الاثنين ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم محمد متبولي

عندما توقف القطار

لم يمكنها الزحام من ركوب عربة السيدات، وضعت قدميها فى أول عربة مزدحمة تمكنت من ان تجد مكانا بها، و الرضيع على كتفها يبكى من شدة الجوع، تعالت صرخات الرضيع، نظرت حولها، ودت لو ان أيا من الراكبات دارت عليها حتى يمكنها ارضاعه لكن حتى لم تسألها أيهن ماذا به، وقعت فى حيرة من أمرها، فاما أن تكشف عن ثديها و تتحمل النظرات التى ستوجه اليها كالرصاص أو ان تترك الصغير يبكى أو تنزل فى أول محطة وتترك القطار الاخير وتبحث فى تلك الساعة المتأخرة من الليل عن مواصلة أخرى تعيدها للمنزل وتتحمل مشقة الطريق و التنقل بين أكثر من حافلة.

توقف القطار فى المحطة التالية، دون ان تشعر و كأن شيئا ما يدفعها ألقت بنفسها على الرصيف، ركنت الى مكان بعيد عن الانظار، أخذت ترضع الصغير وبينما بدأ يهدأ و يدب فى جسده الشبع و يتسرب لقلبها الاطمئنان تذكرت ان اخر مبلغ من المال كان بحوزتها اشترت به تذكرة القطار، لم تعرف ماذا تفعل، خرجت الى الشارع تشير الى الحافلات المارة كلما توقفت احداها شرحت الى السائق ظروفها توسلت اليه ان يقلها دون جدوى.

بدأت الحركة تهدأ فى الشارع فكأنه قد خلى من المارة، دب اليأس فى قلبها فقدت الامل فى ان تعود قبل الصباح، قررت ان تستقل أول قطار يتحرك، جلست على باب المحطة و ضمت طفلها الى صدرها لتقيه برد اليل القارس و مدت يدها علها تستطيع ان تجمع من ركاب الصباح ثمن تذكرة العودة للمنزل.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى