الاثنين ٣ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم عبد الرحيم الماسخ

احتدام

كانت الأغنياتُ معبأة ً
في ظلال السُّكون
وأسيجة الهمسِ تشرب عطرَ الحنين
وأودية الريح كانتْ تفيضُ
فتعصِرُ أضلاعَ بعضٍ
ولم يكد الفجرُ يسحبُ ُفلَّة أنفاسهِ
من يدِ الأرض
والشمس ترسل ُفرسانها خلفَ أحلامه
قبل نهْلِ المَعين
ولم تتمنَّ السماءُ
فتطلِقُ سِربَ تسابيحها كالبُخور
وتخرُج من جسد الماء
داخلًة مِخملَ اللِينِ
لا
أنتَ طالعتَ عُمر كتابي
فجئتَ لوقتك , نقرْتَ بابي
بعُناب صوتك
أشعلتَ بحر ارتقابي بعاصفة الشكِّ
مزقتَ عني صوابي بأظفار بُعدك
لا
أنت أم ريحُ وهمي المُفكّكِ ؟
لا
أنتَ أم نغمٌ / ألمٌ
مسَّ روحي بعطر الفتوح
وأسلمها ليدِ الشوك ؟
لا
أنت أمْ ؟
والقتال احتدمْ !!
 

يقظة

 
في الليل
والنجومُ في البحر: الصَدَفْ
تحدَّرتْ كدمعةٍ تشقُّ صخرة الأسفْ
في الليل
والشعرُ الحزين هزَّني
وقال : قفْ وانظرْ
فمِن هناك تأتي ربما
نظرتُ
فرَّ البرقُ
غامت السما
وبسمة ترقرقتْ فموسقتْ عبيرَها
فموَّجتْ حريرها :
ندىً يمسُّ بُرعما
خطوتُ في المنام أم .............. ؟
فكلما دنوتُ .. يبعد النغمْ
ويرسُبُ الظلامُ
يرسب الظلام
أصعدُ
الذكرى خيامٌ
والهوى ريحٌ
وعودتي عدمْ
في الليل
والنجومُ آهاتٌ مُجنَّحة ٌ
يسوقها الألمْ
والأغنياتُ / الأمنيات : حارسٌ ومُتّهمْ
والصمتُ حطَّ
الصمتُ
والصمت
تلاقت النقطْ
ولم يزل أماميَ الفراغ يسحب القدَم ْ!!
 

رُسوخ

 
أنتَ يا شاغلَ الوقتِ بالريح
والصمتَ بالأخيلهْ
يا سعيدًا حزينا
تذوِّبُكَ الأغنياتُ هوىً وشحوبا
ويتركك الفكرُ للعتمة القاتلهْ
تتجوَّلُ
والصبر لا يتحوّلُ
حين يناديك عطرٌ إلى روضةٍ
أو دخانٌ إلى نارهِ الهائلهْ
لم تزل
والبلاد التي بعثرتك بأحزانها
واستبدَّتْ بروح الأملْ
والجَمالُ الأليف لأمنية ٍ
مُنتهاها الأجلْ
والطريقُ بلا سُبلٍ
يجتني من ليونتها العابرون
ويرتشفون ندى الظلِّ
وحدكَ ـ
والنبعُ بين الشقوق تفككَ
والرعدُ أمسكَ ذيل الغمام
فلم يتحركْ
ـ ُتعلِّقُ مروحة الشمس بالليل
تطلقُ طير التجلِّي
وتدركُ سرَّ الأزلْ !!
 

بلا رد

 
الليلُ
أغنية كظلِّ الفجر
ريحٌ / همسة
وشذى / براحٌ
النجومُ تطوف حول البدر
تهمس لي : أحبكَ
الجناحُ يرفُّ في صدري
يطيرُ بغابة العُمر
استراح الوقت مني
والحنين : ندى بلابلهُ تغنّي
والفضا سفرٌ متاح
لا أقول : أحبها
وأقول : ينسجها الضياء شجىً وأنغاما
وينصبها الخلاء لموعد الذكرى خياما
يستريح بها البكاء
ويستجير السمع بالنغم الخفيِّ لمشية الألق
الحروف جداولٌ لا تلتقي
والبسمة / الشجن / النداء مُكبَّل القدمين
تهمس لي : أحبك
لا يجيب الصمت عني
والفضا : غيم تفكك
في محيط المطلق !!
 
شغل
تكحَّلي , تجمَّلي يا زهرَة القرنفلِ
وسلِّمي ضفيرتيكِ للهوى المُعَّدلِ
ولا تقولي : مالِ هذا .. في يقيني أنتِ لي
تزيَّني , تعطَّري , تلوَّني , تبدَّلي
أراكِ من كل اتجاهٍ ثورًة لا تنجلي
عيونكِ : النورُ الذي شق الدُجى بالمِعْولِ
وقدُّكِ الميَّاسُ ساس الشوق بالتعجُّلِ
وهمسُكِ الوردِيُّ مفتولُ الشذى بالمِغزل
يمرُّ يومٌ بعد يوم .. والهوى شغلُ الخلي !!
 
لاحِق
من أنا ؟ , لستُ أدري
بين غدرٍ وغدرِ
فرحتي أبدلوها
بابتلاءٍ وصبرِ
جدتُ , والجودُ أعيا
مهجتي خلف عمري
واختزنتُ انفجاري
فارتدى السرُّ جهري
فامتحاني عسيرٌ
قاهرٌ فوق قهري
وارتباطي بقومي
عِقدُ ثلج بجمر
كلهم عبدُ حظٍ
تحته الأرض تجري
لم يريدوا بصدرٍ
ما أرادوا بنحر
يا غريبًا كأني بين كرٍّ وفر
عدْ .. فدنياك أضحت ْ
جثة دون قبر
عد .. فلو عدتَ فورا
صرت بوَّابَ قصر
طالعُ اليوم ليلٌ
ساربٌ دون فجر
ينتهي الحقُّ فيه باطلا ربَّ عُذر
والوصايا سبايا
نصرُ من ليس يدري !
 
مقام
تأخّرتْ .. والحنينُ باقي
وسحرُها ذوَّب المآقي
ولم تزل بالفؤاد منها
نداوة البدر في المحاق
عبيرُ أنفاسها رنينٌ
يهدهد الوردَ في المسَاقي
تخلَّقَ الطيرُ في يديها
إذا سرتْ بغيَة التلاقي
وحلَّقَ الثوبُ فهو ريشٌ
لعندليبٍ يدُ انطلاق
ونظرة ٌ سهمها احتواء ٌ
من اختلافٍ إلى اتفاق
تشدُّ صحوي إلى منام
إلى اقتحام إلى سباق
تأوَّهَ الشوقُ .. قلتُ : مهلا
فحبلُ مَرْعاكَ من وَثاقي
ورفرف الصبرُ .. قلتُ : طِرْ , ما
لعاشقٍ صيحة احتراق
إذا استوتْ فلكُ ذكرياتي
من ارتباك إلى اتساق
همستُ : من أنتِ .. وهي منّي
بلوغ قلبي يدَ العِناقِ !
 
هدية
تموَّجَ النسيمُ
قلتُ : ثوبها
وشعَّتِ النجوم ُ
قلتُ : صوتها
والصمتُ ساقَ الصمت َ
قلتُ : من هنا تأتي
إذا هناك غاب ظلُّها
فكلُّ بسمةٍ عبيرُها لها
وكل فرحةٍ شرابُ سحرها
أصيحُ : عودي . . فالصفا بكِ اكتملْ
يردُّ صمتٌ : ما الكلام , ما العملْ ؟
حبيبتي وصفتها
فغادرتْ ترابَ ظنّي في مدارج السُّهى
دعوتها
فجمَّعتْ دمعي بكأسٍ
واستراحت فوق حِسِّي بين أطياف الغزَلْ
تسوقني الحياة دون وجهةٍ
وأنتِ يا حبيبتي عين الحياة ِ
فاقبلي منّي رفيفَ الذكرياتِ :
أننا هنا اختلفنا
واتفقنا
واختلفنا
والفراغ ما اكتملْ !!
 
قصائد قصيرة
1 :
البيوتُ التي ذوَّبَ الشوقُ جدرانها
احتضنتْ بعضها !
2 :
ضحك الوردُ
فارتبك الشوكُ , صاح : العبيرُ يُجَرِّحُني !
3 :
تتوالى المسافاتُ
كل التفاتٍ طريقٌ
وسعيك في سعي سعيك : هَمٌّ وضيق !
4 :
إلى أين ؟
كل البلاد اختفتْ
والمسافة ضاربة بين صمتٍ وصمت !
5 :
رقائقُ قسوتكَ احتجزتْ ماء روحي في غيمةِ الشوق
والريحُ صارمة الكبرياء !
6:
اذكري مرًّة أن عينيكِ سِرَّ اشتعالي
واغرسي في دمي وردة القرب ضاحكة كالهلال !

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى