الخميس ٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم بيانكا ماضية

السيرة الذاتية عند الأدباء السوريين في القرن العشرين

جرت مناقشة رسالة الماجستير في قسم اللغة العربية للطالبة فاطمة أحمد زياد محبك على مدرج ابن خلدون في كلية الآداب، والتي كانت بعنوان السيرة الذاتية عند الأدباء في سورية في القرن العشرين.

وقد ألقت الطالبة محبك في البداية ملخصاً عن بحثها عرفت فيه السيرة الذاتية وأشارت إلى دوافع الكتّاب لكتابة سيرهم، وأشكال هذه السير وتقاناتها المختلفة، والأدباء الذين تناولتهم في بحثها وهم: خليل الهنداوي، عبد القادر عياش، وسامي الدهان، وكاظم الداغستاني وشفيق جبري ومراد السباعي ونزار قباني وعبد السلام العجيلي وريم هلال وحنا مينة وكوليت خوري وغادة السمان، مؤكدة أن السيرة الذاتية عند الأدباء في سورية جديرة بالدرس لأهميتها ولأنها لم تدرس من قبل، إذ لم يوضع عنها أي كتاب مستقل باستثناء ثلاث دراسات هي دراسة: صابر عبيد لسيرة نزار قباني في كتابه: السيرة الذاتية الشعرية، ودراسة الدكتور عبد العزيز المقالح للسيرة نفسها في كتابه: الشعر بين الرؤيا والتشكيل، ودراسة محمد الباردي لسيرة حنا مينة، في كتابه: عندما تتكلم الذات، ولذلك تبدو السيرة الذاتية عند الأدباء السوريين جديرة بالدرس .
‏‏

لجنة مناقشة الرسالة

كما أشارت إلى أقسام الرسالة إذ تألفت من مقدمة ومدخل وثلاثة فصول وخاتمة . وتألف الفصل الأول وعنوانه: أنواع السيرة الذاتية وحوافزها، من ثلاثة أقسام، الأول تناول أنواع السيرة الذاتية، واهتم القسم الثاني بحوافز السيرة الذاتية، وهي تسجيل الخبرة الأدبية ومتعة استرجاع الماضي، ووعي الذات وتحقيق الشهرة والتأريخ للمرحلة، بينما عني القسم الثالث بالأهداف التي كانت وراء كتابة الأدباء سيرهم وهي: التعليم والتوجيه، وتفريغ شحنة الانفعال، والنقمة على الواقع وممارسة الحرية .‏‏

أما الفصل الثاني وعنوانه: مواقف وقضايا، فقد تألف من ثلاثة أقسام تناول القسم الأول جوانب من الحياة الخاصة للأدباء، والثاني جوانب من الحياة العامة للأدباء، والثالث أبرز مشكلات المجتمع ومنها مشكلات المرأة كالحجاب والتمييز بين الصبي والبنت وظلم المرأة .‏‏
بينما تألف الفصل الثالث وعنوانه: خصائص وعناصر فنية، من قسمين اثنين، تناول الأول أبرز الخصائص الفنية للسير الذاتية، وهي التأريخ والتوثيق والصدق والانتقاء، وتناول الثاني بعض العناصر الفنية في السيرة الذاتية وهي: العنوان والوصف والمكان والزمان واللغة .
‏‏
وقد عرضت الخاتمة أبرز نتائج البحث، وزود البحث بثبت المصادر والمراجع وبملحق تضمن التعريف بالأدباء أصحاب السير المدروسة .‏‏
بعد ذلك تحدثت الطالبة فاطمة عن نتائج البحث، مشيرة إلى أن السير الذاتية للأدباء في سورية كانت قليلة، وأن السير الذاتية للأديبات نادرة، بالإضافة إلى أن السيرة الذاتية ليست من الأنواع الأدبية الشائعة في الثقافة العربية، ولعل معظم الأدباء قد اكتفوا بالتعبير عن ذواتهم من خلال ما أبدعوا من شعر أو رواية، وأن معظم الأدباء قد كتبوا سيرهم وهم في الخمسينيات من عمرهم، وبعضهم كتبها في الأربعينيات، على أن بعضهم قد تناول سيرته في أكثر من عمل واحد، من مثل: حنا مينة ومراد السباعي وعبد السلام العجيلي وشفيق جبري، وأن معظم الذين كتبوا سيرهم كانوا من دمشق ويستثنى العجيلي منهم لأنه من الرقة .‏‏

الدكتور أحمد زياد محبك الثاني من اليمين

وقد أكدت أن هذه السير متنوعة على الرغم من قلتها، فكان هناك السيرة الروائية كما عند حنا مينة، والرواية السيرية كما عند غادة السمان وكوليت خوري، والسيرة الأدبية كما عند شفيق جبري، وسيرة الرحلات كما عند الدكتور عبد السلام العجيلي، أما نزار قباني فقد جمع في سيرته بين السيرة الذاتية والسيرة الأدبية .‏‏

وعن دوافع كتابة الأدباء سيرهم الذاتية أشارت إلى اختلاف تلك الدوافع من رغبة في الشهرة إلى ترسيخ تلك الشهرة، إلى وعي للذات ومكانتها في المجتمع وفي عالم الأدب، إلى رغبة في التعليم .
‏‏
وقد لاحظت الطالبة محبّك افتقار معظم السير إلى تأريخ الحوادث، مشيرة إلى أن نادراً ماكان الأديب يؤرخ وقائع حياته، وكأن الأدباء كانوا يريدون تقديم سيرة أدبية بعيدة عما يشبه المذكرات ... وإلى افتقار السير الذاتية إلى الصراحة ولاسيما فيما يتعلق بالمرأة أو السياسة أو الدين، ولكنها كانت صادقة في جوانب أخرى .‏‏

الأستاذة فاطمة محبك حصلت على الماجستير

بعد ذلك قدم الدكتور فؤاد المرعي مطالعته للرسالة فأشاد بجهود الطالبة وأكد حسن اختيارها هذا الموضوع الذي لم يدرس من قبل، وأشار إلى عمق دراستها وتحليلها النصوص وتفسيرها والتعليق عليها، بينما أخذ عليها تصنيف الدوافع والأهداف، إذ كان في التصنيف شيء من التداخل .‏‏
وقد تحدث الدكتور عبد الله أبو هيف عن جهد الطالبة أيضاً مؤكداً أن الموضوع لم يدرس في سورية من قبل، بينما دُرس في أقطار عربية أخرى، ونوه بإفادة الطالبة من المراجع العربية والمترجمة، وإن كانت بعض المراجع قد غابت عنها .‏‏

أما الدكتور سعد الدين كليب المشرف فقد شكر الأستاذين عضوي لجنة الحكم على جهدهما مؤكداً عمق الإجراءات النقدية في الرسالة، وحسن تصنيفها وتبويبها ومشيراً إلى استيفائها جوانب البحث.‏‏

ثم خلت اللجنة للتداول، لترجع معلنة منح الطالبة فاطمة أحمد زياد محبّك درجة الماجستير بتقدير ممتاز ‏وعلامة قدرها تسعون.‏

ديوان العرب تتقدم من الدكتور أحمد زياد محبك عضو المجلس الاستشاري لديوان العرب ومن ابنته الأستاذة فاطمة بالتهاني والتبريكات، وألف مبروك وعقبال الدكتوراة يا فاطمة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى