الأحد ٤ شباط (فبراير) ٢٠١٨
بقلم سلوى أبو مدين

مساء لسماء شاحبة

هذا المساء لا يشبه سواه، خرجت من منزلي معكر المزاج، هاتف صديقي استفزني.

وجعلني أمضي على غير هدىً، أفكر في عباراته التي ألقى بها بلا تريث، وددت أن أنسى كلامه، لكني لم استطع أن أمسح ذاك الصوت الذي أخذ يقرع كجرسٍ في رأسي. وإذا بي أقف عند ناصية الطريق.. أطرقت أفكر. فجأة وإذا بشخص يقف وراء سيارتي، كنت أود الرجوع إلى الوراء انتظرت مهلة كي يعبر لكنه ظل واقفاً مكانه مدة طويييييييلة.

أعطيته فرصة كي يبتعد لكنه لم يفعل. فقدت أعصابي قرعت البوق مرة ثم أخرى، فلم يستجيب، خرجت من سيارتي وأنا اشتط غضباً فقد حملت ما يكفي من الحزن والغضب. وما أن وصلت إليه حتى دفعته بكلتا يديّ.

وأهطلت بكلمات اللوم لعدم اكتراثه.. لم يجيب أو يعترض على تصرفي نظرت إليه لأقرأ تعابير وجهه، لكنه ظل ينظر إليّ هادئاً!

وبهدوء وضع يديه على أذنه، وكأنه يرسل رسالة بلغة الإشارة بأنه أصم لا يسمع

ارتبكت!

شعرت بجزر من الجليد حطت على نفسي، الكلام لا يعادل نظرة حزن من عينيه، وقفت وأنا مبعثر. قبلت رأسه، ولم اكتفي بما فعلتْ بل ارتكبت رعونة أكبر من أختها إذا أدخلت يدي إلى جيبي وأمسكت بمحفظة نقودي وقدمت إليه المال، لكنه هز رأسه نافياً. ثم أشرت إلى سيارتي كي أقله أينما يريد. لقد كان أكرم مني متسامحاً لأبعد ما يمكن. إذ وضع يديه على صدره وقدم إليّ عبارة شكر.

بل أنا من يشكره لأنه تحمل رعونة تصرفي الأهوج واندفاعي، مضتْ بي قدميّ إلى سيارتي مثقل الخُطى، يتلقفني اللوم ككرة مطاطية تصعد إلى الفضاء ثم تهبط مسرعة، عدتُ إلى منزلي، لم أستطع أن أمسح ما فعلته.

الندمُ شمعة تنصهر فوق صدري، العالم علبة ضيقة، ألقيت بجسدي فوق سريري، سقف غرفتي غيمة قاتمة، أغمض لوهلة، رائحة أخطائي، كابوس اللوحة التي طلتها ألوان الندم، تنهيدتي شبح يتدلى من محبرة الألم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى