الأحد ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم دينا سليم

المطلوب حارس شخصي

لم تسلم أقلام المبدعين بوجودها الحيّ من الأذى، كانت تعيش فترة من الزمن تحت رقاب السلطة القمعية والتي تحاول بجهدها قطع أعناق الحقيقة، وظلّ أصحاب الكلمة الشريفة يكتبون تحت جنح الظلام كل ما في دواخلهم من شذرات الابداع، وإن بصدفة الخطأ ظهرت بعض كتاباتهم الى النور، هذا معناه هم بانتظار الموت المحتم...

ما قرأته بالآونة الأخيرة عن الاعتداء على قبر الروائي المبدع (عبد الرحمن منيف)، ومن المضحك جدا، وكثيرا، أن الأدباء الشرفاء لا يسلمون من الأذى، لا في حياتهم، ولا حتى في مماتهم.

هذا يجعلنا نحن الكتاب الأحياء، الى أن نكتب وصايانا قبل أن نموت، أو نوكل أقرب المقربين لنا بأن يستأجروا حارسا شخصيا أو أحد الشرفاء ليحمي قبورنا! فتصبح الوصية وصيّتان، المحافظة على قبورنا بعد مماتنا، وطبع ونشر ابداعاتنا، التي لم يتسنَ لنا، نحن الذين ما زلنا على قيد الحياة، ولمبدعينا الحقيقيون نشرها قبل وفاتهم لظروف معيشية صعبة، ولأسباب أخرى لا تهمّ المسؤولين ولا حتى دور النشر، الذين يتداولون الكلمة بالدولار!

أطالب بتشكيل لجنة منبثقة من اتحاد، أدباء والكتاب العرب، على أن تقع مسؤولية حماية قبور المبدعين، وتأخذ على عاتقها أيضا اجراء اتصالات مكثفة مع منظمة (اليونيسف) لرعاية المقابر، وجلّ ما أخشاه ألا يكون كلامي هذا عبارة عن مزحة يتمتع بها قراءنا الطيبون وأرجو ألا يكون كلامي هذا مشابها لفم (ذهب مع الريح).

كل ما أرجوه، أن تكون قبور مبدعينا الذين ماتوا بعيدا عن وطنهم الأم تحت رعاية من يهمه الأمر، وخوفي على قبر الجواهري, عبد الوهاب البياتي, وعبد الرحمن منيف المقصود في كتابة مقالي، ولتبقى عيون هؤلاء العظماء مفتوحة أبدا على أوطانهم.

لن أطالب بتحويل بيوت المبدعين الى متاحف، كما هو الحاصل في الغرب، ولن أقوم بتحريك ثورة عقولنا كي تتخلّص من نسيان أو تناسي من لا ينسى، لكني أطالب الذين يظنون أنهم دعاة الحق وللرعية أن يتدخلوا وبأسرع وقت ممكن، لإعانة الشاعرة المبدعة (نازك الملائكة) وهذا حق شرعي، لا ينفق أحد من جيبه الخاص، انما يُنفق من ثروات العراق الثري المهدور !


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى