أساليب تقوية الذاكرة

لا شك أن طلب العلم هو عمل مجهد ويحتاج إلى كثير من الأصول لتحصيله واهم هذه الأصول هي تقوى الله فهي مفتاح العلم كما ذكر ذلك الإمام الشافعي في قوله :

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

و طلب العون من الله فهي أهم ما ينفع العالم كما قال الناظم :

إذا لم يكن عون من الله للفتى فأكثر ما يجني عليه اجتهاده

ثم الاعتناء الشديد بالوسائل التي تعين علي تذكر ماحصلة الطالب من علوم فقد ورد في الاثر (آفة العلم النسيان).وقد عرفت عدة وسائل لمكافحة هذة المشكلة التي تواجه طلاب العلم ومنها الاستعاذة من الشيطان الرجيم،والاهتمام بالتغذية السليمة،و استغلال الأوقات المبكرة في الصباح للاستذكار،والمبادرة للصفوف الأولي في الفصول الدراسية والدنو والقرب من المعلم والحرص علي الكتابة كما قال بعضهم:

العلم صيد والكتابة قيده قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة وتتركها بين الخلائق طالقة

ثم لا باس من إتباع بعض الأسباب التي تساعد على تقوية الحفظ ومنها ما يعرف بأساليب تقوية الذاكرة أو منيمونيك باللغة الانجليزية.
وهو عبارة عن تذكر المعلومة في شكل كلمة أو جملة معينة أو بيت شعر أو غيره من الصور التي ترسخ في الذاكرة .

ولقد استخدم هذا الأسلوب طلاب العلم الشرعي فعلا سبيل المثال تم جمع حروف الإظهار في أبيات منظومة لازالت تتردد حتى اليوم كما تم جمع الأمر بمخالفة سائر الحيوانات في هيئات الصلاة ( التفات الثعلب ، افتراس السبع ، اقعاء الكلب ، ونقر الغراب ، رفع الأيدي كأذناب خيل شمس ( أي حال السلام ) في قولهم :

إذا نحن قمنا للصلاة فإننا
نهينا عن الإتيان فيها بستة
بروك بعير والتفات كثعلب
ونقر غراب في سجود الفريضة
واقعاء كلب أو كبسط ذراعه
وإذناب خيل عند فعل التحيــة

وقد ألف الإمام أبي عبداللة محمد بن علي بن محمد بن حسين الرحبي،المعروف بابن موفق الدين ،نسبة إلي بلد يقال لها :رحبة ببلاد الشام مائة وخمسة وسبعون بيتا من الرجز ،بحر من بحور الشعر ووزنة (مستفعلن)ست مرات في علم المواريث ولازالت هذه الأبيات وتسمي بالرحبية تدرس وتحفظ من طلبة العلم الشرعي لما تميزت بة من تبسيط علم المواريث الصعب
لذا فأنة حري بالمتدربين والطلاب وكذلك الأساتذة والمدربين بالتركيز علا هذه الوسائل لضمان حصول المنفعة في الاحتفاظ بأكبر قدر من الحصيلة العلمية