السبت ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم أديب قبلان

أطياف وردة

الساعة تشير إلى العاشرة مساءً.. ودقات قلبي في تسارع غريب مستمر.. نباح الكلاب أخافني في الخارج ونوح البوم على أشجار التين البري في حديقتنا الصغيرة يقض أطراف قلبي ليخيفني.. لباس السماء السواد، العالم كله يمطر لذا كان ضوء القمر نائماً خلف القطن الأبيض المستقر في كبد السماء.. و نيرات النجوم مختبئة خلف الظلام.

اليوم سأنام وأمي وأبي وسعاد في رعب شديد، رعب.. لا، أنا فقط من أعاني من الرعب، أمي وأبي وسعاد لا يخافون شيئاً فهم كبار والكبار لا يخافون، ولكنني أخشى أن يكون هذا الجو إنذاراً بقدوم وحش الغابة الذي تحدثن عنه بنات الحي، يا ترى هل سيأتي ليأكلني؟، أم أنه إن أتى لن يراني في سريري؟

أختي سعاد هي الكبيرة وسأحاول أن أنام بجانبها، آه.. إذا رأى الوحش أختي سعاد لن يقترب مني.. فهي الكبيرة وهو يخشى الكبار، ولكن.. أين سعاد؟ أخشى أنها لن تنام هنا في الغرفة.. فالمنزل كبير و الغرف كثيرة أو أنها آثرت البقاء مع أمي وأبي في المجلس؟.

غريب.. أنا أتحدث عن الوحش وكأنه أتى، لا وحوش في الغابة وريم و إخلاص تضحكان علي، فهما لن تفهما أنني أصبحت كبيرة ولا أصدق هذه الكلمات مهما كانت محاطة بالديكورات الكلامية.

ولكن.. أنا أعلم أن الريح لا تأتي إلا لإنذار ما، وأنا أخاف أن يكون هناك إعصار شديد آت فيقتلع منزلنا من جذوره فنتطاير كأوراق الأشجار في الهواء.. ولكن! ما الحل يا إيمان؟ إذا كان القادم إعصاراً فربما ستكون هذه آخر الليالي بجانب دميتي هذه.. لا، سأحاول أن أنام.. لعلي لا أرى شيئاً مما سيحصل، نعم سأحاول.. سأحاول.. ولم تستطع أن تكمل عدة كلمات فقد أغفت في سريرها تلاعب أحلامها الوردية متناسية العاصفة في الخارج...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى