السبت ٢٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٧
بقلم سليمان نزال

فرسٌ للحضور الحر

فرسٌ للغياب ِ..

للقرنفل رائحة النزف ِ

و للحرف الصديق نسبة البحر إلى دمه

و لجراحنا في الأرض ِ..أكوانٌ

كلما دعت السحاب يُستجاب

و ما يطويه الحلم من مرتفعات الصحو..لنا

من سعف للشروق الناهض من قبضة الفيض الجَسور

من رسم النشيد الكامل بغصن أمنية على الفرات..لنا

من لهف قصيدة على توأمها المتراس بمعاقل السنديان..لنا

فرسٌ للغياب المر في ذكرى شهيد..في تتمة النهوض النصر لنا

له و قد سلّمنا الأرجوان الطليق بمنتصف العبور الصقر على أسنة الوعد..لنا

لها..تمد ُّ أيامها طرقات لسير الملائكة المدججين بأسباب النفور و بريق الصدود

في ميادين مجهزة بمعاجم الرفعة و أسماء القدس, و أسراب التماهي في أعالي النشور

لها و قد احتمينا في كفها اليخضور ما بين مياه الله و الينابيع المقدسة..

فنهضنا لا نكبر في شيء..سوى ما تريد, و قد غطت بساحل التجلي نزف الجهات في جيدها

فأخذنا نذكر من ضلوعنا منارات الوجد, تاركين نبرات الكبو , لبلاغة السيل المبارك على جبهات الضوء

الجريء و سواعد الاسترداد, حتى صار الفؤاد بهم يوزع الآفاق على أنجم ٍ لا تحفل سوى بصمودها

فرسٌ للغياب ما غاب سوى ليلة من شرود ..لم يمكث في الصدر سوى نبضة من رمل..

للقرنفلات ما تشهده من وثبات جموحهم الصريح, و هي لا تنطق بغير أريج رؤاهم في فلوات المصير

أفراس مرابطة, و جسد أزمة الفرسان- تقول الأحصنة- أكبر من ثياب المرحلة و الهيمنة...

قد انصرفوا إلى زيتونهم و الحارسات مواعيدٌ, تواكب بيانات النهر و معها النخيل و السرو و العيون

لم يحمل اسم الغزاة هذا الجبين..فكيف يحمله النبض و الزيتون؟

إذ تمكث في الثرى هذه الجراح..تغدو مزارات للعشق..حدائق معلقة بين الحنين و الجفون

فرس للحضور الحر..-إن تمر غزوة..ستمر غزاوت- لكنها لن تمر..لن تمر..و لن تمر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى