الاثنين ٣٠ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم بيانكا ماضية

"طعنة نجلاء لروح الفلسفة الديكارتية"

قادتني فكرة البحث عن أمر يتعلق بالفيلسوف الفرنسي ديكارت إلى اكتشاف أمر رأيته خطيراً نوعاً ما ، وقد يهز ديكارت في قبره إذا وصله ماقرأته في الأمس ...

مامن شك في أن للترجمة دوراً حاسماً في النهوض الثقافي وفي تلاقح الثقافات ، إلا أن لها دوراً ظالماً أيضاً حين تقدم العمل الأدبي أو الفكري على غير المستوى الذي تطأ قدماه عليه ، وكثير منا يعرف على سبيل المثال الدور الذي لعبه صالح علماني في ترجمة أعمال الكاتب الشهير غابرييل غارسيا ماركيز وآخرين ممن كتبوا باللغة الإسبانية ، وذلك حين نقل تلك الأعمال إلى العربية وكان بحق المترجم القدير الذي ربما يبصم له ماركيز بأصابعه العشرة على ترجمته الأمينة لروح النص ... وفي المقابل نجد ترجمة الدكتور سامي الجندي تلك الترجمة التي لم تحظ بما حظيت به ترجمة صالح علماني في نفوس القراء من إعجاب ونقل أمين للأحاسيس والأسلوب ....وكذلك ترجمات الدكتور سامي الدروبي للأعمال المكتوبة باللغة الروسية ومنها أعمال تولستوي ودوستويفسكي وغيرهما وكانت بحق ترجمات أمينة بشهادة مفكرين وكتّاب عديدين .

هذا على الصعيد الأدبي ولكن مابالنا إذا كان الموضوع يتعلق بالفلسفة ، وكانت الترجمة للمصطلحات أو للفكرة على غير ماهي عليه في الأصل ...

وهذا ما أريد التوقف عنده ... فالجملة الشهيرة المسماة بـ ( الكوجيتو الديكارتي ) والتي هي ( أنا أفكر إذن أنا موجود ) توصل أحد الباحثين إلى أنها لغو إذا كانت ترجمتها على هذه الشاكلة .. لأن ديكارت عندما ترجمها من اللاتينية لغة الكتابة في أوروبا في عصره إلى الفرنسية لغته جعلها ( أنا أفكر إذن أنا ) ولم يجعلها أنا أفكر إذن أنا موجود مشيراً إلى أن ديكارت لو عاش حتى هذا القرن وعرف كيف أصبحت جملته هذه في لغة الضاد لقتله الأسى جزعاً ؛ لأن ذلك يمثل طعنة نجلاء لروح الفلسفة الديكارتية .

ولو افترضنا هذا الأمر ، أي أن الترجمة الحقيقية لذلك المنهج ليست على الطريقة التي وصلت إلينا واشتغل عليها الكثير من المفكرين والباحثين ، فهذا يعني أن على هؤلاء المفكرين إعادة النظر في كل ماكتبه ديكارت تحت هذا الكوجيتو ، لأن ما أراده هذا الأخير هو البرهنة على أن الإنسان هو ذات حرة قائمة بذاتها وسامية ، الأمر الذي يميزه عن سائر المخلوقات ، إذ باستطاعته التفكير والتذهن ، فهو ماهية مختلفة مقترنة بوجوده الحسي الممثل بـ ( أنا ) أو ( ذات ) .

طبعاً الموضوع شائك وشائق في الوقت نفسه ، لأن ديكارت حسب رأي الباحث الذي أشار إلى ذلك ، لم يشك لحظة في كونه موجوداً ويفكر ، وإنما أراد أن يثبت أنه كموجود ويفكر كذات لاتحتاج إلى قوة أسمى تمنحها سبب وجودها ثم تسحبه منها متى تشاء .. أي عندما يعطل المرء حواسه ويغلق مسامعه ويمسح من ذهنه كل صور الأشياء سيجد نفسه مخاطباً ذاته متأملاً داخليتها مزداداً معرفة وألفة بها أكثر فأكثر ...

ما أردته في هذه العجالة هو الإشارة إلى أن الترجمة حين تكون حرفية للمعنى فإنها تفقد روح النص ومعناه ، وهذا معروف طبعاً لدى الجميع ، ولكن مابالنا إذا كان أغلب الفكر الأوروبي قد وصل إلينا بطريقة حرفية بقيت على ذمة المترجم !!! سؤال نلقيه على عاتق المترجمين الفلاسفة ... ولكن تبقى الترجمة جسراً واصلاً مابين الشرق والغرب وما أتى إلينا عبرها يستحق الوقوف عنده ملياً لا للتأمل وحسب وإنما للتفكر أيضاً ....


مشاركة منتدى

  • ترى الأستاذة بيانكا ماضية ،ان الترجمات من اللغات الأجنبية الى اللغة العربية على المستوى الادبي، تتمتع بنوع من المصداقية ، بينما الترجمة الفلسفية تنطوي على الكثير الغموض، الشيء الذي جعلها تضع موضع الاتهام المفاهيم الأجنبية وتشكك في مصداقيتها ،والامر يتعلق هنا بأفكار ديكارت اب الفلسفة الحديثة. تشكك في الكوجيطو تتسائل ،ما اذا كانت المقولة ((انا افكر انا موجود ))هي الترجمة الصحيحة من اللغة اللاتينية الى اللغة العربية. ويبدو من جهة نظرها (( انا افكر اذن انا)) هي الترجمة الأقرب الى الصواب. وتفترض لو بعث ديكارت من القبر لقتل من كثرة الاسى والحزن على الصورة المزيفة التي لحقت بفكره وقتلت روح فلسفته .
    الواقع ان حدس الاستاذة صحيح، بيد ان المشكل الحقيقي لا يرجع الى الترجمة، بل الى التأويل الذي لحفة فلسفة ديكارت . اختزلت وقرات فراءة أحادية الجانب. فاعتمدوا على الكوجيطو(( انا افكر انا موجود)) وفسروه تفسيرا لا يتلائم مع روح الفلسفة الديكارتية. بحيث نجد وراء الكيوجيطو المعروف ، كوجيطو اخر مضمن وواضح لممن تمعن في كل اعمال ديكارت، أي النظر الى فلسفته كبنيان كتكامل لا كجزء من هده البنيان الديكارتي. وهدا الكوجيكو هو ((انا حر انا موجود)). ومن تم يصبح الكوجيطو الكامل (( انا حر، اذن انا افكر ،اذن انا موجود)). لكن اختزال الكوجيكو الكامل الى الكوجيطو المعروف هو الذي الحق اضرار كثيرة بفلسفة ديكارت واصبحث تنعت بالمثالية ،ونحن نرى ان هدا التهمة غير صحيحة اذا ما تعرفنا على المنطق الباطني الذي يتعامل بها ذيكارت مع الموضوعات، منطق كل مقام مقال، وهدا ما سنحاول البرهنة عليه.

    ان اغلب النقاد الذي ينعتون ديكارت بالمثالية ، يعتمدون على كانط الذي وضع ديكارت ضمن خانة المثاليين، معتمدا على الكوجيطو المختزل ، الثنائية (( انا افكر، انا موجود)).
    لكن ان صح هدا الحكم على ديكارت من جهة، فانه لا يستقيم مع فلسفته بالجملة. ذلك ان ديكارت ميز مند بداية نشاطه الفكري بين نمطين من التفكير، نمط التفكير ينظر في الوجود والموجودات الموجودة بالوجود. فاعتمد على الانا العقلاني . ونمط ينظر في علاقة الروح بالجسم. واعتبر ان الجسد والروح ليس من طينة واحدة، دالك ان طبيعة الجسم مادية وطبيعة الروح غير مادية. وميز في الروح بين العقل وجسم لم يستطيع تحديد هويته يمكن تسميته حرية او إرادة او نفس ، يسميه بعض الظهراتيين امثال ميرلو بونتي او ايمانويل ليفناس الجسم الخالص. لكن الحاجة الماسة الى العلم جعلت ديكارت التخلي عن البحث في هذا الموضوع ، ولم يرجع اليه الا في السنين الأخيرة من حياته، وحلل هذا الجانب الذي يتحكم في العقل .
    اعتبر ديكارت ان للعقل وجهان ، يمكن ان صح التعبير ان نسميهما عقل ظاهر و عقل باطن. فمن الجهة الخارجية ،العقل بواسطة الانا فاعلا ونشيط ،يدرك المعرفة بواسطة الملكات العقلية، من حس وادراك ومخيلة وتقريب ،بينما من جهة الداخل تتحكم فيه قوة او جسم لا يعرف هويته . وهكدا يمكن القول ان هناك نوعين من الكوجيطو ،الكوجيطو المعروف (( انا افكر انا موجود)) وهناك كوجيطو ثاني (( انا حر انا موجود)) على اعتبار ان الإرادة ااو الحرية هي التي تتحكم في العقل وتتعارض مع إرادة العقل الظاهر.

    ينطلق ديكارت من نظريته في المعرفة بالشك ،لكن شك ديكارت منهجي مقصود استعاره من المنهج العلمي الرياضي ،وحاول ان يطبقه على موضوعات الفلسفة. تشترط العلوم الحقة والرياضيات على وجه الخصوص، الانطلاقة من الملاحظة البديهية والاستقراء للوصول الى معرفة يقينية. فالشك المنهجي الديكارتي ،يعني توظيف قواعد الرياضيات على كل الظواهر الطبيعية بما فيه الانسان وعقله. ومن هنا الشك في الوجود والمعرفة النظرية والحسية.
    فالشك في كل شيء يعني ان هناك نشاط فكري يتجلى في الشك ،وبما ان هناك فكر وشخص يفكر، يعنى انا افكر و شخص موجود. وبالتالي فالشك يقود الى التفكير، والتفكير يستلزم انا موجودة ،ومنا هنا الكوجيطو انا اشك ادن افكر ادن انا موجود.
    وظف ديكارت المنهج العلمي بطريقة استقرائية ووصل الى الفكر والوجود. لكن النظرة الغربية للعالم والوجود تنطلق من الانسان والوجود (( الكون او الطبيعة )) وتضع الالاه في المرتبة التالثة ،كان ذيكارت لابد من يبحث عن علاقة تربط الفكر بالوجود. وبما ان هدا الالاه لايخضع للمعرفة العلمية الموضوعية، كان لابد من ان يجتهد ذيكارت من خلال الاستنباط بوصف الالاه بالكمال . وهكذا قاتثبات وجود الالاه ،من خلال الاستنباط نتيجة منطقية مقبولة واقصى ما يمكن للعقل للبشري ان يتوصل اليه.
    وهكذ ا يصل الى معرفة يقينية تتعلق بالفكر والوجود عن طريق الاستقراء ،اما البرهنة على وجود الالاه كانت عن طريق الاستنباط. كان ذيكارت يعرف حق المعرفة هذا التناقص ولعل اكبر دليل على ذالك هو انه ترك التفلسف في الموضوعات الميتافزيقية ، وراح يبحث عن المعرفة العلمية.
    لكن في خلال ذراسته للعلاقة بين الفكر والوجود اعترضته مشكلة أخرى. مشكلة الروح وعلاقتها بالعقل والجسد. لا حظ ان الجسم مركب من مادة وروح ،واعتبر ان طبيعة هده التركيبة غير متجانسة . فالتجربة اليومية التي نعيشها تنجم عن هده العلاقة ،فالفرح والحزن ياتينا من الروح. وتسائل فكيف يمكن لمادة من غير طبيعة الجسم والعقل تنشط بداخله تتحكم فيه وتحركه.. وبعبارة اخرى كيف يمكن للروح ان تتحدى إرادة الجسم وكيف يمكن لمادة الفكر ان تقبل بان تصبح أداة طيعة في هدا الجانب من الروح. ثم أيضا ان الحس بدوره يخضع لهده الإرادة التي تؤثر في العقل والجسم.
    ميز ديكارت مند البداية بين إيجابية الفكر (( العقل الظاهري)) وسلبية الفكر(( العقل الباطني)) أي الفكر في علاقته مع العالم الخارجي يكون إيجابي. وبين الفكر وعلاقته مع الداخل سلبي، بحيث تتحكم فيه إرادة يجهل منطقها و موطنها. لكن ديكارت رغم هدا التمييز لم يهتم بالجانب الداخلي الجانب السلبي للعقل.
    انشغل ديكارت بالعلم ولم يتطرق لطبيعة لذالك الكائن الذي يؤثر في العقل والجسم . وهدا التمييز نجده في االرسائل التي كان يتبادلها مع الملكة اليزابيت اذ يتحدث عن ثلاث مفاهيم بدائية يشرح العلاقة بين الروح والجسد وان هناك شيء يتحكم في الفكر والعقل والجسم. يتحدث عن ثلاث مفاهيم قواعد توجه العقل وتضبطه.(( نظرية المعرفة)). ونظرية الموضوع وتحدث عن مفاهيم بدائية بسيطة. التي بواسطتها نصف الموضوعات الموجودة.(( الوجود العدد المدة)). ثم الفكر والارادة والادراك، ومن جهة أخرى فيما يتعلق بالمادة الامتداد ،لكن لم يهتم في جزء كبير من نشاطه الفكر الا بهذا الجانب العلمي.
    لكن لا ندري ما الدي حدث وعاد من جديد للتفكير في الجزء الثالث الذي اهمله. فاقحام الروح ومحاولة ربطها بالفكر والوجود كانت بداية جديدة . ارتاى انه من بين الاجسام الموجودة هناك جسم له وضع خاص به. والدي من خلال نشعر بالعوز والنقص كالجوع والعطش والالم. وهدا الجسم ليس موضوع العلم لا يمكن قرائته ودراسته وبالتالي لايمكن ظبطه. ذلك ان هدا الجسم الذي يشعرنا بالنقص الالم الخ. يلاحظ ان ديكارت لم يتحدث عن المتعة. وهنا ديكارت يسبق كل من تناول نظرية الحدس في الفرن العشرين. بحيث هنري ليقناس وميرلو بونتي يتحدثان عن الجسم الخالص والذي يتحدى ارادتنا. فالالام لا تاتي من الخارج. بل من الجسم ذاته. تاتينا من النقص والعوز. فالنقص هو الذي يشعرنا بالسلبية.. اقحم ديكارت هذا الجسم في التاملات الميتافزيقية ،معتبرا ان هدا الجسم يخصع لا لشيء خارجي، بل يخضع لا لشيء فهوجسم مستقل حر.
    كان بإمكان ديكارت، ان يقرر مند البداية ان الجسم يخضع للعقل والعقل للروح والروح لا لشيء ، بدون إقرار الثنائية. والحق ان ديكارت ،كان يبحث عن نظرية المعرفة. وبما ان مجال المعرفة لا يحتاج الا للفكر والمادة. فكانت الميتافيزيقا، التي أسسها كانت تعتمد فقط على ما يعرفه عن الوجود ومن تم توصل الى اتحاد الروح والجسد، بدون التطرق الجزء الخفي للروح.

    لكن عندما قرر العودة الى نقطة البداية. وهذا لا يعني ان ديكارت لم يكن يدرك الروح وهلوساتها. بل لم يكن في حاجة اليها. ذلك ان ممارسة المعرفة لا ترى الاجسام الا من حيث معرفتها . القياس و الحركة والمدة والرياضيات. فالتجربة العلمية ليست هي نفس التجربة ما يسميه الفيمينولوجيون بالجسم الخالص.
    فعندما يتحدث ديكارت عن الفكر والمادة، يمكن القول انه كان يفكر وفق نمط الشك بالتقريب والاجراء والإرادة والتخيل والاحساس ،وان خاصية هدا النمط من التفكير كلها ايجابية أي نشيطة تتفاعل مع موضوعها . فالفكر النشيط يشترط الانا. لكن الجانب الخفي السلبي الذي يتحكم في الانا نمطه مختلف . وهكذا فالفكر نوعان. فمن جهة ، نجد جزء من الروح فاعل ونشيط بواسطة العقل ومن جهة أخرى جزء سلبي يتحكم فيه جسم لا يكشف عن عن نقابه.
    . وهنا السؤال الذي يجب طرحه. كيف يمكن تسمية ذالك الكائن الذي ينشط ويتحرك ونحن لا نعرف لا مصدره ولا منطقه. يثير الحزن و الألم الجوع و العطش بالرغم من إرادة العقل والجسم.؟
    كان ديكارت بإمكانه ان يطلق عليه اسم الإرادة العمياء كما ذهب الى هده التسمية كل من شوبنهاور ونيتشه. او يسميها الالاه الطبيعة كما اقر بها سبينوزا. لكن ديكارت رغم ايمانه بالله ذهب الى تحليل هدا الجسم من خلال تجلياته . يمكن القول ان ديكارت كان واقعيا وبراغماتي اكثر من التجريبين.
    وهكذا فتحليل ديكارت ،كان يتم على ثلاث مستويات. نستقبل معلومات من خلال ملكات العقل، من حس ومخيلة وادراك ،ثم ينظر فيها العقل في هذه المعلومات ، ويبني موضوعات ويعيدها للعالم الخارجي. فهذه العلوم تتعلق بحالة الجسم الحي (( الطب مثلا)).ثم هناك طريق ثالث. شعور تتوجه فيه الروح، من الإحساس والادراك مثلا الإحساس بالمرض الجوع الذي قذ يهيج الرغبة او عدم الرغبة في الروح ، شعورسلبي بحيث يثيرحالات نفسية لايمكن التحكم فيها. فالعقل له بعدين احدهما إيجابي والأخر سلبي.
    فمثلا الدوق عندما ناكل تفاحة ،يتملكنا دوق لكن نعرف مصدر الدوق انه يأتي من الخارج أي من التفاحة. اما عندما تشعر الروح بحالة نفسية، حالة فرح او حزن فهده الحالة لايتحكم فيها العقل ومصدر الحالة النفسية نجهل مصدرها. ومن هنا سلبية الروح فالفكر او العقل من هدا المنظور سلبي لان هناك إرادة تفوق إرادة العقل. ذالك ان العقل لايستطيع اثارة الحالة النفسية المتولدة من موضوع نجهل هويته. فالعلاقة اما مع العالم الخارجي ام مع الروح. وهدا هو الفرق والاختلاف مع التجريبيين.

    وصل ديكارت الى نتيجة، وهي ان سلبية الروح تأتي من الروح نفسها. فمثلا في النوم والحلم لا نرى أشياء لكن نشعر بها.. وبما ان الفكر الإيجابي(( العقل الظاهري)) يعتمد على الموضوع الخارجي (( هوسرل)) وان الفكر السلبي (( العقل الباطني او الشعور)) الخاصع للإرادة بحيث نشعر بالاشياء بالرغم عن انفسنا. فالفرحة الفكرية تاتي من عمل الروح. وهدا يعني ان هناك جانب من الروح مستقل .

  • اكتشف ديكارت الابعاد السلبية للفكر والتي تاتي من جزء من الروح. لكن لم يستطيع حل هدا المشكل. وهدا يختلف عن سبينوزا وكانط الدي يقول نحن سلبيين مع العالم لكن المعرفة قد تقضي على هده السلبية. فبالقضاء على الأفكار السلبية نصبح احرار وكان العقل قادرا على محو الشهوات. ومن تم تصبح الأفكار السلبية إيجابية. وهده سذاجة فكرية ما بعدها سذاجة.
    سمى المفكر الفرنسي ميشيل هنري هذه السلبية للعقل التأثير الاخر (( المجهول)) للوعي. فالروح شعور ذاتها بذا تها ومن دون موضوع خارجي. ونجذ هدا عند الظهراتيين أمثال هوسرل (( السلبية)). الفكر السلبي معناه شعور لايمكن التحكم فيه. ولهدا اختزل هده السلبية وحافظ على الشعور الإيجابي وربطه بالوعي والوجود سماه بالقصدية.
    فهدا الجسم الخالص ، يوحي القيام بشيء بالرغم من الجسم (( قصذية متعالية ميتافزيقية ))يجهلها هوسرل لنزعته المعادية للسيكولوجيا. فالارادة هي التي تتحكم في الجسم. نستقبل هجمات او موجات تدفع الجسم القيام باعمال قد تتعارض مع إرادة العقل. وذالك بفعل الإرادة. ما العمل؟

    يبدو من خلال تحليلا ت ذيكارت ،ان الحل الأنسب هو العفة . فبالعفة تصبح سلبية العقل إيجابية. ناخد مثلا المثال والذي قد يجد المرئ نفسه في وضعية لا يستطيع، هذا الجسم الخالص. فالرغبة الجنسية نار حامية ، يشعلها هدا الجسم الخالص بحيث ان العقل لا يمكن اطفائها. فان اخمدت بالة العقل تصبح كبث وقنبلة الكبت اقسى على النفس واكثر ضررا على الجسم .
    يرى ديكارت ان الحل في السخاء او العفة . يعتبر ان اقصي ما يملكه الانسان هو الحرية ،فالعفة المتولدة من الحرية هي اسمى وارقى رغبة. فالعفة هو التسامي او التعالي على كل الرغبات .فالعفة هو إعادة الكوجيطو من منظور الحرية. ((انا حر انا سخي انا موجود)) وهنا يجتمع العلم بالاخلاق. فالسخاء في الأوضاع المغرية اكبر خصلة او فضيلة يمكن للمرء ان يتحلى بها. بل يعتبرها منبع اومصدر كل الخصال الحميدة. فهي الحضن الذي يحتصن كل الاخلاق.
    فالسخاء او العفة ،هو الكوجيكو الحرية، فهو احترام وتقذير للذات، ياتي من استعمال الحرية .يثير نشوة تفوق كل النشوات (( الانا العقلاني الاناني اصبح الانا االسخي الحر وهده هي المفارقة التي لم يدركها ممن يعتمد فقط على الكوجيكطو المعروف. ان سخاء ديكار ت لا يهدف شيء اخر الا الروح نفسها واستعمال الحرية في موضعها المناسب. لكن هدا السخاء يندرج تحت الارادة الالاهية . وهكذا فامام الاغراءات يرى ديكارت ان استعمال الحرية من خلال السخاء الذي يتعالى على الاغراءات بوصفها رغبات اقل من رغبة السخاء يمكن ان يرضي الله وتصبح إرادة الانسان هي اراذة الله او حرية الانسان هي حرية الله. وهكدا يمكن القول ان الكوجيطو الحقيقي الغير المختزل انا اشك انا حر انا افكر انا موجود او انا حر ادن انا افكر ادن انا موجود.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى