الأربعاء ٣١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم أديب قبلان

القاتل المأجور

ما هو التدخين؟

كيف يعيش المدخن؟ وكيف يرى حياته؟

أين تكمن الخطورة في التدخين؟

لم تتفق الأمم الإسلامية على خطر داهم يتهدد وجودها كاتفاقها على كون السجائر كابوساً يقض مضاجع الأفراد والمجتمعات فيها، ومصيدة تحمل للأفراد في طياتها الموت، كما تحمل للمجتمعات الفوضى والهدم، وتنثر في جنباتها بذوراً خبيثة لتفكيك الدين الإسلامي والأصالة العربية.

هي أرض مفعاة.. تقطنها أفاعي (الكوبرا) السامة زارعةً فيها سموماً تقضي على المجتمع بأقل من كلمة (سهولة) وتحوله إلى ملجئ للأمراض النفسية والاجتماعية، فترى ذلك المجتمع حافلاً بكثير من أنواع التفكك الأسري والمجتمعي، وضعيفاً في بنيته الأولى، وجاهزاً للهدم من نفخة ريح.

عرف العلم السيجارة بأنها مادة مضرة بالصحة إذا دخلت لجسم الإنسان وعرفها الشرع الإسلامي الحنيف بأنها أداة للانتحار، بعد أن أثبت العلم الحديث مدى خطورتها على صحة الفرد.

والمدخن رجل عصبي يقتات بهذا السم القاتل ليصل إلى سراب ذهني مدعياً بأنه يفرغ غضبه في هذا القضيب اللين الذي يحتوي على مادة ملفوفة بورقة رقيقة تقتل الخلايا قتلاً بطيئاً، وتأكل الكيس الإسفنجي المعروف بالرئة كأكل الدود للجثث وتحوله إلى رماد أسود وكأنه فحم محترق.

والحقيقة: إن وهم الحصول على السعادة من تناول ذلك الدخان الفاسد وهم كبير يعيشه المدخنون هادمين به قوة أبدانهم قاذفين بأنفسهم في أتون التهلكة متناسيين قوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"، فأين هي التهلكة؟؟

تتجلى التهلكة في كون السيجارة تحتوي مادةً خبيثة سميت علمياً بـ (النيكوتين)، وهي مادة نستطيع وصفها بالكاذبة لأنها تحتال على متداوليها لتوقعهم في شرك الموت راسمة لهم أوهاماً خبيثة توحي بالارتياح، ولكن هذه الأوهام لا ترى إلا من قبل مدخن بالي الرئة متعب الشهيق والزفير، يعاني من هياج عصبي مريع في بعض الأحيان، وتؤدي هذه التأثرات بالمدخن إلى أمراض لا عد أو حصر لها.

هو انتحار أصبح تجارة رائجة تباع في أي سوق من أسواقنا العربية والإسلامية لأنها – في الحقيقة – مجرد سلاح، نعم مجرد سلاح!!

وما أدراك ما هذا السلاح! أرسله لنا الغرب في مغلفات طغت على قلوبنا وهاجمت الوعي الإسلامي الذي يوجه غريزتنا إلى طريق صحيح منذ البداية وقبل أن نبدأ هذا الطريق الموعر الذي نرى في بدايته سعادة وفي نهايته فاجعة مريعة، ألا يحق لنا الآن أن نطلق عليه اسم القاتل المأجور؟؟!!

أما مخاطر هذه العادة على المستويات الاجتماعية – فردية كانت أم جماعية – فلا يحصرها عد، فعلى المستوى الفردي : يرى المدخن نفسه مالكاً الدنيا ومحولاً حياته إلى سعادة مما يشعره بفرح مؤقت يتحول فيما بعد إلى بكاء دموي مفزع و عض على الأنامل من الحسرة، وأما على المستوى الجماعي : فيبني المدخن حياته الأسرية على أساس من الأنانية، متناسياً وجود أفراد معه سواءً في البيت أو في العمل فتصبح عائلته مفككة ومبنية على قاعدة (اللهم إني أسألك نفسي) وتجعل من أصحابه أعداءً يتجنبون النظر إليه مما يبكي المجتمع على هذا التفكك الذي سببه رائحة ثم نفخة ثم سيجارة ثم موت بطيء أكيد.

و في الواقع : التدخين وحش كاسر إذا ما كشر عن أنيابه في أي من المجتمعات حوله إلى رماد، وانتشاره بين الأفراد يجعل من المجتمع فريسة سهلة لحيوانات الغاب التي يأخذ دورها الغرب، كما أنه يحول البناء إلى رفات بسيط ويفرق بين أفراد المجتمع تفرقة واضحة جاعلاً بينهم حواجز معتمة فلا يصلون إلى بعضهم ولا يستطيع أحدهم نصح الآخر.

وأخيراً: وجب علينا - كمسلمين - تجنب مثل هذه الشبهات وتوجيه أي مدخن إلى الطريق السوي وقتل الحواجز البينية، والإلقاء بجميع أعذار من هوي إمساك السيجارة وراء الظهور لكي نكون في النهاية كما كنا في البداية متبعين لكتاب الله الكريم و سنة نبينا – صلى الله عليه وسلم – وأقوال جميع صحابة رسول الله العظيم وعلماء المسلمين وفقهائهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى