الخميس ١٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
مصر تنافس الصين وأستراليا وتسعى للشراكة مع الهند
بقلم أشرف شهاب

سوق تكنولوجيا المعلومات 297 مليار دولار فى 2008

بدأت صباح أمس الأربعاء بمدينة بومباى الساحلية الهندية أعمال الدورة السادسة عشرة لمنتدى القيادات الهندى، الذى ينظمه الاتحاد الوطنى لمنتجى الخدمات والبرمجيات، وغرف التجارة (ناسكوم). ويشارك فى جلسات المنتدى الذى تستمر أعماله حتى مساء بعد غد الجمعة ما يزيد عن 2000 من خبراء صناعة تعهيد الأعمال، وممثلى الشركات والحكومات. وأكد خبراء مشاركون أن المنتدى يشهد هذا العام تنافسا حادا من عدة دول لإقامة شراكة مع الهند التى تعتبر الأبرز فى مجال خدمات تعهيد الأعمال. ويسعى مشاركون صينيون وأستراليون ومصريون، ومشاركون من ماليزيا والفلبين على كسب ود الشركات الهندية لمحاولة تأسيس علاقات شراكة بهدف الحصول على نصيب أكبر من كعكة سوق خدمات التعهيد العالمية التى قدرتها دراسة حديثة أصدرتها مؤسسة "إكس إم جى" المستقلة للأبحاث بحوالى 297 مليار دولار، يتوقع أن تصل إلى 450 مليار دولار بحلول 2010. وهو يشمل سوق تكنولوجيا المعلومات وخدمات تعهيد الأعمال ومراكز الاتصال والعمليات الداخلية والخارجية.

وأكد سوم ميتل رئيس مجلس إدارة "ناسكوم" أن عائدات الهند وصلت إلى 40 مليار دولار بنهاية العام الماضى. ومن المتوقع أن يصل حجم عائداتها بنهاية العام الحالى إلى 64 مليار دولار منها 40.8 مليار دولار من السوق العالمية، و 23.2 مليار من السوق المحلية، مع توقعات بتحقيق عائدات تتراوح بين 73 إلى 75 مليار بحلول 2010.

وفى الوقت الذى تسيطر فيه الشركات الهندية على القسم الأكبر من حجم السوق، تسعى الشركات الصينية لزيادة نصيبها من 13.1 مليار دولار فى عام 2007. ويتوقع لها الخبراء أن توصل النمو بنسبة 47.9 سنويا لتستحوذ بمفردها على 4.4% من حجم السوق العالمى.

ويبدو أن الهند التى احتفلت قبل شهور قليلة بعيد استقلالها الستين، استعادت شبابها، وعادت عروسا شابة يخطب ودها رجال الأعمال المشاركين فى منتدى القيادات الهندى حيث يسعى الوفد الفلبينى أيضا لزيادة نصيبه من 4.1 مليار دولار ، ورفع نسبته من 1.02 من حجم السوق إلى 1.4 بنهاية العام الحالى. أما ماليزيا فتطمح إلى تخطى حاجز 3.6 مليار دولار والوصول إلى أرقام أكبر للعام القادم.

وفى الوقت الذى يتنامى فيه حجم سوق خدمات التعهيد بمعدلات تصل إلى 19.31% سنويا، تسعى مصر التى تحتل المرتبة الثالثة عشرة فى سوق خدمات التعهيد العالمية حسب تقرير مؤسسة "آيه تى كيرنى" لعام 2007 لزيادة نصيبها من العائدات اعتمادا على مجموعة من المميزات التى تتوافر لها، والتى تضعها فى وضع تنافسى جيد مقارنة بغيرها من الدول بما فى ذلك الهند والصين وماليزيا، خصوصا مع تزايد تكلفة العمليات فى الهند والصين حسب تقديرات مؤسسة "إكس إم جى" إلى بسبب إنخفاض سعر الدولار، وارتفاع معدلات الأسعار بنسبة 11% فى الهند و 8% فى الصين، مع تنامى قوة الروبية الهندية، والبيزو الفلبينى، إضافة إلى عدم توافر العدد الكافى من العمالة المؤهلة.

ويسعى المسئولون المصريون حسب تأكيدات د. حازم عبد العظيم الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ايتيدا)، ورئيس الوفد المصرى إلى المشارك فى المنتدى الهندى إلى إقامة علاقات شراكة مع الهند، بدلا من مفهوم المنافسة التقليدية. وأضاف عبد العظيم قائلا: "نجحنا بالفعل فى اجتذاب عدد من الشركات العالمية للعمل فى مصر، ولدينا شركات تقوم بتقديم الخدمات لصالح الشركات العالمية كمايكروسوفت، وسيسكو، وآى بى إم، وغيرها. كما نجحنا فى جذب العديد من الشركات الهندية لتقديم خدماتها من مصر بدلا من الهند كشركتى تلى بيرفورمانس، وساتيام. ولدينا مناخ عمل مدعوم ببنية تحتية قوية، وبإرادة سياسية متفهمة، وخطط تنمية استراتيجية." وأكد عبد العظيم أن الوفد المصرى المشارك فى المنتدى الهنى والذى يضم ما يزيد عن 30 من المسئولين ورجال الأعمال يهدف من خلال المشاركة فى المنتدى إلى اللقاء بممثلى الشركات العالمية، والإطلاع على أحدث التوجهات العالمية فى هذه الصناعة. ومحاولة جذب الشركات الهندية لتعهيد عملياتها لشركات مصرية، أو إدارة عملياتها بنفسها من مصر.

وتؤكد معظم التقارير التى صدرت مؤخرا، والمتخصصة فى أبحاث عمليات التعهيد أن مصر تتفوق على العديد من الدول الأوروبية والعربية والأفريقية كالتشيك، والمجر، وبولندا، وجنوب أفريقيا، وتونس، والجزائر، الأمر الذى يؤهلها لأن تصبح شريكا ناجحا للمارد الهندى، وبالتالى رفع صادراتها من خدمات التعهيد إلى نحو 1.1 مليار دولار بحلول 2010.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى