السبت ٤ أيار (مايو) ٢٠١٩
بقلم عاطف أحمد الدرابسة

الألسنةُ الأعجميةُ

قلتُ لها:
شربتُ الكأسَ من يديكِ
كما شربتُ من شفتيكِ القُبل ..
وجهُكِ الأسمرُ
يسرقُ الغروبَ من عمري
في عينِ النَّهار
وخصرُكِ النَّحيلُ
يلتفُّ حولي كالنَّهرِ العظيمِ
يشربُ مائي
ليسقيَ عِطاشاً آخرين ..
أعيدي إليَّ عَرقي
المسافرَ بين خلايا جسدكِ
فالنَّهرُ الذي يصبُّ في شراييني
يحتاجُ إلى المياهِ المالحةِ
فقد جفَّ قبلَ الأوان ..
أعيدي إليَّ تلكَ النَّبضاتِ
التي كانت تحملُ أشواقي
والحنين
وخذي منِّي كلَّ الجروحِ
والهزائمِ
والانكساراتِ!
سأطوي حياتي
بلا ذاكرةٍ
أو خيالٍ
أو قصائدَ
أو صور!
يا حبيبةُ ..
لا تسأليني كيف أحببتُكِ
ولا تسأليني كيف تشتعلُ النَّارُ
في الجليد ..
لن أطرقَ بابكِ
فالأبوابُ التي تمتصُّ الصَّوتَ
صمَّاءُ
لن أقفَ أمامَ النَّافذةِ
فالعيونُ التي لا ترى من الزُّجاجِ الأسودِ
عمياءُ
لا تفتحي بابكِ للغتي
فالألسنةُ الأعجميةُ يا حبيبةُ
خرساء!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى