الثلاثاء ٣١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
شخصيات لها إرادة فولاذيـة

أول دكتورة كفيفة قطرية - حياة خليل

كتب: حبشي رشدي



 الاســـــم: حياة خليل حسن نظر حجي
 الـمــيــلاد: 26/12/1975
 قريبا بإذن اللـه: سوف تتخرج حياة خليل من الدكتوراه في
 تخصص القيادة التربوية
في يونيو2003: حصلت حياة خليل على الماجستير بتقدير امتياز
من جامعة سنت جوزيف في الولايات المتحدة
الأمريكية

بالرغم من أن حياة خليل أصيبت بكف بصر كلي وهي في الصف الخامس الابتدائي عام (1986)إلا أنها واصلت دراستها بعزيمة قوية وثقة بالله عز وجل وبتشجيع متواصل من والديها وأسرتها حيث أنها درست في المدارس العادية في قطر (مدرسة زبيدة الابتدائية ثم مدرسة الأندلس الإعدادية ثم مدرسة رابعة العدوية الثانوية)، حيث لم يكن في ذلك الوقت مدارس للمكفوفين في قطر. حياة خليل أول كفيفة قطرية تدرس في الدمج بالمدارس العادية في قطر وكانت هي الوحيدة في تلك الفترة. اعتمدت في دراستها المدرسية على الحضور والاستماع لشرح المعلمات في الصف كأي طالبة عادية، وكانت أخواتها يسجلون لها جميع الكتب المقررة الدراسية على أشرطة كاسيت. وفي أيام الاختبارات كانت وزارة التربية والتعليم تعقد لها لجنة خاصة من معلمتين واحدة تقرأ الأسئلة لحياة خليل والأخرى تكتب الأجوبة التي تقولها.

وفي يونيو 1994: تخرجت حياة خليل من الثانوية العامة من قسم أدبي فرنسي بترتيب العاشر على قطر بنسبة 95.1 %. ثم عين لها أبوها معلمة لتعلمها طريقة برا يل ، وفي شهرين أتقنت حياة خليل طريقة برايل باللغتين العربية والإنجليزية. ثم اشترى لها أبوها كتب ومراجع كثيرة بطريقة برايل (قرآن، قصص، كتب النحو والصرف...) من مصر والسعودية، فكانت هذه الكتب مراجع لها في دراستها الجامعية. كانت حياة خليل في دراستها الجامعية تسجل المحاضرات على أشرطة مع الدكتور (الأستاذ) وكانت تكتب الملاحظات والملخصات بطريقة برايل وكذلك كانت أخواتها يسجلون لها الكتب المقررة على أشرطة.

وفي يونيو 1998: تخرجت حياة خليل من جامعة قطر بتقدير امتياز والأولى على دفعتها في بكالوريوس اللغة العربية، وفي حفل التخريج هنأتها سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند مشجعة و متمنية لها مواصلة دراستها. حياة خليل نظر اعتبرت ما همست به لها سمو حرم الأمير المفدى من تشجيع تكليفاً مثلما اغبطها هذا التشريف، فزاد ذلك من إصرارها، وما كانت قد عقدته من عزم لقهر معضلة ما في البصر، هوّنت منه حياة خليل في مقابل ما تتمتع به من سخاء البصيرة، واعتبرت أن الحياة لا تستعذب إلا مع قهر معضلاتها.

وفي ستمبر بنفس العام 1998: فتحت سمو الشيخة موزة المسند معهد النور للمكفوفين، عملت حياة خليل كأول معلمة قطرية في هذا المعهد (معهد النور للمكفوفين). ألفت حياة خليل كتاب منهج اللغة العربية لتدريس طريقة برايل للصف الأول الإبتدائي الذي يدرس حالياً بمعهد النور للمكفوفين في قطر، وكذلك قامت بإعطاء دورات لتعليم طريقة برايل لأهالي المكفوفين، للمساهمة في تدعيم دور الأسر في تعليم أبنائهم المكفوفين.
وبعد عامين من عملها بالمعهد أكتوبر 2000: ابتعثت حياة خليل في بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأستكمال دراساتها العليا برفقة شقيقها، وهناك درست في البداية اللغة ثم بدأت الماجستير.

وفي يونيو 2003: حصلت حياة خليل على الماجستير بتقدير امتياز من جامعة سنت جوزيف في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية بنسلفانيا (مدينة فلادلفيا( في التربية العامة والخاصة. ثم قدمت طلباً لوزارة التربية والتعليم لدراسة الدكتوراه في القيادة التربوية مباشرة بعد الماجستير، فقامت سعادة وزيرة التربية والتعليم مشكورة بالموافقة فوراً على هذا الطلب.

ومنذ ستمبر 2003: بدأت دراستها في برنامج الدكتوراه في القيادة التربوية الذي سيستغرق 4 سنوات بإذن الله في الولايات المتحدة الأمريكية بنفس الجامعة.

وشهد المجتمع الجامعي بالجامعة التي تدرس بها في أميركا، بتفوق هذه القطرية الكفيفة التي جاءته لتنهل من العلم والمعرفة بما يعجز عن الاستزادة به المبصرون. كانت وسيلتها تارة أناملها لتقرأ بطريقة برايل مستخدمة التكنولوجيا الحديثة من جهاز برايل نوت Braille Note)) و كومبيوتر محمول مزود ببرنامج قارىء الشاشة هال (Hal)، وتارة أخرى بخيالها الذي رسم خريطة للمكان تنتقل بين أنحائه بكفاءة مبصر، ثم ببصيرة تختزن كل فكرة ومعلومة، ثم بقدرة فائقة على إسقاط حاجز اللغة بعد أن أجادت لغة شكسبير في غضون شهور قلائل، ويدفع إلى كل ذلك إرادة صلبة شحنتها إلى أقصى الطاقة كلمات سمو حرم الأميرالمفدى لها، ثم دور أسرتها جميعاً.

وفي يوم المرأة العالمي 8 مارس 2005: تم تكريم حياة خليل حيث عينت سمو الشيخة موزة في تلك السنة لأول مرة لجنة لتختار خمس نساء قطريات لتكريمهم في يوم المرأة العالمي تحت شعار (المرأة القطرية إرادة وطموح) وكانت حياة واحدة من هؤلاء الخمسة.

وبذلك يشهد كل من يعرف حياة خليل نظر حجي في كل مكان أنها أضاءت رحلة لقهر عتمة البصر ببصيرتها الفولاذية التي أنارت العقل للعودة بأرقى الشهادات العلمية لخدمة وطنها الغالي المعطاء وبذلك تستحق أن تكون بالفعل نموذجا للمرأة القطرية نفتخر بها جميعاً.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى