ الموت بكلّ ما لديك من شهيّة، بأنايتكِ، وجميع الكبائر- آرثر رامبو)
(1)ألوذ إلى قراءة الأدب المترجمكي لا أرى شعرها وساعديهاوالطّريق الطّويل لراحتها النّحيلةْوأدمن البونوغرافيا في هذا الفراغ الكبيركلّما اشتقت لخاتم ذهبيّ على سرّتهاأعود إلى نجاة الصّغيرة أحيانالأرى نفسي ملاكا على وجنتيها النّاعمتينْنسيت على نحو مؤكَّد فيروزْووديع الصّافي وصباحْولم أعد أحفظ شعر شوقي ولا أغاني "السّتّ"فقط أتذكّر العناوين الباهتة كلّ مساء خجولْ(2)في هذا الوقت، الآنأكتب في العتمةْأفتّشُ في الغباروأركل بإحدى يديّ ككلب عقورْذاكرتي عن امرأة شهيّة لا تلبس غير (كلوتها) المائيّذاكرتي عامرة بالصّورْوعطرٍ هادئ ينسلّ نحويمشبعاً بها حدّ التّخمة الموجعةْ(3)"حبيبتي" صارت حجرْأبصق على صورتي في جدار طويل آيلٍ للانحناءكرجل عجوزْيعاني الارتخاء الغضّخذلتها والأمّ والأصدقاءوخذلتُ نفسيوخنتُ شمس الصّباحْوهْي تداعبني برقيق الكلامْومرّغت القصيدة باستعارتهاوصنعتُ خيبتيَ الكبيرةْ(4)كشيء تافهٍ أشعر بالقرف الشّديدتتذوّقني حالة من اللّاشهوةٍ للفجورْتختمر الأبجديّة فكرةً عفنةتلتفّ عليّ بساقها العرجاءْكأنّي لست أعرجَ أو غريب الانبعاجْ(5)عند منتصف البزوغ للنّعاسْتطلق اللّغة ثعلبها الماكرَتعصر الكأس في ليلة حائرةْوترشّني بالرّصاصفتنهش رأسي الغبيّ بطلقتها الأخيرةْويستريح الصّمت من قلقي في الثّرثرات القاسيةْ
* من ديوان "ما يشبه الرّثاء"، معدّ للنّشر