الاثنين ١٤ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم هيثم جبار الشويلي

أنا والفانوس السحري

كثيراً ما كنت اندبُ حظي العاثر والكل يعلم ويعرف تماماً أنه ليس لديّ أي حظ، حيث أني شاب في مقتبل العمر دائماً أعيش على بركة من الاحلام والاوهام وتلك المخيلة الزائفة، كنت أفكر في الزواج وشراء سيارة وشراء الكثير من مستلزمات الحياة المعاشية الاخرى ولكن كيف لي ذلك وأنا لا أمتلك عمل أو أي مصدر لكسب المال فكان كل همي أن أعثر على لقطة أو شيء ينزل عليّ من السماء ليسعفني مباشرة لأنني لن أمتلك كل هذا بين ليلة وضحاها بل يراد لي عشرات السنين حتى يتحقق حلمي.

وصدفة وبينما أسير في الطرقات وجدت في زاوية من زوايا أحدى الشوارع وعلى الجهة اليسرى بالتحديد حقيبة دبلوماسية أسرعت نحوها في بادئ الامر كنت خائفاً منها لعلها تحتوي على عبوات ناسفة او متفجرات قذفتها من بعيد بحجارة لاراها هل ستنفجر أم لا.. ولكن لم يصدر منها أي شيء، دنوت منها شيئاً فشيء ركلتها برجلي وهربت مسرعاً بالاتجاه الاخر فلم يصدر منها أي شيء عندها أطمئن قلبي لها أخذتها وذهبت أركض فرحاً بها لعلي أجد ضالتي..

وها قد تحقق حلمي الذي كان دائماً يراودني لقد عثرت على كل شيء وبينما أركض مسرعاً واذا بطلقات رصاص تعم المنطقة بحثاً عن شيء أتخذت من الطريق المؤدي الى أحدى البنايات مسلكاً لي فوجئت بدورية للشرطة كانت هي التي تطلق العيارات النارية في ذلك الهواء الطلق، وقع نظر أحدهم عليّ كنت متشبثاً بالحقيبة ممسكاً بها بكلتا يدي حيث كان مستقرها على صدري.. صاح بصوت مرتفع هاهو أمسكو به، لم أعرف ما يدور حولي تم القبض عليّ عوملت كما يعامل قطاع الطرق والسراق احتجزت لمدة ثلاثة أيام في السجن علمت من خلال التحقيق أن الحقيبة كانت لأحد الدبلوماسيين الكبار حيث تم أختطافه وقتله وتم أتهامي بقتله لولا مشيئة الله التي كشفت خيوط الجريمة لتثبت لهم براءتي التي من خلالها تم الافراج عني عاهدت نفسي أنني لن ألتقط بعد اليوم شيئاً مهما كانت قيمته.

وفي يوم من الأيام بينما كنت خارجاً من البيت لأقضي وقت فراغي على شواطئ نهر دجلة الجميل وكانت تدور في خلجان نفسي أفكار وأفكار.. رأيت بريقاً يلمع يستمد لمعانه من ضوء الشمس قادني فضولي للتعرف عليه، وجدت مصباحاً جميلاً التفت يميناً وأخرى شمالاً لم أرى أحد جالساً على الشاطئ حاولت تنظيفه من التراب المتراكم عليه واذا بعملاق كبير يخرج من المصباح.. كنت خائفاً منه ولكنني فرحت فرحاً شديداً لربما سأعيش عصر السندباد وٍاتزوج بنت رئيس الوزراء بدر البدور وستحل كل مشاكلي في البحث عن عمل.

قال لي المارد العملاق اطلب وتمنى يا سيدي.. أحسست بشيء جاثماً على صدري واذا بها والدتي تقول لي انهض يا بني من النوم مبكراً فان جمعية العاطلين عن العمل قد واعدتك اليوم لتجد لك عملاً.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى