الجمعة ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم خالد عبد الرضا السعدي

أحبــّكِ وردةً...

أحبّكِ وردةً منذُ مواسم البذار
ومنذُ أنْ كنتِ شامةً فوقَ خدّ الرحمِ
أحبّكِ وردةً منذُ أشتهيتُ النساءَ
ومنذُ رأيتُ سريرَكِ يكبرُ في داخلي
رغبةً بالتشظي على صدر الموجِ
ومنذُ كانت الجنّةُ تغسلُ أنفاسنا بالعراءِ
أحبّكِ وردةً منذُ توضأتُ بالدمعِ من مقلتيكِ
وصلّيتُ للربّ رجوتُ صفاته أن تصبحي لي
عطر الفردوس وصهيلَ حياةٍ ..
أحبّكِ وردةً
منذُ التقينا في حقلِ الألغامِ
فراشتينِ والمدينةُ تضجّ
بالجنائز نوّدعُ الغابةَ بالحلمِ
ونؤثثُ لأحلامنا زهرتينِ..وغصنٍ..وسرير
أحبّكِ وردةً
مع كلِّ رعشةٍ لجسديْ عاشقينِ
ومعَ كلِّ آهةٍ للطريقِ
تصعدُ مع أنفاسهما اللاهثةِ في الأعوامِ
أحبّكِ وردةً
كما لو كنتُ الذراع التي تحملُ تويجاتِكِ
والغصنَ الذي يحميكِ
من أيادي العابرين والأصدقاء
وغبار الأنفس العالق بأطاراتِ السياراتِ
أحبّكِ وردةً
كما لو كنتُ غيمةً تريقُ دموعَها
على أوراقِكِ عناوينَ أزليةٍ للرواءِ
ونياشينَ مخمليةٍ للعناقِ
أحبّكِ وردةً
أكثر من حبّي لأي شيءٍ في الطبيعةِ
ولا أنبهاراتي بأبداع الربِّ عبر التكوينِ
أحبّكِ وردةً
فأستلقي على كتفيّ أريكةً لرأسِكِ الصغير ومُتكأً
لأوردتِكِ المتفرعةِ فيَّ ترانيمَ حُزنٍ تشبه
تلك السابحة في فضاء الإنسانية وقدّاسها الحميم
أحبّكِ وردةً
تُقيّدني بالعطرِ
وتلصقُني بها شذاً عاكساً لطينتها المجبولةِ
من درّ العُلا وأسرار الله ودمِ القلبِ
النابضِ بخُصلاتِكِ العابقاتِ
أحبّكِ وردةً
منشطراً عليَّ وعلى قوانينِ الذاتِ
وأعرافِ العالمِ مُتشكّلاً فماً يُقبّلُ مساماتِكِ
ويعصرُ عذابَ الحرمانِ بأمتصاصِ الرحيقِ
أحبّكِ وردةً
خيالاً قدسياً وحقيقةً صادمةً بالتلاليءِ أقماراً حُمْراً
تبرقُ في خدّيكِ لحظةِ الاصطدام
أحبّكِ وردةً
كما لم أكنْ مُحبّاً لأحدٍ من قبلُ
ولا بعدُ لأكتمالي فيكِ ترانيماً
كما تُكملُ الفصولِ الأربعةِ دورتي الدموية..
أحبّكِ وردةً
تُداوي جُوعي بالصّهيلِ
وتدعكُ قمري بالحنــينِ
وترسمُ فوق وسادتها فراشةً
تسافرُ سربَ أنينٍ لذيذٍ
يُساجلُ المسافاتِ بالنذورِ
يزقزقُ لعُرسِ النشيدِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى