الأحد ١٧ آذار (مارس) ٢٠١٩

أنا المودع

ناجي علوش

أنا المودِعُ لا غاوٍ ولا نزِقُ
ولا إلى صبواتِ العمر منطلِقُ
وأنتِ أعرفُ بي مِن كل مَن عرفوا
وأنتِ أرأفُ إن شتتْ بيَ الطرقُ

وما أنا مدّعي عذرٍ فأطرحهُ
ولا أنا مدعي شوقٍ فاختلقُ

ولي حكاياتُ شوقٍ عششت بدمي
وليس يعرفها حبرٌ ولا ورقُ

أعيش حُرقتها والعين ساهرةُ
وحين يخطفني السلوان أحترقُ

ما لي أكتم حباً قد برى جسدي
ويدعي الحبَّ من خانوا ومن صدقوا

********************
هذي المدائن تدعوني وتُنكرني
ويفتحُ الباب خلاني فيصطفقُ

وكلها مدني حتى ولو غضبوا
وكلها وطني حتى ولو حَنِقوا

ولست سائلَ مأوى في مرابعها
ولا قِرى نفرٍ من دمعها شَرِقوا

وقد أغادرها سراً
فتسكنني...
لأنها وطني
وقد أزاورها سراً،
فتحضنني
ونطلق الشوقُ سيالاً فيندفقُ
وحين تطلبنا الساحاتُ نفترق
************************
أمشي ويدفعني
شوقٌ أهدهده
حيناً
وأطلقه حيناً
فينطلق...

(ديوان الزهر والنار، ناجي علوش)

ناجي علوش

الشاعر الفلسطيني الراحل: ناجي علوش


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى