الاثنين ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم فرهاد ديو سالار

التشاؤم الاجتماعي عند نازك الملائكة

الموجز

اعتنى الشعراء الكثيرون بدراسة الموضوعات الاجتماعية بما أنهم يرون استخفاف الشعب و ذلهم أمام احتلال الأجانب و ظلمهم و استبدادهم و مسألة الجهل و التأخر و التخلف و غير ذلك.

الشعر الاجتماعي الذي يعالج فيه الشاعرآلام شعبه والأمراض الاجتماعية كالجهل والفقر والأمية يدعو إلى تحرير المرأة وتربية الأطفال ويكشف مضارّ بعض المفاسد الاجتماعية كالقماروالفحشاء وما إلى ذلك و يتحدث كثيرا عن المسائل الوطنية و العناية والحنان على المظلومين والبؤساء والفقراء و في هذا المجال يريد الشاعر ترقية شعبه، إصلاح المفاسد وزينة الإنسان نفسه بالخصال الحميدة و فضائل أخرى؛ لأن نتيجتها تآلف المجتمع والسعادة في الحياة و التآخي بين الناس.و يحاول رفع مستوى الناس الاجتماعي بمكافحة الجهل والأمية ونشرالعلم وإثارة الرغبة في التعلم و التحصيل ويرى أن الجهل سبب آفات مختلفة في جميع طبقات المجتمع وأنه أرض مستعدة لجميع المفاسد و الشرور .

إذن تنبع آلام الشاعر من أجل القضايا الاجتماعية السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه، تؤثر في حدة تشاؤمه وأشعاره تتحدث عن تلك الأوضاع الفاسدة و تبين الخراب و الدمار في مجتمعه في أسلوب متشائم حزين
الكلمات الرئيسية: القضايا الاجتماعية، الشعرالاجتماعي، المفاسدالاجتماعية، إصلاح المفاسد.

التمهيد

بعض الأحيان يشغل الشاعر بالبيئة التي يعيش فيها و آلامه نابعة من أجلها و الأوضاع السياسية و الاجتماعية السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه تؤثر في حدة تشاؤمه و أشعاره تتحدث عن تلك الأوضاع الفاسدة و تبين الخراب و الدمار في مجتمعه في أسلوب متشائم حزين و يحكي شعره عن عصبيته و التزامه بما يجري حوله و يبرهن ضيقه الشديد و السيد"الكفراوي" يسمي هذا النوع من الشعراء بالثوار السلبيين (الكفراوي، محمد عبد العزيز، تاريخ الشعر العربي، ج٤،ص10٤).

الشاعر اليوم شاعر الجماهير والمجتمع، إذن يجب عليه أن ينزل إلى مستوى الشعب والمجتمع ويخاطبهم بالمستوى السهل و بلغة يفهمونها ومهما يكن الموضوع خطيرا معقدا فاللغة التي يستعملها الشاعر سهلة و لو كانت في أشد الموضوعات تعقيدا.

فتحت السيدة نازك الملائكة عيونها إلى الآفاق الوسيعة الإنسانية و كانت شديدة الحساسية إزاء تموجات العالم الفكرية بصورة عامة و المجتمع العراقي بصورة خاصة وهذا التألم و الحزن كان الباعث على تشاؤم الشاعرة، إذن ألمها ليس ألما شخصيا بل:

سأحمل قيثارتي في غد
و أبكي على شجن العالم (ديوان نازك الملائكة،ج1،ص9٦5)

و كل ما تريد، هو أن تجد سبيلا للإصلاح، هي تعلم جيدا بأن الشعر مرتبط بالعواطف والشعور و ينادي القلوب والأفئدة؛ لهذا السبب تأثير الشعر أكثر وأعمق فتتمسك بهذه الوسيلة ربما تصلح المجتمع.

اعتمدت الشاعرة في شعرها على أفكار وعواطف مستمدة من حاجات المجتمع و كثيرا ما كان الغرض في نظم الأشعار غاية اجتماعية و كانت متصلة بعصرها و لم تنفصل عنه و تعيش في بيئة التي أوجدت فيها. قلبها الرقيق، حياتها المؤلمة و الحزينة، اطلاعها على الشقاء المنتشر و المحن و المصائب في طبقات الأمة المختلفة دافع إلى الشفقة و الحنان والاتصال بالمجتمع و هكذا كانت اجتماعية و تحس برسالتها الاجتماعية إحساسا خاصا و قامت بها مخلصة؛ لأنه لا بدّ للشاعر الذي يرى المسائل الاجتماعية و يريد أن ينشد فيها، نظر دقيق إلى الحقيقة و الواقع ليرى الضعف والرخوة والركود و...في المجتمع، لهذا السبب غشي على بصيرتها و نظرتها طبع متشائم؛ لأنها لم تر من المجتمع الذي كانت فيه إلا الكآبة الأليمة و مأساة الحياة المؤلمة و سيطرت على عقائدها الشخصية مسحة التشاؤم و لم يكن في إمكانيتها أن تضع على هذا التشاؤم بلسم التفاؤل في هذا الأوان.

فسدت أحوال الأمة خاصة في الحرب العالمية الثانية و بعدها و امتد هذا الفساد إلى كل بيت و كوخ؛ حتى إلى كل قلب و فكر من متاعب و أزمات سياسية و اقتصادية و اجتماعية و ما إليها. و تحس نازك الملائكة بآلام إنسانية مرزئة متصلة بعواطفها و أحلامها الخاصة و قد تعرضت لكثير من التجارب المريرة في حياتها نتيجة لأسفارها و تقلبها من الشرق و الغرب و تستغرق في آلامها وتذوب في بيئتها حتى تصير جزءا منها و ترى الشعب في نفسها و في نفسها الشعب، حيث تعتقد بأن الإنسان إضافة عن وجوده الفردي مسؤول عن جميع الناس و كل البشرو تسعى لتلمس جذور الإنسان الممتدة في الواقع.

إن الظروف التي كان يعانيها المجتمع العراقي آنذاك و الأزمات و الظلمات التي تراكمت حولها و اسودت الدنيا في عينها و تعقدت الدنيا شديدا قد انتهت إلى المحنة في نفسها و كانت منشأ هذا الحزن و الألم في قلبها و تبدو علاماتها فيها.

إذن تشاؤمها لا ينبع من نفسها وحدها بل إنما ينبع من مجتمعها قبل كل شيء؛ لأن الفساد قد عم المجتمع؛ بما أنه كان في الاحتلال الإنجليزي و بعده كان في انتدابه و هناك لا فرق بين الاحتلال و الانتداب و كان المجتمع العراقي في حياة البؤس و الشقاء و اليأس مما كان يتلاحق عليه من الكوارث و الفواجع و مما يجر إلى الحرمان و الجوع و تشريد الأطفال و النساء و ازدياد المآسي و الأحزان.

إذن طبيعي بأن تسود الشعر روح التشاؤم خلال الحرب و يطفح بالحزن و الألم خاصة حدثت حروب داخلية كثيرة في المجتمع العراقي و الأهم منها الحرب العالمية حيث زادت في تشاؤمها؛ لإحساسها بآلام مجتمعها و شهدت حوادثها بأم عينها . و هي كشأن سائر الشعراء الملتزمين تشعر شعورا عميقا بآلام الحياة التي يحياها وطنها و تعكسها محنته و ترى فساد الوطن دون الأمل و الرجاء في تحقق آمالها والآخرين من أبناء الوطن . إذن الحالة الاجتماعية بسبب المسائل المختلفة تستدعي شدة الألم و اليأس و قد أصبح المجتمع مليئا بالخرافات المضرة دون حقائق نافعة و قد عنى بما لايعنيه و ترك ما يعنيه، فتشاؤمها مستمد من تشاؤم مجتمعها؛ لأن موجات اليأس و الحزن كثرت خاصة أيام الاحتلال و الانتداب على جميع الشباب و النفوس؛ فتشاؤمها كان طبيعيا .

تصور الشاعرة المجتمع العراقي الذي كان يعاني من الآلام و الهموم في هذه الحقبة من التاريخ أو في هذا العصر الذي نظمت فيه شعرها . و لم يكن شعورها وفقا على خلجات نفسها و أحداث حياتها فقط؛ فهي قد شاركت الشعب في مصائبه و سمعت شكاوى المظلومين و الفقراء نالت الشاعرة بعض النواحي الاجتماعية وعالجت مشاكل مجتمعها؛ مع أنها تعني بذاتها و تتحدث عما في نفسها، لكنها لا تغفل عن المجتمع الذي تعيش فيه؛ لأن نفسها تذوب في المجتمع و ترى نفسها فيه؛ كأنها ذرة منها تعيش في بقائه و تموت بموته.

تصور الشاعرة طفلة نائمة في الشارع ليلا من أجل فقرها و أن البرد كيف ينهشها فترتعش من الرعد و تعبر عن ألمها،جوعها و فقرها في قصيدة " النائمة في الشارع" وتقول:

في الكرّادة، في ليلة أمطار و رياحْ
و الظلمة سقف مُدّ و ستر ليس يزاح
في منعطف الشارع، في ركن مقرور
حرست ظلمة شرفة بيت مهجور
كان البرق يمر و يكشف جسم صبيّهْ
رقدت يلسعها سوط الريح الشتويهْ
رقدت فوق رخام الأرصفة الثلجيهْ
تُعول حول كراها ريح تشرينيهْ (نازك الملائكة، ديوان، ج1، ص9٦2).

أو تصف مشكلة إمرأة في زقاق بغداد في قصيدة " مرثية إمرأة لا قيمة لها" أو عندما تبحث عن السعادة في قصور الأغنياء و تصف عيشهم في البذخ و الترف و مشاكلهم الروحية و تقارن حياتهم و حياة الفقراء في قصيدة " القصر و الكوخ". و تصف مشاكل الريفيين بأن سكانه فقراء محرومون و يعيشون عيشة البؤس و العذاب ثم تصور راعيا صغيرا يأكله الذئب و تصف الثلوج التي تهبط طوال الشتاء و تحرم الفلاحين من استنبات الأرض و نتيجته انتشار الجوع والحزن بينهم و موت مواشيهم وتقول:

حدّثوني ما لي أراكم حزانى؟
كل راع في وحشة و اكتآب
كل راع جهم الملامح لا
يشدو و لايزدهيه سحر الغاب
فهو عند الينبوع ينظر في الظل
إلى الأفق شاحبا مصدوما
ممعنا في الجمود و الصمت كالموتى
يناجي الفضاء يرعى الغيوما
لم تزل قربه على العشب النادي
عظام لكائن مقتول
هو ذاك الراعي الصغير الذي
راح طعاما للذئب بين الحقول ( نازك الملائكة، ديوان، ج1، ص98).

و تصور هذه الآلام و الأزمات و المشاكل الاجتماعية بصورة جيدة من أجل ارتوائها بتفكراتها الرومنسية الطافحة التي تمتعت بها بألوانها المختلفة. و ألمها الحزين الذي اعتراها مع مرور الزمن و تعمقت جذوره في أعماق حياتها و وجودها، حيث يزيد إيمانها بعبثية الحياة كلها و تعتقد أن الحياة كلها ألم و إبهام و تعقيد، ليس نفسيا فقط بل ألم إنساني و ألم المجتمع البشري.

وفي هذا المنطلق نذكر شذرات من أشعارها:

تبكي الشاعرة على شجن العالم حينما ترى ركب الجياع والحزانى:

و أبصرت عند ضفاف الشقاء
جموع الحزانى و ركب الجياع
سأحمل قيثارتي في غد
و أبكي علي شجن العالم ( نازك الملائكة، ديوان، ج1، ص9٦5).

أو عندما ترى بشرا جائعين في القرى:

خيّبتها القرى و دجاها الحزين
إن في أرضها بشرا جائعين
لم تجد عندهم غير دمع سخين ( نازك الملائكة، ديوان، ج1، ص٤٤٦).

و لا يمكن لهم أن يفكروا في العوالم العالية لأنهم في صراع مع الجوع دائما:

كيف يرقى الجياع في عالم الروح
و هم في حبالة الجسم أسرى
هؤلاء الجياع في عزلة الحرمان
تمتد حولهم أسوار
لفّ أرواحهم حجاب كثيف
و انطوت في عيونهم أسرار ( نازك الملائكة، ديوان، ج1،ص1٤٤).

و تصف القرى و ساكنيها و أكواخهم هكذا:

تلك أكواخهم حصير و أحجار
و بؤس مخيم لا يزاح
تخجل الشمس أن تمر عليها
و يحيد الضحى و يكبو الصباح
غرف رثّة المداخل و الجدران
سود تجول فيها الرياح
في دجاها يعيش قوم جياع
نضبت في أيديهم الأقداح
جياع في ظلمة الكوخ لم
تدر بأحزانهم عيون الصباح
يا ديارا سكانها الجوع و الحمى
خواء من الندى و الحنان ( نازك الملائكة، ديوان، ج1، ص39٤).

و تعتقد أن الإنسان لم يستطع أن يبيد الفقر و الشقاء في الحياة:

هل غلبنا الشقاء و الفقر في أرجاء
هذا الكون الطحين الذليل
و الصغار العراة هل وجدوا مأوى
و دفئا عبر الشتاء الطويل
و الأذى و الشرور هل دحرتها
الحرب يا من حملتموها لظاها
أسفا لم يزل على الأرض من
يتخذ الكأس و المجون إلها
لم تزل في الوجود أغنية تقطر
حزنا على شفاه جياع
في هتافات لاجئين رمتهم
محنة الحرب للغنى و الضياع ( نازك الملائكة، ديوان، ج1،ص390).

و تبكي على أشقياء الأرض بقولها:

أو دعيني أبكي على أشقياء

الأرض بين الحنين و الحرمان ( نازك الملائكة، ديوان، ج1،ص155).

و يشتد تشاؤمها عندما تشاهد صرخات الجياع و دموعهم و شقاءهم:

اقلعي اقلعي بنا قد سئمنا
صرخات الجياع في كل شعب
قد رأينا الدموع في كل عين
و شهدنا الشقاء في كل قلب ( نازك الملائكة، ديوان، ج1،ص109)
 
أو عندما تشاهد الجوع و الفقر و عدم الرخاء، حيث تقول:
 
أين؟ ضاع الخيال و الحلم
الفاتن ضاع الجمال ضاع الرخاء
ليس إلا دنيا من الجوع و الفقر
عليها يعذب الأبرياء ( نازك الملائكة، ديوان، ج1،ص7٤).

تصف الشاعرة حالة الريفي أنه:

ليس تحت الصفصاف إلا بيوت

الطين و السقم و الطوى والبكاء ( نازك الملائكة، ديوان، ج1،ص109).

و تصرخ حينما تنظر إلى حالتهم في الشتاء:

ليس يدري ما يفعل الجوع و الحزن

بأهل الأكواخ كل شتاء ( نازك الملائكة، ديوان، ج1، ص٦10).

و يكفي الأرض دمع البائسين و الأيتام:

حسب هذي الأرض الكئيبة دمع

البائسين الجياع و الأيتام ( نازك الملائكة، ديوان، ج1،ص138).

ثم تخاطب الإنسان أنه لم يقدر أن يتغلب على الفقر والحرمان و تسأل عنه:

هل تغلبتم على الفقر و الأحزان
و السقم أيها الواهمونا ( نازك الملائكة، ديوان، ج1،ص59).
 
و تجيب نفسها عن هذا السؤال بأن الإنسان لم يقدر عليه:
لم تزل في الوجود أغنية الحزن
يغني بها الضعاف الجياع
لم يزل في الوجود مرضى حيارى
أبدا تعتريهم الأوجاع (نازك الملائكة، ديوان، ج1،ص59).

و ترى أن الغني يستثمر الفلاح الذي يعيش عيشة السوء، في الحقيقة ترى في واقع المجتمع الإنسان الحريص الجشع كل الحرص يظهر قدرته على الضعفاء:

فكنوز الغني يجمعها الفلاح
في عمره الشقي الكسير
ذلك الكادح المعذب في
القرية بين المحراث والناعور
فهو يلقي البذور و الترف
الهافئ يجني و تشهد الأحزان
و يموت الفلاح جوعا ليفتر
لعيني ربّ القصور النعيم ( نازك الملائكة، ديوان، ج1،ص159).

تشاهد الشاعرة هذه القضايا و سوء الحالة الاجتماعية فيشتد تشاؤمها ، حيث تملأ آهاتها الفضاء:
طغت في الفضاء آهاتنا الحيرى

تغني رجاءنا المصروعا ( نازك الملائكة، ديوان، ج1،ص0٦1).

ربما يمكن أن نعتبر هذه القصيدة لها خير وصف في هذا المنطلق- القضايا الاجتماعية-، عندما ترى طفلة نائمة جائعة على أرض الشارع في الشتاء:

أيام طفولتها مرّت في الأحزان
تشريد، جوع، أعوام من الحرمان
إحدى عشرة كانت حزنا لا ينطفئ
و الطفلة جوع أزلي تعب ظمأ
و لمن تشكو؟ لا أحد ينصت أو يعني
و المجتمع البشري صريع رؤى و كؤوس
و الرحمة تبقى لفظا يقرأ في القاموس
و ينام في الشارع يبقون بلا مأوى
لا حمى تشفع عند الناس ولا شكوى
هذا الظلم المتوحش باسم المدنية
باسم الإحساس ، فوا خجل الإنسانية

( نازك الملائكة، ديوان، ج1،ص279).

أو عندما تشاهد امرأة فقيرة في الشارع و تصف حالتها كيف تموت ؟ و يموت مثلها كثيرون من الناس الذين نسميهم سواد الناس و تصور حالة أزقة بغداد و شوارعها كيف يسودها الفقر و الحرمان في قصيدة" مرثية إمرأة لا قيمة لها" ( نازك الملائكة، ديوان، ج1،ص273).

ذهبت و لم يشحب لها خد و لم ترجف شفاه
تسمع الأبواب قصة موتها تُروى و تُروى
لم ترتفع أستار نافذة تسيل أسى و شجوا
لتتابع التابوت بالتحديق حتى لا تراه
إلا بقية هيكل في الدرب ترعشه الذِكَر
نبأ تعثر في الدروب فلم يجد مأوى صداه
فأوى إلى النسيان في بعض الحفر
يرثى كآبته القمر
و الليل أسلم نفسه دون اهتمام للصباح
و أتى الضياء بصوت بائعة الحليب و بالصيام
بمُواء قطّ جائع لم تبق منه سوى عظام
بمشاجرات البائعين، و بالمرارة و الكفاح
بتراشق الصبيان بالأحجار في عُرض الطريق
بمسارب الماء الملوّث في الأزقه، بالرياح
تلهو بأبواب السطوح بلا رفيق
في شبه نسيان عميقْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى