الاثنين ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم محمود الغيطاني

المغفلون و اللصوص يحاولون تعاطي النقد والأدب

تنتابني دائما لحظات حقيقية من السعادة حينما أرى نصا أدبيا أو نصا نقديا جيدا ، أشعر وقتها أن هناك من يجب أن نحتفي به- سواء كان هذا الاحتفاء بالقراءة أو بالمباركة لهذا الكاتب الجاد- و لذلك و بقدر هذه السعادة التي أستشعرها وقتها تنتابني أيضا حالة من حالات الدهشة و عدم التصديق و التجمد وووو حينما أرى من يسرق نصا كتبه آخر، و لذلك أظل أتساءل كثيرا ( لما يفعل هذا المأفون ذلك؟ ألنقيصة فيه؟ و إذا كان لا يعرف كيف يكتب فلما يحاول الانتساب إلى الكتابة؟ هل ستزيده شرفا أو شهرة أم أنها ستجعل العديد من الحسناوات و الشقراوات و ذوات العيون الملونة يجرين وراءه راغبات فيه و هو العبقري الذي أتى بما لم يأت به غيره؟ و لماذا يسرق من يدعي الكتابة بالرغم أنه ليس لديه ما يكتبه أو يفعله ؟) و ما قيمة الانتساب للكتابة في الأساس؟ بما أني منتسب للكتابة فأنا لا أرى فيها سوى ثقل كبير يعيقني أحيانا عن فعل الكثير من الأمور و بالتالي فهي في أوقات كثيرة تعتبر عبئا عليّ .
و ربما نتيجة لهذه الأسباب جميعا اندهشت كثيرا- بقدر ما ضحكت على ذلك المغفل الذي سرق مقالي "عمارة يعقوبيان.. مصر المهترئة تحتضر" و جلست وقتها أتساءل ( لما يفعل ذلك هذا المغفل؟ ألا يدري أن هذا المقال من أكثر المقالات التي كتبتها نقلا و تداولا على جميع المواقع و المنتديات و المجموعات البريدية؟ ألا يدري أن هذا المقال الذي كتبته قد حظي بأكبر نسبة قراءة على الإطلاق و أن الجميع يعرفون تماما أنه مقالي؟ ألم يحاول البحث على محركات البحث كي يعرف أن هذا المقال متواجد على عدد من المواقع لا يتخيلها؟- أنا نفسي كنت أندهش من عمليات النقل الكبيرة لهذا المقال في العديد من الأماكن التي لم أكن أعرفها-) هل أصابته لوثة هذا المغفل؟ ثم هناك تساؤل آخر ورد إلى ذهني حينما رأيت أن تاريخ سرقة هذا النص كان في 24 أيلول(سبتمبر) 2006 بل و زادت دهشتي حينما عرفت أن هذا المغفل مصري الجنسية و مقيم في مصر؛ لأنه إذا كان مثقفا حقيقيا أو على الأقل مجرد قارئ عادي يهتم بالثقافة- دعك من كونه كاتبا أو يدعي الكتابة- لكان قد انتبه إلى أن مقال "عمارة يعقوبيان.. مصر المهترئة تحتضر" قد نشر في مجلة "أدب و نقد" المصرية في الأول من أيلول 2006 العدد 253 ، و أن هذا المقال قد ظل لدى المجلة و لم ينشر حوالي شهر لأنه ذهب إلى المجلة متأخرا أي بعد الانتهاء من إعداد العدد و بالتالي تم تأجيله إلى العدد الذي يليه – أي أنه مكتوب قبل ذلك بشهر ، أي في حين العرض الأول للفيلم- و مدير وسكرتير تحرير المجلة يشهدا بذلك.

بل و صاحب الرواية أيضا يشهد بذلك، فأنا لم أنس بعد حديثي مع الروائي (علاء الأسواني) الذي هنأني كثيرا على هذا المقال الجاد و مدى موضوعيته و التزامه بمعايير النقد و طرحه للكثير من التساؤلات النقدية الهامة.
و لقد حاولت التماس العذر كثيرا لهذا اللص حينما رأيت مقالي في مدونته و بالتالي بحثت عن اسمي في الصفحة، ربما يكون قد قام بالنقل مع الاحتفاظ باسمي على المقال ، إلا أني للأسف وجدته مصرا على سرقتي و نسبة ما لم يكتبه لغيره.

و لذلك أحب أن أتوجه للسيد (حسن غريب أحمد) (الكاتب و الناقد و الشاعر المصري) كما يدعي، وأقول له ( أرجوك، حينما تريد أن تسرقني أخبرني بذلك و سوف أكتب لك نصا خصيصا كي تنسبه لنفسك، و في هذه الحال لن يتهمك أحد بالسرقة و السطو لأني لن أذكر لأحد أني الذي كتبته، و أحب أن أعطيك درسا بسيطا في كيفية السطو، فأنت لا بد أن تحاول التغيير و التصرف إما في العنوان أو في المادة المكتوبة بالإضافة أو الحذف حتى لا يكتشفك أحد و يعرف أنك سارق) و لكن للأسف حتى لو نجحت في فعل ذلك فلكل كاتب أسلوبه الذي يميزه و بالتالي سوف يتم اكتشافك أيضا مهما فعلت.

أما عن السرقة التي سرقها السيد حسن فهي موجودة علىرابط مدونته تلك انقر هنا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى