الأربعاء ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم هشام محمد علي

قصتان سياسيتان ساخرتان

مقهى أكابر الحيوانات الأليفة

دارَ نِِقاشٌ حاد تحت قبة جامعة الجواري بين الحيوانات الأليفة حول مسألة إخفاء الحمامة الجريحة عن أعين الحيوانات المفترسة، فأرتفع صوتٌ فوق بقية الأصوات سائلاً: ومن سيخفيها؟...

عَمَ المجلس الصمت وتبادل الأعضاء النظرات، حتى اقتحم السيد الحمار البدين بصوته الجهوري المعتاد قائلاً: تاريخنا مشرقٌ ولا احد يستطيعُ سد الشمسِ بغربال، فضجت القاعة بالتصفيق حتى أستأنف حديثَهُ بهدوءٍ هذه المرة، قائلاً: رغم ذلك، لا أستطيع إيواء الزميلة، لأن ذلك يخلُ بأتفاقيتي مع سيادة الدب.

فتشجع الغزال وقال: انا ايضاً على عهدٍ مع النمر، والحمامة عبئٌ فوق طاقتي.

نهضت الدجاجة والدمعة تكاد تسيل من على خدها حزناً، وقالت: رَحَلَ زوجي إلى ديار الثعالب لإبرام أتفاقيةٍ معهم، ومساعدتي للغالية سيؤثر سلباً على صفقتنا، كان صوتها يسير تنازلياً نحو النبرة الأحزن حتى انتهت قائلة: أُناشِدُ كُلَ شُرَفاء العالم ان يساعدوا حمامتنا الغالية وزوجي المسكين.

عاد الصمتُ ليسود الحضور من جديد، حتى قال الخروف: زملائي العِظام، كلنا نعلم العهد الذي بيني وبين صديقنا الذئب، أي انني لست افضلَ منكم حالاً، لِذا اقتَرِحُ عليكم تسليم الزميلة حمامة كعهدةٍ عند السيد الأسد، بذلك نضمن لها مسكناً لايقربه احدٌ ابدا. فصوت الحضور بالإجماع على انها فكرة عبقرية.

حكومة غير شرعية لأحزاب غير شرعيين

تخوفت القطط، حذرت وهددت بعضها البعض، وبعد ان فازت الطويلة بالسلطة، أعلنت القطط المرتفعة استنكارها ورفضها لمجمل العملية السياسية، كما جاء على لسانِ ناطِقِهم "هذه الحكومة غير شرعية، فهي ولدت مشوهة" باتت القطط المرتفعةُ تُكشِرُ عن انيابها كلما سنحت الفرصة املاً في إزاحة القطط الطويلة، فتعد الدسائس وتطبخ التهم، حتى عادوا جميعهم للخوف والحذرِ والتهديد، ليفوز المرتفعون هذه المرة وهم رافضين كل من يتهمهم بشيء كما جاء على لسان ناطقهم "إنها سلطةٌ وطنية المولد" فاصبحت القطط الطويلة تُحيك المؤمرات وتقذف التهم كلما أُوتيت الفرصة، فطالت عدواهم الشعوب القططية، فأصبحت الدولة، عندما كانت دولة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى