صراع خليجى على رخصة الثابت المصرية

يبدو أن شهية الشركات الخليجية باتت مفتوحة لالتهام الرخصة الثانية للتليفون الثابت. فبعد دخول شركة الاتصالات السعودية على الخط، لمنافسة غريمها القديم شركة اتصالات الإماراتية، دخلت على الخط مجموعة عذيب السعودية، متحالفة مع شركة بتلكو البحرينية، وتبعتهما شركة زين للاتصالات الكويتية التى يتوقع البعض تحالفها مع "الجيزة سيستمز".

وذكر موقع مجتمع المعلومات المصري أن شركة "زين" للاتصالات الكويتية دخلت على خط المفوضات مع شركة "الجيزة سيستمز" لبحث إمكانية التحالف للحصول على الرخصة. وذكر الموقع أن شركة زين تجرى فى نفس الوقت مفاوضات مع "أوراسكوم تليكوم"، وهو الخبر الذى نفاه لاحقا المهندس نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة أوراسكوم.

ومن الواضح أن اتصالات الإمارات تبدى حرصا شديدا على الفوز بالرخصة الثانية لاستكمال مخططها المعلن بالدمج بين خدمات الاتصالات الأرضية والمحمولة، وتقديم باقات جديدة من الخدمات التى تزاوج بين المحمول، والثابت، والإنترنت بالإضافة إلى تقديم خدمات متقدمة كخدمات الفيديو والتليفزيون عبر التليفون الثابت.

ومن الممكن فى هذه الحالة أن تحاول اتصالات الإمارات إشعال الموقف، وطرح سعر عال لإخراج منافسيها من الحلبة من الجولة الأولى. إلا أن ما يزيد صعوبة المهمة أمامها هو الاستعداد العالي للتضحية من جانب السعوديين الساعين للبحث عن موطيء قدم خارج حدود بلادهم الإقليمية. فالشركة السعودية للاتصالات تعتبر الوحيدة بين كل المتنافسين التى لا تتواجد فى الأسواق الإقليمية، وتعتبر الرخصة المصرية فرصة لها للخروج من القوقعة، وإثبات قدرتها على المنافسة - على الأقل - على المستوى الإقليمى إن لم يكن على المستوى العالمي. وتعكس المبادرة التى أعلنتها شركة الاتصالات السعودية عن تخصيص ما يقارب 15 مليار دولار لاستثمارتها الخارجية، وجود حوافز قوية لدى لشركة السعودية لالتهام الرخصة، وتفويت الفرصة على الشركة الإماراتية التى تمتلك شبكات عاملة فى عقر دار الشركة السعودية.

وفى نفس الوقت يلف الغموض مسارات تحالفات أخرى وهيئات سبق وأن أبدت اهتمامها بالمشاركة فى سباق الرخصة الثانية، ومن بينها شركة فرانس تليكوم، والجيزة سيستمز، والهيئة القومية للبريد التى ستنضم إلى تحالف اتصالات الإمارات فى حال رغبتها فى الاستثمار فى الشبكة الثانية للثابت.