الخميس ٢٠ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم نوارة نجم

إلى الشعبين الباسلين اللبناني والفلسطيني

ندين العدوان الغاشم على لبنان الحبيب، ونتصدى للمؤامرة العالمية للقضاء على حركات المقاومة الباسلة ضد العنصرية الإسرائيلية والإمبريالية الأمريكية

إلى الشعبين الباسلين اللبناني والفلسطيني،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أما بعد،

فاعلموا أن النصر مع الصبر، ولم يعط الله نعمة لعبد أوسع من الصبر، فاستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين. واذكروا: "ولا تهنوا ولا تحزنوا والله معكم"، "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس"، "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون".

واعلموا أن الله إذا أحب عبد ابتلاه، فإذا صبر اجتباه، وإن الناس يبتلون على قدر إيمانهم. واذكروا أن لا أحد يموت وقد بقى من عمره شيئا، ومن لم يمت بالسيف مات بغيره. فاثبتوا فإنكم على الحق المبين، واعلموا أن محبة الله لكم شديدة وأنكم إن شاء الله غالبون. فأعداء الله والإنسانية والحياة يتربصون بكم إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، وأنتم تربصون بهم أن يأتيهم الله بعذاب من عنده أو بأيديكم.

يا شعب فلسطين المقاوم، يا شعب لبنان المقاتل، أنتم فخرنا وعز الأمة، بكم تعلقت قلوبنا، وإليكم تشخص أعيننا، وأنتم في عليائكم والله معكم والملائكة تناصركم فاصبروا.
واعلموا أن الوهن والاستسلام لا يرد بلاء ولا يعيد حقا، وإن شئتم فانظروا إلى إخوانكم الذين فرطوا واستسلموا، مابالهم؟ هل رفع عنهم ضيم أو عاد إليهم حق؟ لا يغرنكم ما يزينه شياطين الهزيمة، عملاء العدو، لا والله لم يرق أحدهم لمصاف العملاء بل هم عبيد وخدم.

اذكروا آل لبنان يوم نصركم على عدوكم، واذكروا حربكم قبل النصر ومعاناتكم، واذكروا كلمات الانهزاميين الذين ادعوا أن حزب الله يودي بأمته إلى الهلاك وأنه لن يجن شيئا من وراء كتيوشته الضعيفة التي يجابه بها آلة الحرب الإسرائيلية.

واذكروا هؤلاء المنهزمين الذين اتهموا حزب الله بالإرهاب ثم ما لبثوا أن تراجعوا وداهنوه بعد انتصاره. وسيحصل ذلك مرة أخرى بعد انتصاره في هذه المعركة إن شاء الله.

اذكروا آل فلسطين اذكروا أيها البواسل كيف بدأتم مقاومتكم بعد هزيمة نفسية وروحية شتتكم وألقت بقضيتكم إلى النسيان، وإلى أين أوصلتكم هذه المقاومة، أنتم اليوم أقوى، أكثر تقدما في سلاحكم، وتمكنتم من الوصول إلى السلطة بكفاحكم وأمانتكم.

واستبشروا بوعد الله: نصر من الله وفتح قريب.

لا نزايد عليكم ويعلم الله كم نستشعر معاناتكم، ولكن بالاعتصام بالله تصبح البلوى كالحلوى.

اذكروا نعمة الله عليكم، اذكروا أنكم حُبيتم بأشرف قيادات في الوطن العربي: حسن نصر الله، إيميل لحود، إسماعيل هنية؛ نعمة لا يعلمها سوى الذي مني بأحقر قيادات في الأمة. اذكروا أنكم تتوحدون في الأزمات، اذكروا أن الله يفرغ عليكم صبرا ويثبت أقدامكم.

واستغفروا الله طلبا للفرج، فمن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب.

ثقوا بربكم حبيبكم، الذي لولا محبته الشديدة لكم لما استعملكم وأناط بكم أشرف مهمة: الجهاد في سبيله ومحاربة قوى الشر في هذا العالم والتي ستندحر على أيديكم بإذن الله.

سيأتي يوم على هذا العالم يذكر فيه امتنانه لكم إذ خلصتموه من قوى الطغيان والظلم إن شاء الله.

ندائي إلى أهل فلسطين ولبنان؛ المسلمين منهم والمسيحيين:
الزموا صلاة الليل كل ليلة (المسلمون يصلون ولو ركعتين من قيام الليل كلما تسنى، والمسيحيون يصلون صلاة الليل بعد الساعة 12 ليلا).

الزموا حمد الله وشكره والاستغفار والتوبة إليه.

وإذا نزل القصف فقولوا وهو ينزل: سبحان الله وبحمده أستغفر الله – لازم – بالطبع الغالبية ستنسى، لذلك على من يتذكرها في لحظة القصف أن يرفع بها صوته ليذكر من حوله. ( المسيحيون يقولون تقدس اسمك بدل سبحان الله يعني ما تفرقش كتير).

الزموا قراءة كلام الله أو سماعه كلما تسنى ( ويا حبذا لو واظب المسلمون على سور: آل عمران، التوبة، الأنفال، محمد، الفتح – ويواظب المسيحيون على المزامير وسفر الرؤيا وبعض رسائل بولس التي تبعث على الأمل).

الزموا الوحدة.

الزموا الروح المنتصرة، واعلموا أن الله عند ظنكم به، فإن ظننتم به خيرا كان كذلك، وإن ظننتم أنه خاذلكم كان كذلك، فظنوا بربكم خيرا ونصرا ورحمة وعزة، فهو المعز المذل، وهو العزيز فمن اعتصم به كانت له العزة.

ما كان الله ليخذل من وضع رهانه عليه، وما كان الله لينصر من وضع رهانه على أي عبد مهما علا شأنه. فثقتكم بالله نصيركم ووليكم، هو الحق وإليكم سيعيد الحق.

لا تخذلوا من يضحي بأمنه وحياته ليذود عنكم ويعيد لكم العزة، المجاهدون أولياء الله، ومن عادى لله وليا آذنه الله بالحرب. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، وجاهدوا في الله حق جهاده.

روحكم المنتصرة هي التي ستنصركم وليس آلات الحرب والمعدات.

يا عيون العرب وقلوبهم، أيها اللبنانيون والفلسطينيون، العدو الذي اجتمع – برغم اختلافه – على الباطل، يستر عوراته، ويظهر قوته ولو بالكذب، وينكر خسائره الفادحة التي ألحقتها به المقاومة.
فاثبتوا، لا تشمتوا بكم الأعداء. وإياكم وحسن الظن بأولياء أعدائكم، فليس سرا أنه لا عدالة في الأمم المتحدة ولا شرعية دولية في العالم الباطش، لذلك فلا داعي لإظهار ضعف أملا في أن ترق قلوب القتلة، أنتم بذلك تثلجون صدورهم وتشجعونهم على المضي في غدرهم، فهم أجبن الجبناء، إذا رأوا منكم وهنا زادوكم طغيانا، وإذا علموا منكم جلدا هابوكم ولاذوا بالفرار.

أيها العرب، أيها المسلمون، أيها السنة، أيها الشيعة، أيها المسيحيون بكل طوائفكم، الفتنة بيننا مصطنعة، ليس لها مكان. العدو الغاشم لا يفرق بين دين وآخر أو طائفة وأخرى، وقد ضرب المساجد كما قصف الكنائس. فأي خلاف ننهمك فيه. وماذا ينفعنا إذا احتل العدو الغاصب بلادنا، فأبادنا كما فعل بنا في إسبانيا، أو منعنا من مزاولة شعائر ديننا كما حدث في الاتحاد السوفييتي؟

إذا – لا قدر الله – تمكن كل من أمريكا وإسرائيل من تنفيذ مخططهما في المنطقة، فلن نصلي أبدا؛ لا في كنيسة ولا في مسجد، لا على تربة ولا على حصيرة، لن نصم أبدا، لا عن اللحوم ولا عن كل الطعام، ولن نفطر أبدا، لا عند آذان المغرب ولا عند الحمرة المغربية ولا بعد 55 يوما.

يا أهلي، يا أوطاني، إما أن نكون جميعا، أو لا نكون أبدا، فاتقوا ربكم الذي حباكم بخيرة بلدان العالم، فإذا توحدتم، وصليتم، وذكرتم كلام ربكم، ووثقتم به وبحقكم، كنتم وكان العالم كما كان وقت ازدهار حضارتكم: ناديا، جميلا، عادلا. وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم.

فأقبلوا على الله وعليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم.

مواطنة مصرية
لا تملك سوى تلك الكلمات


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى