الأحد ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٢
من الحكايات الشعبية الفلسطينية

أم عواد والغولة

في هالنسوان في هالبلد. تواعدن في يوم انّهن يروحن يغسلن عالعين في جنب البلد. وهنّ يحكين في هالحكي وما أجا منه، بقى في هالغولة متخبية ورا هالسنسلة. سمعت اللي اتفقن عليه في النهار.

في الليل، وجه الصبح، اجت على هالوحدة منهن دارها مِطِرفه وسوّت حالها من النسوان اللي تواعدن. المره اللي اجت عليها، اسمها إم عواد. ندهت عليها من باب الدار البرانية: "هيه يا ام عواد! يالله زمّي أواعيك خلينا نروح نغسل".

قالتلها: "مين هذي؟"
قالتلها: "أنا إم فلان".
قالتلها: "طيب".

الدنيا بقت نص شهر، والقمر ظاوي. فكّرت إم عواد إنها الدنيا نهار. حطت هالأواعي في هاللجن [1] وزمته.

قالتلها الغولة: "هاتي ابنك معاك لنروح نطوّل".

أخذته معاها. مشين. والغولة مشت قدامها. يوم ما زلّين جدر البلد، بحّرت [2] إم عواد لاقت المره اللي قدامها إجريها يقدحن نار. خافت وعرفت إنها غولة [3].

قالتلها: "بدي إرجع".
: "ليش؟"
قالتلها: "نسيت دماية [4] جوزي وبذبحني إذا مغسلتهاش. خذي هالولد واسبقي عبين ميجي [5].

حطت اللجن والولد عندها وروّحت رماح [6]، طبلت عجوزها قالتله: "سخن هالعكرات [7] يا خريب البيت. هالقيت بتيجي وبتوكلنا قبل ما حدا يفزعلنا [8]".

سخنوهن تصرن يغلين. الغولة عبين ما أكلت الولد وهيذ [9]، رجعت تتوكل إم عواد وجوزها. نادت من باب الدار البرانية: "هيه يا ام عواد، خذي زبيرة عواد، سويها فتيتيلة".

يوم ما الزلمة سمع هيذ، قال لمرته: "كلامك مزبوط يا حريقة الوالدين. هذي غولة".

صارت الغولة تبحش ورا الباب ودست حالها من تحت العتبة. يوم ما صار راسها ورقبتها لجوا كبّ أبو عواد الزيت المغلي فوق راسها. قالتله: "ثنّ!" قالها: "معلمتنيش إمي [10]".
فقع راس الغولة وماتت.

وهذ خريفيتي طار عجاجها وعليكو بدالها [11].


الراوية: امرأة في السبعينات من عمرها، من قرية رمون في منطقة رام الله.

عن كتاب " قول يا طير " لابراهيم مهوي وشريف كناعنة الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت .


[1اللجن: الطشت.

[2بحرت: أمعنت النظر.

[3من صفات الغيلان في التراث الشعبي أن أرجلها تقدح شرراً عندما تمشي. وبصورة عامة ترتبط الغيلان في المخيلة الشعبية بالشرر ولهب النار والاحمرار.

[4الدماية: اللباس الشعبي الفلسطيني الذي يرتديه القرويون. وفي وصف هذا اللباس، أنظر: كناعنه، الملابس، ص 203-205.

[5عبين ميجي: حتى أعود.

[6رماح: ركضاً.

[7العكرات: بقايا زيت الزيتون العكرة.

[8يفزعلنا (يفزع لنا): يهب لنجدتنا.

[9وهيذ: هكذا.

[10في المعتقدات الشعبية، الغولة يجب أن تقتل بضربة واحدة، وإلا فإنها تعود الى الحياة بالضربة الثانية.

[11من الصيغ التي تنهى بها الحكايات الشعبية. وهذه الصيغة غير مألوفة في أية حال.


مشاركة منتدى

  • قصة تافهة وليست من التراث الفلسطيني وانما من بنات افكار المؤلف العفنة مثله

    • عفواً يا أخ اللي كتب الرد، ولكن هكذا هي قصص التراث الفلسطيني (الخرافيات)، وهل كنت تنتظر من أجدادنا أن يؤلفوا (الجريمة والعقاب) مثلاً...!!! لست من يحدد إذا كانت من التراث أم لا، وإن لم تقبل بالتراث الفلسطيني فلماذا تبحث عنه.. خلِّ عنك.. هه

  • شكرا جزيلا على هذه القصة

    هل تعتقد ان الحكايا الشعبية مثل هذه الحكاية ثؤثر على نفسية الاطفال بشكل سلبي ؟

    وهل هناك معارضون للحكايات الشعبيةباعتقادهم انها ضرب من التفاهة والترفيه فقط. ارجو الاجابة مع مثال على طرف معارض .ضروري جدا

  • حكايه جميله
    احسنتم النشر
    زمان كنا نسمع عن الغوله وعن الحكايات
    المرعبه عنها ...ما أجمل حكاوي اجدادنا
    هل صحيح كان في شئ اسمه الغوله ??كان موجود والناس تخاف منه .وين راح ??لماذا الآن غير موجود ,?أنا اسمعت أنها موجوده وشافوها بنفس أوصاف التي ذكرتها الأخت مع القصه كرجليها الحمراء واضفارها الطويلة وتغير شكلها وغير ذلك ......يعطيك
    العافيه . قصه جميله .

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى