الاثنين ١٩ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم علي دهيني

إليكِ...

اعْتَصري الرِّيحَ خمرا ً واملأي كؤوسَ الإنتظار على رصيفِ الحياة.. سوى أن صافرة َ قِطار العُمْر لـَنْ تأذنَ للرّكْب أن يَسير، هكذا وجَدتُك في فَضَائي تـَسْكـُنينَ مُنـْعَمَة ً بِهَفيفِ القلبِ يَرنو إليكِ يَتأبطُ طَيْفَكِ كْيفَمَا جَالتْ في خَاطِري نسَائِمُ الحُبِّ.

قَدْ تَرينَ في عُيُون ٍ كَثيرَةٍ رَسْمَكِ يَغزو ذاكِرَةَ العُيُونِ يَرْسُمُ فيها عَلاماتِ الإكبارِ والإعْجابِ لهذا القَدْرِ منَ الجمالِ الذي يَسْتبيحُ كلَّ ملامحِكِ ويحيطُ بكلّ تفاصيلِكِ ، فتُشرقُ وضَاءةُ بهائكِ بكلّ ألوانِ الحياة..
هكذا تسكنينني...
هكذا تضجُ خفقاتُ القلب ِ حيثُ مَسْكـنـُك ِ ، بكل صَخَبـِها ، حين تتجلّى صورتُكِ لاهيةً عن كلّ المشاعِرِ التي تَرْنو إليكِ.. مُسْتغيثةً غيرَ مُسْتجْدِيَةٍ ، باحثةً عن سِرّ صَمْتِكِ وفي ظَنّكِ أنكِ تُصيبينَ فيمَا تَفْعلين.

حين تتوسدين مَنـْعم خدّك ، وتُسلّمين تذاكر السَّفرِ في قطار الأحلام، من يستوي في مقاعد الذاكرة ويسطـّر على صفحاتها حكاياتٍ حَمـَلـْتـِها في حقائب السنين التي مرّت..؟
أية صورٍ تتدثر رمشيك وتختبىء لتغفو مُنْعَمَةً تحتضنها عيناكِ ، غيرَ متزاحمةٍ مع خواطرَ حائرةٍ ، تظنين أنها صواب ، أو سرائرُ منثورةٌُ في أرجاءِ نفسٍ قيدتها سلاسلُ الذاتِ ان تنطلق في بهجة العمر والحياة..؟
هكذا تظنين أنك تنتصرين..!!
بل هكذا تتصورين... وتنسين انك سجّانة تجيدين ظلم المساجين.. حتى السجين من حقه ان يأكل ويشربَ وينامَ ويتحدثَ ويستقبلَ زائريه.. لكنك ابداً تمسكين بسجنائك بقهر العنادِ غيرَ مباليةٍ بما يشاءُ ثغرٌ أن يدانيهِ ثغرٌ يلثم رحيق الحبِّ فيستلُّ من القلب مشاعرَ الشوقِ الدفينِ أو بما يريدُ نهدٌ من لمسةِ راحٍ تهَبهُ نشوةً تسري في شرايين الرّوحِ ، فتُحلّقُ في فضاء بين الحُلمِ واليقظةِ على جناحٍ من بهجة الحياة...
فما أعدد وماذا يريد...
وفي هدأة بين التذكُّر والتذكُّر، تتسلل الإغفاءةُ مرسلةً مرجةً خضراءَ تموجُ زهورُها بكلِّ الوانِ الحياة. وحورية بثوبها الحريري تلاعبه النسمات متسللة بين ثناياهُ يتطاير معها ليرسمَ رشاقة تمايلِ الجسد الغضِّ يتنقل بين أثلام الورود ، فتمتد الأناملُ ضماً والعـُيونُ لوناً والأنف شماً ، لتختار من ألوانها ما تستطيبُ. وعلى مدى المرجِ وبساطهِ الأخضرِ ، يحلو لخطواتكِ ان تتهادى نحو ساقيةٍ انسابت عند حافتهِ يعكس صفاؤها لون السماءِ ، فيمتزجُ أزرقها بأخضره لتهزه أناملك وقد عفّرت بنانكِ عبّ الماء تأخذ منها شذراتٍ تنثرها في فضاء البسمةِ وقد أرسلَتها شفتاكِ تـُحاكي الطير السابح من حولك يُغرّد فـَرِحا بوجودكِ رفيقة أنسُمهِ ومبعث شدوه.

يطيب لك المُقامُ عند وارفة انتصبت على حافة الساقيةِ تظللُ جمالك مسندةً رأسكِ الى جذعها ترسلين النظر الى البعيد ليتلاقى جمالها مع صفاء السماء وثمة صورةٌ تختزنها تخبىء ملامحها الى موعدٍ لم يحدّد بعدُ . ومع خاطرة في النفسِ تشدُّ الأنامل على الورود تهوي شفتاكِ تلثمها.. يتسلل صوت الفجرِ الى السمع ليبعث ضحكة دافئة في النفس تكورُ الجسد في دثاره فيتمسد في منامه ليسير قطار الرحلة.
وانا.. بين اليقظة والحلم أبحث عن جواب قد لا يأتي..!؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى