الاثنين ٢٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم توفيق الحاج

امسك حرامي..!!

قبل أسبوعين وصلتني رسالة من موقع الكتروني مهتم بكشف ومطاردة لصوص الكلمة ،وأفادني بأني وقعت ضحية سطو فج على أحد مقالاتي كنت قد نشرته قبل عام ونيف وكانت المفاجأة أن الجاني اللص هو رجل فقه ودين وأستاذ جامعي يحمل مجموعة من رسائل الدكتوراه..!!

والحكاية كما أخبرني بها الموقع المذكور تبدأ منذ نشري لمقال سياسي بعنوان "عنزة ولو طارت "في موقع "الحوار المتمدن " يوم 24/7/2005 وبعد خمسة أيام فقط يقوم الدكتور اللص بنشره كاملا مع تصرف بسيط جدا جدا
في صحيفة الرأي العام الكويتية تحت عنوان "الثنائي المرح..وبعبع الإرهاب "..!!
ولا أدري حتى الآن إن كان للعلاقة اللفظية بين اسم الساطي واسم المقال المسطو عليه دورا فيما حدث أم لا..!!

لقد شعرت -وأنا الضحية مثل عشرات الضحايا الذين يتعرضون يوميا للسطو الفكري الصامت والفج – بالحزن الشديد والإشفاق على حال الثقافة والمثقفين ومهانة الكلمة وكيف أصبحت الفكرة مجالا خصبا ومستباحا لكل لص يعبث فيها كما يشاء دون طائلة اجتماعية أو مساءلة قانونية.
ولعل ذلك يعود إلى سهولة القص واللصق في عالم الانترنت الرحيب فيستطيع أمي جاهل مثلا وفي ثوان الحصول على شهادة دكتوراه في الفيزياء ..ويستطيع من لا يعرف القصيدة من كوز الذرة إن يظهر للقراء شاعرا فحلا في دقائق..!! ومن هنا نستطيع أن نعلل ظاهرة التوالد الديداني كل ساعة لكتاب وأدباء جدد ما أنزل الله بهم من سلطان و لم نسمع بإبداعاتهم من قبل .

وكذلك فاني في غاية الإشفاق على ذلك اللص الأكاديمي المرموق المتلبس بالجرم المشهود وأتساءل كيف يكون موقفه وهو يقف أم ربه في كل يوم خمس مرات..؟!!
وكيف يكون موقفه أمام طلبته ومريديه ومشاهديه..!!
وهل تشفع له لحيته أو عباءته أو كلماته المنمقة بما قال الله وقال الرسول..؟!!

إني ككاتب مجني عليه مثل كثيرين أعلن عن تنازلي عن أي حق أدبي أو قانوني في هذا الموضوع وأكتفي بما قامت به صحيفة الرأي العام مشكورة من إصدار قرار بمنع الجاني من النشر عبر صفحاتها كما وأتقدم بالشكر للعيون الساهرة التي كشفت النقاب عن هذه الفضيحة الثقافية مع تمنياتي بالخير لكل كاتب ومثقف يقدس خصوصية وحقوق الآخرين .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى