الأحد ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٨

مؤسسة القدس تعقد مؤتمرها العلمي الثاني عشر

عقدت مؤسسة القدس الدولية في فلسطين يوم الأربعاء 5/12/2018 مؤتمرها العلمي الثاني عشر تحت عنوان: "القدس في المشاريع الإقليمية والدولية .. وآليات استنهاض الأمة"، في مدينة غزة وبرعاية من رابطة "برلمانيون لأجل القدس" و"حركة البناء الوطني" الجزائرية، وبحضور وعدد من المهتمين والباحثين والسياسيين والأكاديميين.

وتحدث في الافتتاحية الدكتور أحمد أبو حلبية رئيس المؤتمر ورئيس مؤسسة القدس الدولية في فلسطين، فقال: "إن سياسة وممارسة سلطات الاحتلال في القدس تزداد غطرسة حيث استولي على آلاف الدونمات من أراضي المقدسيينبهدف ضمّها إلى ما يسمّى "القدس الكبرى" في مساحة (600) كيلو متر مربع، ليقيم عليها عشرات المغتصبات الصهيونية؛ ويعمل على هدم المئات من المنازل في قرى بأكملها مثل: قرية أبو نوار شرق بلدة شعفاط، ويخطط لهدم حي البستان وقرية الخان الأحمر بين أريحا والقدس، والاستيلاء على عقارات ومنازل في القدس بزعم أنّها مملوكة ليهود قبل عام 1948م، مثل: حي الشيخ جراح، وحي بطن الهوى من بلدة سلوان، وسحب الهويات المقدسية، واعتقال النساء والحكم عليهن بالسجن لسنوات كما فعل مع الأسيرة إسراء الجعابيص، وأشار إلى دور الإدارة الأمريكية في التغطية على جرائم الاحتلال ومحاولة شطب حقّ العودة من خلال وقف دعمها لمنظمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)؛ وتطبيق ما أصبح يعرف بصفقة القرن، أي تصفية القضية الفلسطينية بإلغاء حق العودة وشرعنة الاستيطانوالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي".

وتخلل جلسات المؤتمر العديد من النقاشات أثيرت خلالها التساؤلات وبينت المطلوب سياسياً سواء محلياً أو دولياً في ظل ما تتعرض له القدس.

وقال الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي في كلمة له في افتتاحية المؤتمر: أن مواجهة سياسات الاحتلال تكمن في توحيد الشعب الفلسطيني وإنهاء مظاهر التفرقة واجتماع الكل الفلسطيني في جبهة واحدة تتصدى للاحتلال ولقرارات الإدارة الأمريكية تجاه القدس، كما تحدث الدكتور خليل الحية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماسفي غزة فقال: "إن شعبنا لن يقبل وجود الاحتلال على أرض فلسطين وستبقى القدس عنوان الصراع وأن الاحتلال يحاول حسم قضية القدس واقرب مثال ما يحدث في الخان الاحمر ولفت ان القدس في أخطر مراحلها".

وفي الجلسة الأولى للمؤتمر التي ترأسها الدكتور زكريا السنوار وتناولت المواقف الاقليمية والأممية من تهويد القدس؛ عرض خلالها الأستاذ سعيد تمراز بحثه الذي تناول "مشاريع هيئة الأمم المتحدة لتدويل القدس، وأسباب فشلها (1947 – 1951م)، فلفت إلى أهم مشاريع هيئة الأمم المتحدة لتدويل القدس: قرار رقم (181)، وقرار رقم (194)، وقرار رقم (303)، ومشروع الوسيط الدولي الكونت برنادوت لتدويل القدس، واستعرض الباحث العراقي د. عبد الرحمن التميمي "موقف جامعة الدول العربية من المؤامرات الصهيونية تجاه القدس 1964- 1970"، ودعا الجامعة العربية أن تكثف جهودها بالتعاون مع الدول العربية لنبذ التفرقة بين أعضاؤها خدمتاً للقضية الفلسطينية وتثبيت علاقاتها بالمنظمات العالمية لشرح المؤامرات الصهيونية ضد القدس وفلسطين وأفشالها، وأشار الأستاذ حسام يونس إلى "دور المؤسسات الخارجية في دعم تهويد مدينة القدس مؤسسة "إيرفنج مسكوفيتش" الخيرية نموذجاً"، ولفت إلى الآلية التي يتم بها تمويل الاستيطان التهويدي في مدينة القدس، وتلاه الأستاذ إياد أبو مصطفى بورقته عن إجراءات "إسرائيل" الاستيطانية في مدينة القدس في ضوء المواقف العربية والإقليمية والدولية خلال الفترة (1967-2010)، وتحدث الباحثان م. عدنان الهندي و أ. أماني عطا الله عن تطور المواقف الأمريكية والروسية تجاه قضية القدس (1993-2018).

في الجلسة الثانية للمؤتمر التي ترأستها الدكتورة نهى شتات التي تناولت "المواقف الأمريكية من القدس وتداعياتها"، تحدث أ. علاء الدين أبو زيد عن أثر قرار الكونغرس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى القدس على الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" (1995-2018)، ولفت إلى التحول الواضح في السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس ترامب حيث التغيير في نهج الرئاسة الأمريكية والانحياز الأمريكي الواضح "لإسرائيل"، والتنكر للحقوق الفلسطينية، واستعرض د. سفيان الشنباري "أبعاد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة "لإسرائيل" وأثره على عملية التسوية السياسية"، وبين الباحث عدنان الهندي خلال ورقته عن الموقف الفلسطيني من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان عن القدس عاصمة "لإسرائيل"، وطالب بتفعيل قرارات القمم العربية التي اتخذت بشأن القدس.

في الجلسة الثالثة للمؤتمر التي ترأسها الدكتور فؤاد حمادة والتي تناولت "القدس وآليات استنهاض الأمة"، وتحدث خلالها الأستاذ محمود عساف حول "التداعيات الاجتماعية والاقتصادية في ضوء القرارات "الإسرائيلية" تجاه المجتمع المقدسي"، وطالب بالعمل على تطوير برامج لتشجيع الاستثمار في القطاع السياحي في مدينة القدس، وكانت ورقة الأستاذة إسلام حبوش حول "أشكال المقاومة المقدسية في مدينة القدس ضد الاحتلال "الإسرائيلي" ما بين عامي (2000-2017)"، واستعرض الدكتور حاتم العيلة دورُ حركاتِ المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن القدس وآلياتُ استنهاضِ الأمة (1987م-2018م) - حركتا الجهاد الإسلامي وحماس نموذجاً، ونوه إلى أن تنوع الأساليب والتكتيكات خلال مراحل الدفاع عن القدس هو رسالة تأكيد من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس على خصوصية القدس لديهما، وباستحالة التفريط بأي شبرٍ منها، وفي ختام الجلسة تحدث الأستاذ حسين دراوشة عن "دور الأدب الفلسطيني المعاصر وتقنياته الإعلامية في استنهاض الأمة والتعريف بقضية القدس".

وفي نهاية المؤتمر تم تكريم المشاركين والباحثين واللجان العاملة في المؤتمر، وتلاه ما توصل إليه الباحثون والمؤتمرون من توصيات هامة تمخضت عن المؤتمر والتي ألقاها الأستاذ فطين البنا وكانت كالتالي:

1- بناء مرجعية موحدة في القدس تعمل على مقاومة سياسة وممارسات الاحتلال؛ إذ أن غياب هذه المرجعية يمثل أحد أهم العقبات التي تتحدث عنها جميع المؤسسات في القدس، ويجب أن تكون تلك المرجعية ذات غطاء سياسي فلسطيني وعربي وإسلامي.

2- تعزيز الصمود المقدسي في المدينة خصوصاً المناطق الأكثر استهدافاً مثل: البلدة القديمة، وسلوان وحي الشيخ جراح، وتعزيز الرباط في المسجد الأقصى المبارك وإحياء حلقات العلم فيه.

3- استنهاض طاقات الداخل والشتات الفلسطيني، واستثمار إيمان الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم بالحق الفلسطيني في القدس وتأييدهم لعدالة القضية الفلسطينية لدعم القدس وأهلها ونصرتها في المحافل الدولية.

4- تفعيل دور فلسطيني 48 والبدء في رسم استراتيجية نضال سكاني مضمونها تكثيف الوجود السكاني والاسكاني العربي في المدينة ومحيطها.

5- وحدة الصف الفلسطيني، ودعم المقاومة بمختلف أشكالها، ووقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال في الضفة الغربية.

6- إنشاء "صندوق القدس" وتفعيله بإشراف جهات وطنية لتوفير مقومات الصمود للمقدسيين أمام مخططات تهويد معالم القدس وتغيير طابعها السكاني والجغرافي.

7- توقف الجانب الفلسطيني عن إطلاق المبادرات والتصريحات التي يفهم منها على أنها تنازل عن حق الفلسطينيين في القدس، أو قبول حلول وسط تفاوضية.

8- التواصل مع المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وعلى رأسها الجمعية العامة، ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية، وتزويدها بمعلومات عن المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال "الإسرائيلي".

9- وقف التطبيع العربي مع الكيان "الإسرائيلي" بجميع أشكاله والذى ازداد بشكل علني في الآونة الأخيرة وتفعيل المقاطعة العربية لدولة الاحتلال، ومطالبة الجامعة العربية بتنفيذ قراراتها لقطع العلاقات مع أي دولة تنقل سفارتها إلى القدس.

10- دعوة النظام العربي الرسمي للتخلّص من التبعية الأمريكية، واستغلال جميع المقومات المتاحة وإيجاد توازن في العلاقة مع القوى الدولية المؤثرة لخدمة قضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس.

11- إعداد قوائم سوداء للمؤسسات والشخصيات التي تساهم في تهويد مدينة القدس، واستخدام أوراق الضغط السياسية والقانونية المتاحة ضدهم.

12- مقاومة قرار الحكومة الأمريكية بنقل سفارتها من "تل أبيب" إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان "الإسرائيلي"، والتواصل مع الجهات الشعبية والرسمية في الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال لمنعها من الخضوع للضغط والإغراء الأمريكي و"الإسرائيلي" لنقل سفاراتها للقدس.

13- إلغاء فكرة تدويل القدس، والتأكيد بأن القدس كلها – شرقيها وغربيها- محتلة وهي العاصمة الأبدية لفلسطين.

14- البدء في حملة إعلامية دعائية دولية لتعريف شعوب العالم بالوجه الحضاري والثقافي الحقيقي لمدينة القدس ونفى الرواية والادعاءات الأسطورية للصهيونية العالمية بأن المدينة ذات طابع يهودي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى