الجمعة ٢٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم
يـُـــحكى أنّ ...
[ حكاية نصفها الأوّل حقيـــقة ، والنصف الثاني أمنية . ]ذات سـاعة .. وأنا في قمة اليأسِ ،لما يحـــدث في الدنيــــا العجيــبةوأنا أشــعر بالذلِ ، وبالســـخطِ ..والاشمئزاز من هـــول المصيبةلم أعــــد أمتلك الصبرَ ..ولا أحـــتمل الصمت .. فصحت ..وعــلى مرأى من الناس ومسمعإنّ ما يحـــدث بيع وشــــــراء ..وخــداع ، وريــــــاء ،صـــار مكشوفا ومفضوحا ..ومن غـــــير حيــــــاء ،وهو فعل الجبناء ..بمســـارات رهيبة ؟؟* * *سمعوني .. اعتقلوني .. عذّبونياستجوبوني ، قلت إني لا أخــافولكم مــني صـــريح الاعــــترافإنّ ما يحـدث بيع وشـــراء ..ومسارات عجيبة ، وغريبة ،ورهيبة .. ومعيبة .. ومصيبة !ضــربوني ..قلت إني لا أخـــاف ..إنّ ما يحدث فعل الجبنـــاء .!وخداع ونفاق وريــــاء !حكمـــوني ..يعدم المجرم شنقا دون رحمة ،وأمام الناس .. في الســــاحةِ ،في عــزّ النهار . .ليكن للناس ممن يضمرون الشّر عبرة ،فضحــــــــــكت .....غضب السلطان ، صـرخ السلطان ..أعدموه الآن من غـير انتظــار ..* * *جـــُمع الناس وفيهم ..خطب السلطان غضبان وثــــائرقــال : يــا ناس اســـمعوني ..إنني الحاكم بالأمر وقادر ..مثل هذا [ الفأر ] لن يبقى ..ولا كل الجـــآذر ..ينكر المعروف هذا الفأر ،أطعمناهُ .. أسقيناهُ ..داويناهُ .. شجعناهُ ..قـدّمنا له دعمــا ..وقلنا فيه ما يُعجز شاعر .!ما الذي يطلبه ، أكثر من هذا ؟!إنــه للخـير نـاكر ؟!ولقد قررت أن يعدم شنقا ..غير مأسوف عليه ،نتقي في الناس شـــرّه ،وليكن للكل عبرة .. أعدموه ..* * *قال قــائل :قبل أن يعدم أعطوه الكلام ..صحت : إيه يا أهل افهموني ،أنا منكم ، ابنكم ، وأخوكم ..عنكمُ حاربت ..ضحّيت بروحي ما ندمت ..عن حقـــوقي مـا سـكت ،عن تـُرابي ما رحـــلت ،إنّ من مات شهيدا ،كان منكم ، وإليكم ،إن من مات شهيدا ،قد حمانا وحماكم ،إن من حوصرَ ،أو جاع وقاسىكان يا قوم فداكم ،أنا أقضي اليوم مظلوما ولكن ،في الغد الدور عليكم ..!!* * *صاح بعض الناس : ردِّدوا الله أكبر،رددّ البعض النداء ، رددّ الكل النداء ،أصبحوا كالسيل يهوي ، كالقضـــاء ..صرخوا : لا عاش في الناس جبان لا يُقاتل ،قطــّعوا كل الحبـــال ،كسروا كل قيودي والسلاسل .. حـرّروني ،حاول السلطان أن يهرب لكن أمسكوه ..ومكاني أعـــدموه ..ومضى الشعب ينادي ، سنقاتل .. سنقاتل ..احـــــذروا الشــــعب وإلاّ ..فانتقام الشعب هــــائل . .* * *