الثلاثاء ١٠ تموز (يوليو) ٢٠٠٧

أنت منذ الآن أنت...

أحمد الخطيب

أهمس قبل أن أكتب أنني أخاف أن يقرأ النص فيلسوف القصيدة وطبيب الشعرالعربي الحديث فلا يعجبه وخصوصاً أنني أعلم يقيناً أن النصوص تتقزم أمام ما يكتب نبي النصوص وفارس الكلمات محمود درويش

لافتة كبيرة على أبواب حيفا "هذه المرة" : نرحب بالفلسطينيين العائدين من المعركة ...تعلن حيفا كالشفق المغني عند النصف من تموز ، احتفاءً بمحمود درويش العائد بنظارة طبية وحقائب، ليرنو إلى صورة أمّه وينشد "عذراً يا كفر قاسم" :

حيفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
إنني عدت من الموت لأحيا ، لأغني
فدعيني أستعر صوتي من جرح متوهج
وأعينيني على الحقد الذي يزرع في قلبي عوسج
إنني مندوب جرح لا يساوم
علمتني ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي
وأمشي ..ثم أمشي
وأقاوم....

فأهلا بك أيها المقاوم بين أهلك وفي بيتك الذي احتضنك حتى عندما غاب حضورك أو حضر تغيبك ..
أهلا بك في أرض البرتقال الحزين ، ليفرح بقدومك ولو لساعتين،أو شروقين..
لقد عودتنا أن تغيب وعودناك على أن ننتظرك مهما طال غيابك يا عندليبنا المهاجرنحو الشوق..
أمواج البحر بدأت تعد الساعات المتبقية على قدومك يا نهر حريتنا المتدفق ..
والكرمل بدا كمن ينظر من فوق الرؤوس مفتشاً عنك ليشمخ بصوتك الصداح
وحيفا لبست أجمل الثياب لتلتقي حبيبها الذي مع عشق بيروت وشآم ،
يهمس :ما الحب إلا للحبيب الأول
تعود اليوم وفي عودتك رمزية الحق فلا تعتذر عما فعلت
فأنت أكبر مما يفعلون أو لا يفعلون ...
المارون بين الكلمات العابرة
الذين حملوا كتباً وانصرفوا
وقصفونا بالتصريحات البعيدة المدى
ليجرحوا ذاكرتنا وليقتلوا حبنا لك

وعشقنا لعروبتك ، لشهادة ميلادك ، للذاكرة

أهلا بك يا محمود
يا قمحنا
يا ملحنا
يا جرحنا ..يا قصيدتنا السرمدية
أنت + حيفا = أنت
أنت منذ الآن أنت...
أحمد الخطيب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى