الأحد ٢٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
بقلم عبد ربه محمد أسليم

الفارس الرسالي

إلى روح الشهيد الرسالى فتحى الشقاقى

كان يسافر في أوردة الصحو,

يرسم المحار لحيظات برقا أخضر.

يشبك بين الماء وأوردتي نخلا حين انهمر العشق رصاص.

جفف في القلب برد الليل وأسكرني.

في دائرة الخوف توارى انشطار لعابي في جنبات ضحكي.

تتداعى في الصدر جروحا خلف كلماتي أشجارا...

ما طرقوا دمك!!...

صلواتي زفرة تاهت في الطمي, وفاضت سكرا يعصف بالدمع,

وتغرس في البحر البحر,

وجسدي يغتسل بالنار.

أحلم حبة غيم.

يمخرني القمح أحصنة.

أترجم لغة الصبح, وأسقي جرحي صحو محراثك...

فأذبح كل ليلة البرد حين تنهمر الجراح...

جراحك سيول العصر تصهر كياني.

خيولك تجئ سمراء على قدر الله وعلى قدر عشقك.

تكحل مخاضي عسلا ممزوجا بجنوني حين أردتك غربة...

سفر يافع يحط على شجر الخمر... أشتاقك....

الليمون أحتل دمعي...

قذف نملا في قلبي, والصبايا اخترن مضغ الريح... يحشين الغيب زهورا مخمورة بالشمس

أرتاد كلامك... أتعاطى الضوء غيابا يفلت من قلبك...

أحدق أشرعة وجهك, ومقعدك الخالي.

أرتشف الليل والوطن ظلك ينمو نخيلا.

ألم شظايا قلبك وأبكي...

ما زلت نخيلا في كل اللغات.

أوزع الينبوع في جوفي كنبي لم يكمل رسالته في دمي.

أطوف في كبد العشق...

أبحث عن همسك في دياجي الأوراق.

تحت جلدك أطرز مقلتي مآذن تفتح للبحر الرؤى كي تعود طيرا أخضر يستحم في دمي.

ما زلت أرسمك وطنا وقبلة للجرح وموالا للقمر.

تذوب الشمس في دمك...

أدثرك بدموعي وأسبح في خطواتك...

أغرس صمتي صوت الله...

قبل النوم أناديك من خلف حجاب...

تتجلى للدمع النازف من دمي, فأسقط مغشيا بين كلماتك...

أخبئك كنبي تحت وسادتي والصمت عات.

نتسكع مع البحر, أمواجك خضراء...

مازلت نشيدا يركض في حلمي ونسافر!!!...

آه... مازلت ترسمني وطنا وأهز إليك بجذع النخل فيساقط عليك رطبا جنيا.

نقترب كل عشاء... نصلي الصبح معا... ثم تنفتل إلى الأقصى شاهدا على سهام القلب...

أستزد من ضياءك, فالعشق جنون... لا خير في عشق بلا موت...

أناجيك لتهبط في سماء دمي... فأنت ملح القلب وما توحد في الزهور.

تقول: ارتق للرصاصة فهي معراجك إلى دمي... فتظل تقاتل في الشوارع من لهب تزرع الأرض خيولا وأعراسا والحكاية حلم الضوء...

أما تدري أن البحر يغرق في صنانيرك والعرش حليب القلب وما أسكر القصيدة...

أسائل عن ظلك وآثار سفرك...

أراسل الصباح, وقلبي يرسو على شواطئك.

أرقب فجر عرسك وأنت تنطلق رياحا خضراء... تلتقي نارا بنار ليهدر وجهك وطنا ورحيقك زغرودة الرب.

أستبصرك عاصفة زرقاء وألواحا... قبلة للتواريخ البهية, وأنا أغرق في ابتهالي وعينيك أسرار القلب...

لك الجلالة والجلال...

وأخضرت عيناه من الفرح فهو شهيد يبحث عن ميلاده في ليالي الشتاء...

يضحك ملء القصيدة...

المسافة عشق... المسافة راية وخلود... يوم مشهود... فاض الله على أحبابك أقماراً خضراء تتنزل في بياض الوقت والدمع زهور.

يدخل الحب السؤال والشوارع في صلاة ودموع...

أدركت النبي ولو شئت لقلت الرسول.

أتلو البحر وظلي وهمس الندى.

أشعل ناري في دمك وجرح الشمس قمراً على كل اللغات.

دعني الآن أكمل فيك لغتي والمدى...

الخيل أشرفت على حلمي والقصيدة جاست خلال الديار...

بحر ببحر وأنت العشق في جرحى... لم تأخذك سنة ولا نوم...

نار بنار والبحر أخضر...

أما تدرى أن البحر يطفو في بنفسجاتك ويضحك ملء سيقان القطا.

يملأ مسافات الخيول, فأرتل مواويلي في موجات عينيك و أغفو في لغات الطير ودفاتر الشفق – الحلم.

إذا غبت تبقى شمسك في دمي نزيف الندى.

أنساب في وجهك قناديلاً بعمق الحلم.

دعني أغفو في دموعك.

أتقاطع في ملامحك أنا.

لم يبقى في الفرح إلا الطمي...

اعتصرت الوطن في جسدك فأنخت كالنبي...

أفرقت التواريخ في رصاصاتك وصرخت المستحيل.

هو الله... هو أنت، وهذا النهر المسجون في ضلوعك.

أسميك قبلةً للعاشقين تهتدي بك النجوم...

أنت فاتحة القراءة, ودلالة الحجر المقدس.

أصلي للملح – الرعد المنبجس من ظلك...

تتخطف الأبصار وسر الليل تلملم المطر المحبوس في قلوبنا سفر.

من ذا سيترجمك إلى كل اللغات وأنت الضياء الذي أشتهى...

في دمك متسع لامتداد الحلم...

لك أن تكون السموات...

لك أن تكون الجنون...

لك أن تكون الدفء...

لي أن أهجى اسمك فيسائلني الليل عن حروف الوجع وصهيل الورد وخيول القصيدة.

اتكأت على الصباح " وجاسوا... " وأسئلة المساء...

دمك يخضب الفرح عشقاً ومسافة " ليدخلوا... " وانبلاج السنبلة بحجم العشق والمطر الغزير.
دعني!...

صوتك أخضر ما بين الفرح وبين الرصاص...

أعاصير القلب قصائد تنشز حلم.

كوني أنت... زحام على دمك والشمس بعض رؤاك، ما زلت أسمع شذى كلماتك.

شتوي أنت في ضلوعي وامتداد الروح في حبق الصباح.

نهرى أنت في جنوني وامتداد الجمر في سكون الصيف.

قال: أبحر... الفجر جرح الزغاريد والنهر تهجد...

أتمتم باسمك... يحدثني دمك عن ميلاد الشمس والقمر في أعماق الرصاص...

تلاقينا وفي قلوبنا شوق والجرح يعذبنا...

نصلى خلفه يقرأ سورة الإسراء...

يسكب دمعة عذراء.

يحدثنا بأن " جاسوا... " قاب قلبين أو أدنى.

القوس يقاسمنا صلاة الجرح " إن عادوا فعدنا... ".

على حدود بوابات " سبحان الذي أسرى... " تضاحكنا.

والليل وسادة للشمس فتحنا جراحينا وبكينا...

كم اتسعت بنا الأرض وامتدت بنا اللغة مدد؟!.

أسرع بنا، قال: وخذ طريق البحر، فالشوق يندلع فينا...

تورد وجهه الشجر... يتقدم... يشعل بيديه النار...

أنبي؟!...

الصوت صوت الله، والقلب قلب نبي. العشق يقتلني، وأحبتي في أوردتي مر لذيذ.

نبادل الله عشقاً بعشق وصلاة بصلاة...

نلمس عين الله...

نلمس قلب الله...

نبتسم...

يراودنا الإسراء لنكون أقمار الله – الكون... والشهود فضاءات القدس.

من كوثر نزيفك نزحف رساليين... نسكن أحداق الله.

يقرأ الأنفال... يبدأ يفتح بوابات البحر... يقود قوافل الريح كالنمل يعانق حيتان البحر...

يكسر داخلنا السجن ويفيض شجراً وحنيناً وإلهاً وقمراً...

وجهه كقطف عنب مشرعاً... يقاسمنا العدو... يسابقنا والخيل قصيدة.

ما بين الكلمة الضوء والخطو مضمار أخضر... يزيح أستار القلب دالية وسنونو عذب.

يعرف كيف يجئ...

يعرف منازل القمر...

يعرف وزن الليل...

يسعى خارطة... يصعد صوب التاريخ... يستاك الضوء ندى؟.

ما زال هناك متسعاً للنهر والروح ربابة الرصاص.

أقواس قزح تظلله والغمام يرافقه.

يملأ يديه بالورود والغمام معراج جبينه.

أبوس جمر يديك...

يشتد الزحام عليك...

على شبابيك المنفى أنت.

طفرت دموعه قناديل.

أرصفة أنت وزحام.

رصاص أنت وهديل.

ما زلت أقول: كوني أنت ونخيل... كوني أنت ونخيل.

يركض في تضاريسك الفجر وعمق الليل شمس.

لم أوغلت في حلمي، ما زال هناك متسع للصهيل!!... قال: هو الصهيل بعينه.

اركب البحر يحدوك المطر، وسارية العشق بلا شاطئ... سيأخذك الحب بعيداً بعيداً يا ولدى لترى راحة الجنة وملائكة بيض و... و....

أتلكأ حول مرقدك العظيم وأنا أطوف بروحك المشتعلة في عشقي أنين.

تومئ لي... أضحك... عشقك صور التكوين... زخات المطر تتساقط قرابين....

آه، هل انتهت الزيارة؟! ما زلت البقية... أتلكأ... ألتفت إلى الخلف... الشمس في ظهرى... ما زالت أتلكأ... دموعي تتساقط مطراً بكراً... أتلكأ... أتلكأ... أمشى صوب الشمس... أمشى... أمشى... و....

فالسلام عليك وعلى عباد الله الصالحين.

إلى روح الشهيد الرسالى فتحى الشقاقى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى