الأحد ١٨ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم أحمد سامي خاطر

البيانولا

سماءٌ
عليها استقرتْ سماءْ
وها هي تسقى الزروع المحيطة بالبيت
بين الضحى والمساء ،
وتنظر عشاقها الميتين .
.. .. ..
تقول البحيرة ْ:
ولما استقرت على حالها ،
وتلامح في دمعها الكبرياءُ ،
تراءى الجفا ،
ومن يومها نصعتْ
كبريقٍ توهّج فى لحظةٍ ،
واختفى .
هكذا حكت البيانولا ..
شجون المحب الذي عانق الموت
فيمن رأى في الصباح الذي
لا يجيءْ
.. .. ..
وبين الضحى والعشية ..
ماذا تبقى على المزهريّة ْ ؟!
.. .. ..
تقول البناياتُ :
كل أولئك أفضوا لنا وتناهوا !!
تقول الحكاياتُ :
للدور رجع المغنين
لاسيّما والطريق إلى الأفق
مجدولةً
بالرصاصِ
 
فمن ذا يسرِّح فوق الشجون
براءة هذا المساء ؟!
.. .. ..
لكيلا تموتَ المواويل في حضرتي ..
ما الذي ينبغي أن يكون ؟!
 
لكيلا تنام المصاطب واقفةً
كالبعير الذي مات في كبرياء ،
وغافل ورد المحبين في شرفتي الساهرة ،
تري ما الذي ينبغي
أن يكون ؟!
.. .. ..
وكانت طريقي معرّجة بالحنين
إلى مدخل الأسبلةْ
وكنت احتسبتُ العيال الذين فقدتُ
- على أول العتباتِ -
لدى الله ،
ثم بكيتُ لأن الزمان اختلفْ
 
لأني كبرتُ ولم أكُ طفلاً ..
ككل الذين رأيت بأعينهم
- ذات يومٍ -
سراحاً جميلاً للعب العرائس ،
والتيهِ في وتر
البيانولا .
.. .. ..
كبرتُ ..
ككل الذي قد كَبُرْ
وتناهى الغناء الذي ..
يتقطّعُ في سعلةِ الجدِّ ،
وهو يلم الشباك رضياً بما اغترفتْ ..
من فراغٍ ورغبةْ ،
ويسأل أيّان حلم الولد ؟
.. .. ..
تقول البحيرةُ :
كل المراكب عادت تفتشُ عنى
فهل كنت بين التحلل والكبرياءِ ،
أمارس روعة هذا البعير ،
وأغفو ؟!
لينتصف الليلُ ،
كل المشاعل مرفوعة
بين سور البيوت القديمة
والأضرحةْ .. ،
( وأنا ها هنا أنظر الميتين الذين ) رأوا
قريةً خرجت لملاقاة هذا
الضحى .
.. .. ..
قلتُ :
ظلي قريب سيسبقني ،
والمدى يستطيلُ
إلى ضحكةِ الدور والمصطبةْ
لسوف أحط ُ ،
ويلتفُّ حولي العيال ،
وناي المواويل يروى ( أبا زيد ) ،
و( السندباد )
وعن ( شهرزاد ) الضحيةِ ،
و( الشهريار )
.. .. ..
تسيل البراءةُ بين التصدُّعِ للنوم
والانهيار
 
وبين اتساع العيون
وبين النعاس عميقاً .. عميقاً
تطل العصافيرُ ..
يبتدئ الموج شيئاً .. فشيئاً
رقائق من فضةٍ
وأناسٍ يطيرون تحت السماء ،
ويبتكرون الضحى
.. .. ..
قلتُ :
كلٌ يسامر هذا البهاء
على شرفتي ،
ولكلٍ تقمّصتُ سمت الورود ،
إذن .. ما الذي ينبغي أن يكون ،
لكي أبتسمْ
 
لكي يتفجر شهد البحيرة
بين يدي طفلتي
تتفجّرُ ضحكة أمي ،
وصوتُ أبى المتردد فى الساحِ
بين الإقامة والامتثال .
 
وصورةُ أختي التي فارقتني صغيرة ْ
وفارقتها جاحداً
لتقول بأني قسوتُ
ككل القساة الذين أتوا
من ضلوع الحكايات
ثم تولوا وهم
يضحكون
.. .. ..
.. .. ..
أقول : صدى رنّة البيانولا
يعشش بين البكا ..
والغناء .
فهل ؛
من يعانق هذا المساء
كمن يسرق الوحي ،
أو يتهجى الرضا والسماحةَ
بين العصا ،
والضريح ،
 
ويكسر حد التجاوز ،
بالموتِ
في
كبرياء .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى