الثلاثاء ١٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم عبد الغني بلوط

اعترافات

سكن الليل.. وقلبي
لم أعد أسمع غير بحات صوتي
أتيه في درب الزمان
وأميل إلى الغروب
كنجمة تشق طريقا
في خط النجوم
 
استوقفتني دورية الزمان
سألتني الأيام عن اسمي
قلت بل سليني عن رقمي
ففي هذا الزمان
رقم يساوي إنسان
 
رقمي حملته بين ضلوعي
حتى أعياني
ثم رميت به بعيدا عني
وسرت أبحث عن رقم جديد
أساويه أو يساويني
 
سألتني الأيام عن هويتي
من أي طينة أنت
من بني البشر
قلت لها ..حجر..
نظرت في عيوني..عجبا
 
قلت لها صدقيني
أو سلي عني القمر
هو حجر وأنا حجر
 
سليه كم مرة نمت بين أحضانه
أرقب زخات المطر
سليه كم مرة ..مددت إليه يدي
اطلبه فقال ..انتظر
سليه كم مرة غاب عني
فقلت لا تعتذر ...فقد عرفت الخبر
 
سألتني الأيام عن عنواني
قلت لها لا بيت و لا عنوان
صدقيني
او اسألي في مدينتي الجدران
هي حجر وأنا حجر
سليه كم مرة علقت قلبي
بين أسوارها ..و بين أبراجها
فأنا مطلوب دوما للسفر.
 
سألتني الأيام عن صورتي
فلا بد للمحضر من صور
قلت لها ..إني حجر
لا سمع لي.. ولا بصر
 
اسألي عني المرايا
هي حجر... وأنا حجر
سليها كم مرة
قرأت في عيوني السهر
سليها كم مرة ..
أصبحت بلا عين ولا خد ..ولا ضجر
 
سألتني الأيام عن أحلامي
ضحكت ..قهقهت...
قلت ..لا أحلام...ولا أوهام
نهرتني وساقني إلى المخفر
قلت ..أأنت الأيام أم شرطي مخبر
 
اليوم يوم اعترافات..
اليوم لا منهزم ولا منتصر..
سأعترف بأحلامي ..كل أحلامي
فأنا حجر..
إذا ما استصرخت بني عمومتي
بين الروابي بين الصخَر..
في الصحاري بين الرمَل ..
 
وإذا ما زاد الضغط فوقي..وتحتي
وبين يدي ..وعلى زندي
أبوح أو أنفجر...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى