الاثنين ١٤ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم حسين أبو سعود

المقاطع الأخيرة من صهيل التعب

مسافر وحدي مع الزمن
ابحث بين الاوطان عن وطن
وزادي رزمة من الاوراق والاشواق
وكومة من الشجن
 
(المقطع الاول)
 
يا ايتها الشمس الجميلة اشرقي
واسكبي الضوء من عينيك على جرحي
وساعديني على الوقوف
ودعي العشب الاخضر
يداعب احلام قلبي
نهر ثمل
ووحل ضحل
يغطي الدرب الى المدينة
وترانيم الحزن تنتشر من مياه الجداول
ونفسي مبللة بالامل
وبالغربة
وهذه السماء الرحبة
تحتضن النوارس المتوجهة نحو المهجر
الافكار تتشتت
وخيوط الفجر تتفتت
وثمة طفل حديث الولادة
يملآ بكاءه ارجاء الملجأ
ويمر العابرون بلا اكتراث
يظهر من خلف الستار شرطي شرس
ويسجل في دفتره:
لعبة طفل
ودمعة ام
حلم ميت!
وليل طويل قد مضى
 
(المقطع الثاني)
 
الصبح يوقظني
يضع في كفي قطرة ندى
وبحرا من الشذى
وحزن عصفور
النهر يغشاني من راسي الى قدمي
ويغطي صدري بالاصداف
والاحجار النائمة على جانبي الطريق
تحلم بالمطر
ودغدغة الاعصاب
فيا ايها الفضاء الرحب
هذا انا
وهذا حزني
فاقبلني
ويا ايها الربيع
اقترب من جرحي
اسكن في فصولي الاربعة
واسكن في عيوني
فوجهي المتعب - مُتعب
يريد العيش مع العيد
عند الينابيع
 
(المقطع الثالث)
 
تعالي يازهرة البنفسج
مزقي اوراق العذاب
ولوحي للسراب
اغسلي قلبك بانين الصدى
ودعي تراب الجدران
تحكي قصص السنين
اشرعي ابواب روحك للطيور
وللفرح والسرور
قسما بالليل الذي طال
وبالنجوم التي عرفتنا
وبالنور المنبعث من القنديل اعلى المنارة
بان جذوة الشوق اليك
لم تنطفئ في داخلي
ولا توقف غناء النوارس على رمال الساحل
فهذه الجراح
تأبى ان تريح وترتاح
 
(المقطع الرابع)
 
اراك تغسلين اهدابك
بعطر الفجر
وتنامين على احلام الغرباء
بلا غطاء
اين مجدافك الذهبي
فهذا العرس موسم للحصاد
فانشري شعرك امام الريح
مع السنابل
وهيئي زاد الرحيل للقوافل
مع هذا الانين الخارج من احتراق الشموع
ومع صور العشق التي تتدحرج في الذاكرة
الليل يطول
والمسافات تطول
وتبتعد عن العيون صور المنازل
وللدموع حرقة
 
(المقطع الاخير)
 
هذا انا
وهذا قلبي
يقف وحيدا مع اعمدة الشوارع
في ليل هذه المدينة
تنساب احلامي بهدوء وسكينة
تسير عكس النهر
هذا دمي الاصفر
هنا جرحي
وهناك الخنجر
وسنين عمري
وضعوها امامي في سلة من القش
ختموا عليها بالشمع الاحمر
وطفلي الرضيع يشكو جفاف الثدي
ويمارس الجوع مثلي
ومثل من يجيئون بعدي
والذين جاءوا قبلي
احتمي بالاله واقول
يارب
رفقا بهذا القلب
 
(الخاتمة) [1]

انقضى الليل، واحترقت الفراشة ، والشمعة ذوت، وقصتي لم تكتمل بعد


[1شعر فارسي قديم


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى