الاثنين ١٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٨
بقلم صالح أحمد كناعنة

صَمتُ المهاجِرِ

خُذيني لِفَجرِ الصَّمتِ يا عَينَ الحقيقَةِ .
أَمضي... ويَمتَصُّ الحديثُ صَدى خُطايَ السَّحيق.
ويمتَصُّني اللّيلُ نَزفًا تَغَشّى شِراعَ الجنون ..
وصَوتًا تَقَمَّصَ لَونَ البَريق.
كَم مَرَّةً سَتموتُ الطُّيورُ بِحِضنِ الظَّلامِ..
لِتُدرِكَ أنَّ سماءَ اللّيالي؛ زَرقاءَ أيضًا ...
وأنّ النّجومَ تَغيبُ، لِتَرجِعَ...
وأنّ العَتمَ يَذوبُ... يَذوبُ..
إذا صَدَقَتهُ لَظاها العُيون؟!
فَسيحٌ هذا المدى ..
وأوسَعُ مِنهُ فَضاءُ انشغالي، وَصمتُ الْمَهاجِرِ.
وكم مرّةً سَأَمُدُّ يَدَي ...
ويَنأى المنال؟!
ويَرحَلُ صَوتي بَعيدًا بَعيدًا ...
ويَشقى السُّؤال؟!
وأرسمُ صورَةَ بَدءِ الشُّروقِ...
بِلون الظّلال؟!
لِترتاحَ روحي...
وتهجُرَ عِشقَ ارتكابِ الخيال؟!
خُذيني عُيونًا تُخَبِّئُ الأفقَ...
أُمنِيَةً يُحاذِرُ صَمتي مَداها...
وحُلُمًا؛ يُراوِدُ غُبارَ أجنِحَتي العَتيقَةِ...
لَيَمضي.
أَيَّ قَلبٍ أحمِلُ؟
وخَلايا ارتِحاليَ تَشتاقُ نَبضي!!
ثَقيلٌ دَبيبُ النَّبضِ؛ حينَ يُجَسِّدُني الهوى
نَشيدَ الهروبِ خَلفَ الهروبِ.
ويُنشِدُني عُمرِيَ المبحوحَ أغنِيَةً بِلا أصداءَ..
وأركَبُ موجَةَ الأبعادِ ...
ومَساري باتَ خَلفي...
يَكتُبُ تَأبينَةَ الغابِرين.
آهِ يا مَجدَ الشَّمسِ المخنوقَةِ خَلفَ الشّفَق!
ألوانُكِ باقِيَةٌ فينا...
أسرارًا؛ تَحكيها الأسرارُ
صَوتي... خَربَشتُ بِهِ أُفُقي...
وسَيَعشَقُ ظِلّيَ المثقوبُ صورَتَهُ على الجِدار
خُذيني لِلَيلِكِ...
يَلَذُّ بِعينِ الظّلامِ العَتب...
خذيني...
سَأرسِمُ صَمتي وَحيدًا..
وأغفو بِظِلِّ فُروعِ النَّسَب...
آهِ.. يا بِلادَ الخارجينَ على الغَضَبِ...
تَرَكتُ النُّعاسَ يَنامُ بَعيدًا ..
وبُحتُ بِسِرِّ ارتِحالِ الطُّيورِ ..
لأرضٍ يَجيئُ إليها السَّبَبُ...
يُفَتِّشُ فيها لَهُ عَن سَبَبٍ!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى