الأحد ١٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم جميل حمداوي

الحركة الشعرية في المنطقة الشرقية بالمغرب الأقصى

تعد المنطقة الشرقية في المغرب الأقصى من أهم المناطق التي يعد لها ألف حساب على مستوى الإبداع الثقافي الوطني بصفة خاصة والعربي بصفة عامة على الرغم من التهميش الذي تعانيه على جميع الأصعدة والمستويات؛ لأنها أثرت الساحة الأدبية المغربية وذلك بثلث المجموعات والدواوين الشعرية. فقد أصدرت المنطقة الشرقية 48 مجموعة شعرية، بينما تكلفت الدار البيضاء بطبع أكثر من 200 مجموعة على المستوى الوطني، والرباط طبعت أكثر من 88 مطبوعا شعريا حسب إحصائيات الدكتور محمد قاسمي في كتابه "سيرورة القصيدة" الذي نشره اتحاد كتاب المغرب سنة 2000م، وبذلك تحتل وجدة المرتبة الثالثة في الطبع والإنتاج.

ومن أهم المطابع التي قامت بطبع هذه الدواوين الشعرية في المنطقة الشرقية نستحضر مطبعة الجسور ومطبعة النخلة للكتاب والمطبعة الثقافية والمطبعة المركزية ومطبعة أيكومور والشركة المركزية للطباعة بمدينة وجدة. كما أن هناك مطابع منافسة في أطراف أخرى من هذه المنطقة كمطبعة تريفة ببركان ومطبعة اقرأ ومطبعة لمقدم ومطبعة بنعزوز بالناظور. وبالتالي، فقد استفادت هذه المجموعات الشعرية من جودة الإخراج المطبعي والتصوير الفوتوغرافي والسيميائي، ومن التقنيات الحديثة في الطبع والنشر وتبئير العناوين وتأشير حيثيات النشر.

ومن المعلوم أن المنطقة الشرقية تضم خمس مدن رئيسية وهي: الناظور وبركان ووجدة وجرادة وفگيگ وتاوريرت. فمن شعراء الناظور: عبد الله عاصم،ومهدي زريوح، ومحمد أديب، وسعيد الجراري، وحسين القمري، ومحمد منيب البوريمي، وبلقاسم جطاري، وجمال أزراغيد، وبوزيان حجوط، ونزيهة الزروالي، وعز الدين الوافي وجميل حمداوي.. ومن شعراء بركان نذكر عبد الرحمن بوعلي، ومحمد قيسامي، وبكاي كطباش، ومصطفى رمضاني.. ومن شعراء وجدة نذكر كذلك محمد علي الرباوي، وحسن الأمراني، ومحمد فريد الرياحي، ومحمد بنعمارة، ويحيى عمارة، ومحمد لقاح، وناصر لقاح، وميلود لقاح، وفاطمة عبد الحق، وعلي العلوي، ومحمد زروقي... ومن جرادة نذكر حليمة الإسماعيلي...، ومن فگيگ يحضر أمامنا الشاعر عبد الرحمن عبد الوافي...

ويمكن تقسيم شعراء المنطقة الشرقية تقسيمات عدة، ومن خلال معايير ومقاييس مختلفة. إذ يمكننا تقسيمهم إلى أجيال شعرية، بيد أنها أجيال متداخلة (متجايلة) كجيل الاستعمار وجيل الاستقلال وجيل الستينيات وجيل السبعينيات وجيل الثمانينيات وجيل التسعينيات، ولكن هذا المعيار التصنيفي ليس ثابتا وقارا. ويمكن أن نعتمد تقسيما فنيا فنقول: جيل القصيدة العمودية وجيل قصيدة التفعيلة وجيل القصيدة النثرية، ولكن هذا التقسيم بدوره غير صحيح أيضا لوجود شعراء شباب يكتبون القصيدة العمودية كميلود لقاح في ديوانه: "أغنيات من حريق الحشا". كما أن هناك تصنيفا إيديولوجيا يتمثل في شعراء الاتجاه الإسلامي (حسن الأمراني ومحمد علي الرباوي ومحمد بنعمارة وعبد الرحمن عبد الوافي، وفاطمة عبد الحق، ومحمد زروقي....)، وشعراء الاتجاه الواقعي الاشتراكي (حسين القمري، وعبد الرحمن بوعلي، محمد منيب البوريمي...)، والاتجاه الوجودي العابث (فاطمة عبد الحق في ديوانها الأول "زمن الانتظار"، وعبد الرحمن بوعلي في ديوانيه: "الولد الدائري" و"وردة للزمن المستحيل".....). ويمكن أيضا تقسيم شعراء المنطقة إلى صنفين: الشعراء الرواد المؤسسون كمحمد لقاح وعبد الرحمن بوعلي وحسن الأمراني ومحمد فريد الرياحي.. والشعراء الشباب كميلود لقاح وناصر لقاح وعلي العلوي وحليمة الإسماعيلي وجمال أزراغيد وبوزيان حجوط ونزيهة الزروالي....

ويمكن الحديث عن مدارس فنية في شعر المنطقة الشرقية بالمغرب كالمدرسة الإسلامية التي يمثلها علي الرباوي وحسن الأمراني ومحمد بنعمارة ومحمد زروق، ومدرسة آل لقاح على غرار المدرسة الأوسية في الشعر الجاهلي وصدر الإسلام وتتشكل من الأب محمد لقاح والأبناء ناصر لقاح وميلود لقاح ومدرسة التجربة الشعرية النثرية الجديدة... ناهيك عن مدارس أخرى واقعية ووجودية عبثية.

وقد جرب شعراء المنطقة الشرقية كتابة القصيدة العمودية الخليلية والشعر التفعيلي والقصيدة النثرية... واهتموا كثيرا بظاهرة التدوير والتكرار واللازمة الشعرية والتوازي الإيقاعي والمزاوجة بين الأصوات المهموسة والأصوات المجهورة حسب السياقات النفسية والموسيقية والدلالية.

ومن يتأمل المتن الشعري لهؤلاء الشعراء سيجد أنهم يكثرون من إيقاع المتدارك والمتقارب صفاء وامتزاجا للاقتراب أكثر من الواقع مع تنويع الأشكال البنائية والإيقاعية والفضائية. وقد لاحظنا أن هناك شعراء قد جربوا البحور الصافية نزولا عند تعليمات نازك الملائكة كما في كتابها" قضايا الشعر المعاصر"، وهناك شعراء جربوا استعمال البحور المختلطة داخل قصائدهم الشعرية كما فعل الشاعر الشاب ميلود لقاح الذي وظف البحر البسيط والوافر في ديوانه الشعري "أغنيات من حريق الحشا". ولكن هناك الكثير من الشعراء الذين سقطوا في ظاهرة النثرية بسبب اقترابهم من الكتابة اللغوية الشعرية البسيطة التي يفهمها العموم من الناس، والاتصال بالواقع إلى درجة كبيرة بسبب استعمالهم للمتدارك والبحور الممزوجة والإكثار من التدوير الذي يقتل نغمية الشعر في بعض القصائد. وقد استند شعراء المنطقة الشرقية أيضا إلى تنويع الفضاء البصري معتمدين على الفضاء السيميتري المتوازن القائم على نظام الشطرين، والفضاء التفعيلي القائم على الأسطر والجمل الشعرية، والنص المرسل الذي يتخذ فضاء نصيا نثريا مسترسلا (محمد علي الرباوي وميلود لقاح...)، والفضاء النثري بشقيه: السطري (بوزيان حجوط ونزيهة الزروالي...) والمسترسل نثرا وانسيابا. كما يعتمد البناء الشعري على النمط الغنائي والدرامي والقصصي أو المزج بين هذه الأنماط داخل قصيدة واحدة.

وتبدو اللغة واضحة ومنقحة وحبلى بالمستنسخات والمقتبسات التناصية ومهذبة من التعهر والفحش الأخلاقي عند شعراء الاتجاه الإسلامي، بينما تتمرد عن المقدس والطابو الأخلاقي عند شعراء الاتجاه العبثي الوجودي والمادي الجدلي والاشتراكي كما نجد ذلك في مقطع شعري لفاطمة عبد الحق من ديوانها "زمن الانتظار" (ص: 14، المطبعة المركزية، 1995، وجدة، المغرب):

تحترق القوافي في صدري

تتعفن الكلمات

رائحة الدخان

أقداح الخمر تقرع

تعلن ميلادا جديدا

عربيد هو القدر

يتلكأ في كل الدروب والممرات

يتمايل

يصطدم بعمق اللحظة

يرتمي مصيرا مجهولا

تتكسر بقايا الجليد

على محطة النشوة والإدمان...

وتتسم الأساليب التركيبية بالمزاوجة بين الجمل الفعلية الدالة على التوتر والحركية والفعل الدينامكي الدرامي والجمل الاسمية الدالة على الثبات والتأكيد، كما نلاحظ أيضا المزاوجة بين التقرير والإيحاء الناتج عن استخدام الجمل الإنشائية التي تحقق الوظيفة الشعرية الإيحائية. وهذا ما يجعل الصور البلاغية تتراوح بين الصورة الوثيقة التقريرية والصورة الرؤيا الناتجة عن استخدام الخرق والانزياح وتوظيف التناص والمستنسخات بكل سجلاتها الرمزية( الرمز الطبيعي، والرمز التاريخي، والرمز الديني، والرمز الأدبي، والرمز الفني، والرمز اللغوي، والرمز الإنساني...)، والدوال الأسطورية، والإحالات التراثية بأقنعتها السيميائية واللسانية حسب سياق كل قصيدة على حدة. ويغلب على شعراء الاتجاه الإسلامي توظيف مستنسخات مأخوذة من القران والحديث النبوي الشريف والتاريخ الإسلامي التي تشكل رؤيتهم للعالم والتي تتجسد في الرؤية الإسلامية. و تعبر مجلة المشكاة عن تصورات هذا الاتجاه بكل وضوح وجلاء. بينما يتخذ الشعراء الواقعيون والوجوديون رموزا مخالفة ذات طرح إيديولوجي تستند إلى الواقعية الانتقادية تستوحى من الثقافة العالمية والوطنية (ماوتسي تونغ- تشيكيفارا- عبد الكريم- لوركا- ناظم حكمت- ماركس- لينين...)، وتصبغ بصبغة ثورية ذات رؤية تغييرية جدلية قوامها الألم والأمل، وذلك من خلال الثورة على الكائن السائد واستشراف المستقبل والممكن. وتعبر جريدة الاتحاد الاشتراكي ومجلة الثقافة الجديدة ومجلة البديل ومجلة آفاق.... الصادرة بالمغرب عن هذه الرؤية الجدلية بكل تفصيل وتدقيق.

وتتراوح الصور الشعرية بين شعرية الوضوح والغموض الشاعري المقبول كما في نصوص حسن الأمراني ومحمد علي الرباوي وفريد الرياحي ومحمد بنعمارة ومحمد لقاح وميلود لقاح وعلي العلوي، وشعرية التجريد والإبهام والغرابة التي تجعل كثيرا من النصوص الشعرية أقرب إلى الألغاز والطلاسم والشطحات المعقدة التي يصعب تفكيكها ولو بأعتى المناهج حداثة وسبرا وتقسيما وتفكيكا.

هذا، ويلتجئ شعراء المنطقة الشرقية إلى استعمال ظاهرة الالتفات وذلك بتنويع الضمائر والأفعال والصيغ الصرفية واستخدام الأساليب والجمل الإنشائية والسجلات اللغوية حسب المقاصد والأغراض التداولية منتقلين من الذات إلى الموضوع، ومن الداخل إلى الخارج، ومن المحلي إلى الوطني والقومي والإنساني.

وعلى مستوى القضايا، يلاحظ أن شعراء المنطقة الشرقية تناولوا كثيرا من المواضيع الحساسة المعلقة التي تجمع بين الذاتي والموضوعي، وبين الفردي والجماعي. ويعني هذا أن الشعراء تغنوا بالذات والمحلي والوطني والقومي والإنساني، بله عن رصدهم لعدة ظواهر سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية كالفقر والهجرة وضياع الكائن البشري في عالم الإسمنت، كما طرحوا موضوع الهوية في إطار التعددية اللغوية والإثنية وحقوق الإنسان وتمزق الذات والتنديد بالاستعمار والاستلاب والتفاوت الطبقي وتصوير بشاعة الحرب والظلم والعبودية، والتعبير عن ثنائية القرية والمدينة، و تناولوا أيضا قضية الاغتراب الذاتي والمكاني. ونسجل من خلال تعدد القضايا الدلالية، أن هناك ثلاثة أنواع من الالتزام الشعري:

1- التزام إسلامي (شعراء "المشكاة " ومريدوها)؛

2- التزام ماركسي (حسين القمري، ومنيب البوريمي، وعبد الرحمن بوعلي....)؛

3- التزام وجودي عابث (فاطمة عبد الحق في مشوارها الشعري الأول، شعراء التذويت العبثي من التيار الماركسي كعبد الرحمن بوعلي مثلا...).

4- التزام إنساني ويمثله الشعراء المحايدون المستقلون الذين يتجاوزون كل ماهو عقائدي وإيديولوجي.

ويحضر شعر الطفل في شعر المنطقة الشرقية من خلال كتابات محمد علي الرباوي الشعرية"عصافير الصباح 1987م"، وديوان جميل حمداوي الذي خصصه للأطفال بعنوان "ليحيا السلام" الذي صدر سنة 2005 عن مطبعة بنعزوز بالناظور...

وإلى جانب تطور الحركة الشعرية، يمكن الحديث عن الحركة النقدية والببليوغرافية التي واكبت دراسة الشعر في المنطقة، وإن كانت هذه الحركة تمتاز بالبطء وضآلة المواكبة وقلة النقاد الفاعلين بسبب كثرة الدواوين الشعرية التي يصعب الإحاطة بها كلها، وتعدد اختصاصات هؤلاء النقاد الذين يواكبون إبداعات متنوعة الأجناس والأنواع والأنماط، وذات جغرافيا شاسعة مختلفة التضاريس والمناخات، وتمتد خارطتها من أقصى المغرب إلى آخر نقطة في الخليج العربي. ونستحضر من هؤلاء النقاد، وهم إما شعراء وإما نقاد متخصصون في النقد الشعري، الأسماء التالية: الدكتور عبد الله شريق (في حداثة النص الشعري)، والدكتور جميل حمداوي (مقالاته الورقية والرقمية العديدة حول دواوين شعراء المنطقة الشرقية)، والدكتور علي الرباوي (رسالته الجامعية حول الشعر المعاصر بالمنطقة الشرقية)، والدكتور حسن الأمراني (مقالاته حول الشعر الإسلامي)، والدكتور بلقاسم الجطاري (أبواب ونوافذ، مقاربات فنية في الشعر الإسلامي المعاصر)، والدكتور عبد الرحمن بوعلي (ظاهرة السبعينيات في الشعر المغربي المعاصر)، والناقد الشاب ميلود لقاح (مقالاته النقدية عن شعراء المنطقة الشرقية كعلي العلوي وعبد السلام بوحجار...)، والدكتور عبد القادر غزالي (دراساته حول شعر عبد الرحمن بوعلي). ولا ننسى الببليوغرافي الكبير الذي ينبغي أن نفتخر به أيما افتخار على المستوى الوطني والعربي الدكتور محمد قاسمي صاحب عدة ببليوغرافيات جادة في مجال الشعر والقصة القصيرة والمسرح والرواية التي ساهمت في التعريف بالمتن الأدبي والإبداعي المغربي مغربا ومشرقا. وقد ساهمت كلية الآداب بوجدة بدور هام في التعريف بالإبداع الشعري للمنطقة كما وكيفا، ونتمنى أن تقوم كلية الناظور بسلوان بنفس الدور التعريفي والتحليلي وصفا وتأريخا وتفسيرا إذا عرفت كيف تنتقي الأساتذة الباحثين الجادين في مجالي الإبداع والنقد، بدلا من توظيف المدرسين العاطلين الذين يوظفون بسبب الوساطات والتدخلات؛ مما يؤثر ذلك على مستوى المردودية والتكوين والتأطير والتأهيل والمستوى العلمي الإشعاعي للكلية محليا ووطنيا وعربيا ودوليا.

ومن المنابر التي ساهمت في التعريف بالمنتوج الإبداعي والنقدي بالمنطقة الشرقية نذكر على سبيل المثال: الجرائد الوطنية كالعلم والاتحاد الاشتراكي، والمجلات المغربية كآفاق والمشكاة، والمجلات العربية كمجلة الأدب الإسلامي والآداب البيروتية، ومؤسسة اتحاد كتاب المغرب ومهرجاناته الشعرية خاصة مهرجان شفشاون، وكليات الآداب ( كلية وجدة مثلا)، علاوة على الرسائل والأطاريح الجامعية وأبحاث الإجازة التي انصبت كليا أو جزئيا على الشعر بالمنطقة الشرقية معتمدة المناهج التاريخية والفنية والحديثة في مقاربة ظواهره الدلالية والفنية والمرجعية (عبد الرحمن بوعلي- منيب البوريمي- محمد علي الرباوي- بلقاسم الجطاري- جميل حمداوي- مجمد قاسمي...)، دون أن ننتقص من الدور الكبير الذي تقوم به المواقع الرقمية والالكترونية التي أصبحت منابر بديلة وسهلة للتعريف بهذا الإبداع والإشهار به مغربا ومشرقا في إطار علاقات نقدية وقرائية تفاعلية.

تلكم نظرة موجزة عن الحركة الشعرية والنقدية بالمنطقة الشرقية التي انطلقت من تربة تعرف التهميش والحرمان والإقصاء والاغتراب؛ مما نتج عنها تفاوت اجتماعي وطبقي وفكري. وقد ساهمت كل هذه العوامل في إفراز مدارس واتجاهات شعرية متناقضة من حيث المشارب والرؤى الفكرية والخلفيات المرجعية. وقد ساعد هذا الاختلاف في تنويع المشهد الشعري والثقافي في المنطقة الشرقية التي أصبحت اليوم من أهم المناطق الثقافية بالمغرب بصفة خاصة والعالم العربي بصفة عامة؛ لما تزخر به من إمكانيات إبداعية وطاقات شابة غزيرة الإنتاج ووافرة العطاء تساهم بكل جدية وإخلاص في تنمية الثقافة المغربية والعربية على حد سواء. وقد ترجمت كثير من قصائد شعراء هذه المنطقة إلى عدة لغات عالمية كالأوردية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية والتركية والفارسية والكردية... كما هو الشأن مع أشعار عبد الرحمن بوعلي وحسن الأمراني وميلود لقاح...). وقد حصل العديد من شعراء المنطقة الشرقية على جوائز مادية ومعنوية ولاسيما الشاعر عبد الرحمن بوعلي الذي فاز بجائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري بقصيدته الطويلة "تحولات يوسف المغربي" سنة 2004م، وفاز الشاعر الشاب ميلود لقاح بجائزة طنجة للديوان الأول سنة 2006م مناصفة مع الشاعر المصري عماد فؤاد محروس معوض بديوانه "أغنيات من حريق الحشا"، كما حصل الشاعر جميل حمداوي على جائزة الأدب الإسلامي التشجيعية بوجدة سنة 2005م لأفضل ديوان في أدب الأطفال تحت عنوان "ليحيا السلام"... ولكن الأسئلة التي ينبغي طرحها بجدية ومسؤولية: هل كل ما يكتب من النصوص "الشعرية" في المنطقة الشرقية تتوفر فيه الشاعرية والوظيفة الشعرية؟ وهل يمكن أن نعد من يكتب الشعر في هذه المنطقة ويطبع ديوانا شعريا شاعرا بالمفهوم الحقيقي للشاعر؛ لأننا وجدنا أثناء قراءة كثير من الدواوين الشعرية: الشاعر والمتشاعر والشويعر والشعرور؟!! وماهي الإضافات التجديدية الحقيقية التي قدمتها التجربة الشعرية في المنطقة الشرقية شكلا ودلالة ووظيفة؟؟! وما هو الدور الذي ينبغي أن يقوم به النقد على مستوى الممارسة الميدانية لتأطير الإبداع في هذه المنطقة المدروسة تقويما وتشكيلا وتوجيها؟! ستبقى هذه الأسئلة مفتوحة أمامنا، ونترك للقارئ المتلقي مساحة كبيرة للتأمل والتفكير والتفاعل لنلتقي معه إن شاء الله في حلقات ومقامات وسياقات أخرى مختلفة ترتكز على المنجز النصي والتطبيق الفعلي على النصوص.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى