الثلاثاء ٢٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم لطفي زغلول

أيام لا تغتالها الأيام

يوم شاهد الشاعر داره السليبة في الوطن المغتصب

يَمَّمتُ إليكِ الأنظارا

ورَسمتكِ للرّوحِ مَزارا

في دربِكِ .. يا قِبلة رَكبي

ما تاهَ القلبُ .. ولا احتارا

ألشَوقُ إليكِ اغتالَ الصَبرَ ..

وأشعلَ في الشوقِ النارا

والجُرحُ .. توَطنَ في الأعماقِ ..

وأفشَى الصَمتُ الأسرَارا

ما زالَ العِشقُ يُحاصرُني ..

بالعِشقِ .. يَميناً وَيَسارا

لمْ أنسَ الوعدَ ..وأنتِ الوَعدُ ..

حملتُ غَرامَكِ إصرَارا

عينايَ على شطّكِ .. جُرحانِ ..

حملتهُما .. ليلَ نَهارا

يَدعُوني الشَط .. يُناديني

لا تخشَ .. اقتحِم الأسوَارا

والدارُ تصيحُ .. تلوِّحُ لي

أنا دارُكَ .. لا تنسَ الدّارا

والكرْمُ يَميسُ .. يُغازلني

تختالُ دَواليهِ سُكارَى

والبيَّاراتُ .. تناجيني

ترقصُ .. أغصاناً وثِمارا

يا حبـّاً .. عادتهُ الأقدارُ ..

صَحا يتحدّى الأقدارا

ضاقَ المَنفى .. فجنانُ الدُنيا

بعدَكِ قفرٌ وصَحارى

بعدَكِ .. لا شَمسٌ .. لا فَجرٌ

لا عَشقَ القَلبُ ولا اختارا

بعدَكِ .. لم يأتِ رَبيعٌ ..

لم تلدِ الأزهارُ الأزهَارا

لا عِطرٌ بعدَكِ ..

صارَ العِطرُ دُخانَ رَمادٍ .. وَغبارا

ألعمرُ سِنونَ عِجافٌ بَعدَكِ ..

عينٌ تبكي أمْطارا

فاضَت أنهاراً بعدَ فراقِكِ ..

رحمَ اللهُ الأنهارا

بكتِ الآصالُ .. لَيالي العِشقِ ..

وأبكتْ معَها الأسحارا

بكتِ النَجماتُ مَطالعَها

نعتِ الّليلاتُ الأقمارا

غابَ السُمّارُ .. عن السَاحاتِ ..

اغتالَ الحُزنُ السُمّارا

ما أصعبَ أنْ تقسو الأنسامُ ..

وتصبحَ .. بعدَكِ إعصَارا

بعدَكِ .. صَرْحُ الأحلامِ هَوى

والعالَمُ .. في قَلبي انهَارا

يوم شاهد الشاعر داره السليبة في الوطن المغتصب

من ديوان : أيام .. لا تغتاها الأيام


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى