الثلاثاء ٢٥ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم أشرف شهاب

استراحة الشيخ نبيل

"استراحة الشيخ نبيل"، رواية جديدة صدرت عن دار العالم الثالث بالقاهرة، للزميل عبد الستار حتيتة الصحفى بجريدة الأهالي المصرية. تتناول الرواية تأثير وجود إسرائيل بالمنطقة في تشكيل حياة المواطن العربي، ومستقبله، خاصة في الفترة التي أعقبت هزيمة عام 1967 حتى النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي. وإذ تدور أحداثها ما بين مصر وعدة دول عربية وإسلامية وأوربية، فإن الرواية بشكل عام تصف المآل الذي انتهى إليه حال العرب، سواء كانوا من البدو أو الحضر.

تدور أحداث هذه الرواية التي تقع في 380 صفحة، في الفترة الواقعة بين حرب الاستنزاف المصرية ضد العدو الصهيوني في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، وحتى الفترة الواقعة في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، حيث انهيار الاتحاد السوفيتي وانتصار المجاهدين الإسلاميين والولايات المتحدة الأمريكية على الدولة الشيوعية الأولى في العالم حينذاك، وتأثير هذا الانتصار على منطقة الشرق الأوسط والعالم. وتتخذ الرواية من محافظة مطروح بمصر، حيث "قبائل أولاد علي"، التي تتشابه ظروفهم مع ظروف قبائل عربية وآسيوية وأفريقية كثيرة، محوراً لأحداثها، وتبين الرواية من خلال بطلها "الشيخ نبيل"تأثير الشعور بالهزيمة العربية على يد إسرائيل عام 1967، والهزيمة العربية على يد إسرائيل والولايات المتحدة أيضاً، في لبنان 1982 والعراق 1991.. تبين تأثير هذا الشعور على البطل منذ كان طفلاً فصبياً وحتى أصبح شاباً يحاول أن يقدم طريقة مختلفة للتعاطي مع الواقع العربي والإسلامي.. حيث يتخذ هذا الواقع من الديكتاتورية والقمع ستاراً للتهرب من مسئولية الهزيمة والفشل أمام القوى الاستعمارية الكبرى.

ويجد بطل الرواية نفسه يتحرك إلى الأمام، محاولاً، بطريقته، حث الناس على تغيير واقعهم، مدفوعاً بالرغبة في التخلص من العار حتى لو قدم روحه فداء واستشهاداً في سبيل الله.

يتكون وعي البطل وهو طفل لم يزل من خلال ما يسمعه عن الاحتلال الإسرائيلي لسيناء والقدس والجولان.. وينخرط صبياً في فريق للتمثيل مع مخرج كان ضابطاً متمرداً على الصلح المصري مع إسرائيل. ويدك من خلال بروفات المسرحية التي يمثل دور البطل فيها، مع زملاء له بالمدرسة الثانوية ، والتي تدور عن حربي الاستنزاف والعبور عام 1973، أن النصر على العدو لم يتحقق كما ينبغي وكما كان مخططاً له، ويتسبب إلغاء الحكومة للعرض المسرحي في صدمة له تجعله يغير مسار حياته من طالب ثانوي لاه يعيش قصة حب مع زميلته، إلى قارئ لكتب التراث الإسلامي، فداعية يحرض الناس على التحرك لتغيير واقعهم، وتحويل هزائمهم إلى نصر.

يشرع البطل مع زملاء له من المدرسة الثانوية والجامعة في بناء المساجد الأهلية وإلقاء الخطب والدروس فيها، عن طريقه، وعن طريق أتباع له، آمنوا بما يدعو إليه من التزام ديني صارم وحث على تغيير الواقع بالقوة. وحالما يصطدم البطل مع سلطات الدولة. ويتسبب اعتقاله وتعرضه للتعذيب في اتساع دعوته وكثرة أنصاره ومؤيديه ومريديه.. وبعد أن يتم اعتقاله في قضية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، يخرج ليلحق بأعز أتباعه وأكثر زملائه قرباً منه، سيد، للجهاد معاً في أفغانستان.. ويتحول هناك إلى قائد ميداني مهم، يرى أسامة ابن لادن بعينيه، ويخلب لب المجاهدين في المعارك الكبرى لـ "تحرير أفغانستان".

لكن البطل لا يعثر على صاحبه في الطفولة وأخيه وزميله بالدراسة، سيد، لا في أفغانستان ولا في أي مكان آخر.. وبعد أن تنهي فترة الجهاد على الجبهة الأفغانية السوفيتية، يبدأ في البحث عن ملاذ آمن، إذ إنه مطلوب القبض عليه في مصر، وما بين المطاردات الأمنية والاستخباراتية في باكستان واليمن والسعودية ونيجيريا وألمانيا، وخلال سلسلة من التحقيقات ومحاولات الحصول على معلومات منه عن مجاهدين عرب آخرين مطلوبين في بلادهم، يجد نفسه متورطاً في قضية إرهابية كبرى في فرانكفورت، ومنها يعود إلى مصر مقيداً بالسلاسل، ليدخل في متاهة تحقيقات واتهامات وكأنه يبدأ من الصفر.

الرواية تعتبر محاولة لفهم الشخصية العربية والإسلامية سياسياً واجتماعياً، في مرحلة تاريخية فاصلة، وتأثر تلك الشخصية بوجود إسرائيل في المنطقة العربية واحتلال العد الصهيوني لأحد رموز المسلمين؛ القدس.

وإذ تدور أحداثها ما بين مصر وعدة دول عربية وإسلامية وأوربية، فإن الرواية بشكل عام تصف المآل الذي انتهى إليه حال العرب، سواء كانوا من البدو أو الحضر.

وتتخذ الرواية من مدينة مرسى مطروح بمصر، حيث تتركز قبائل أولاد علي، محوراً لأحداثها، وتنطلق منها إلى آفاق وحدود بعيدة لوقائع من الحرب والحب والجهاد والحنين.. وهي عبارة عن رحلة مثيرة استوحى الكاتب أحداثها من عدة شخصيات حقيقية، أهمها الشيخ نبيل عبد الرحمن الشهير في محافظة مطروح وغيرها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى