الأحد ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
الحياة الوردية
بقلم رانية عقلة حداد

ماريون كوتيار تتحدث عن دورها

ماريون كوتيار الممثلة الفرنسية التي جسدت شخصية المطربة الراحلة (اديث بياف) في فيلم "الحياة الوردية"، فنالت عنه مؤخرا جائزة أوسكار أحسن ممثلة، تتحدث عن الاستعدادات التي سبقت تجسيدها للدور، سواء أكان ذلك على الصعيد الداخلي (الاندماج في الشخصية)، أو على صعيد الشكل الخارجي والصوت، وهذه أهم المقتطفات من مقابلة طويلة لا يتسع المجال هنا لترجمتها كاملا.

حياة جبارة

ماريون: عندما أدركت أن المخرج اوليفيه دهان أراد فعلا أن يصنع الفيلم معي، لم استطيع الانتظار إلى أن يبدأ، اعطاني كتاب جين نولي الذي يتناول آخر ثلاث سنوات من حياة بياف، اعجابي بها ازداد عندما اكتشفت ما نوع الحياة التي خاضتها.

في تلك المرحلة النص كان أطول لكن بالفعل استثنائيا جدا، لقد بنى اوليفر صورة لبياف حميمة ومتوازنة وغاية في الإنسانية... نصه كان مليئا بلحظات قوة، وبمواجهات لحياة متغيرة، وبانكسارات، وبهروب، وبأمل، وبالحب...

الفيلم العادي يحتوي فقط على مشهد واحد يصل الذروة، أما هذا الفيلم فمَليء بهذه المشاهد، في الواقع، اعتقد ربما أن كثافتها امتدت لتشمل الأوقات الجيدة والسيئة، هذا ما يفسر لماذا عاشت فقط سبع وأربعين سنة.

العمل مع المدرب

ماريون: منذ البداية الأولى قلت سوف احتاج للعمل مع مدرب، أنها ليست مسألة أمور مادية أو حاجة للاطمئنان، لكن أردت شخص ما إلى جانبي يبدأ بمقابلة بياف معي، كنت بالفعل عملت مع باسكال لُنو، وأظهر لي شيئا حيويا على الاطلاق... أكن الكثير من الاعجاب لبياف لكن بعض الجوانب من شخصيتها كانت غير مفهومة بالنسبة لي، خصوصا الجانب الاستبدادي، باسكال ساعدني لادرك أن اعجابي بها منعني من الغوص إلى أعماقها، وأن افقد الاعجاب لا يعني أنها لم تعد تروق لي، لكن يعني الوصول إلى مستوى آخر من الشخصية. توقفت عن جعل نفسي صغيرة جدا بالمقارنة معها... وانتهيت إلى أن أحبها حقا لأني أدركت أن الشيء الوحيد الذي لا تستطع أن تتحمله بياف هو أن تكون وحدها. وستذهب إلى أقصى مدى كي لا تكون وحيدة، حتى لو ذلك يعني أن تستبد بالناس الذين تحبهم.

.
مشاهدة الأشرطة

ماريون: نهائيا لم نعمل على الجوانب المادية للشخصية؛ مثل الطريقة التي تمشي بها أو تتحرك، أو تتكلم، بعد ذلك في اليوم الأول في موقع التصوير، سمعت كلمة "اكشن" وهذا الصوت الذي لم اسمعه من قبل نهائيا خرج من فمي، في الحقيقة، في استعداداتي السابقة ركزت تماما على المراقبة، واغوص بنفسي في اديث بياف، شاهدت العديد من الأشرطة، وسمعت إلى عدد كبير من المقابلات، الأمر الذي افضى بالنهاية إلى تغذية نوع من العملية الداخلية. من البداية كنت أعرف أنني لا أريد فقط أن اقلدها، كان هدفي أن اصنع مساحة كافية في داخلي لايديث بياف لتشعر كأنها في بيتها، دون أن اختفي أنا تماما، كان علي أن أرحب بها بداخلي كي نتمكن من خلق شيئا سوية..

اتقاسم مع بياف كينونتي

ماريون: جزء من أن تكون ممثلا، هو أن تستضيف شخصيات إلى داخلك، وتستدعيهم ليشاطرونك كينونتك، عندما تلعب دورا ك (فيدرا) مثلا، أنت على نحو ما تستدعي تلك الشخصية، وعندما تلعب شخصية حاضرة وقوية ك (بياف)، أنها حتى أكثر من طاغية بحضورها. بعض الناس قد يجدون أن كل ذلك صوفيا نوعا ما، لكن كل ما استطيع قوله، أنه بعد قضاء وقت طويل اشاهدها، واستمع اليها واحبها، عادة يتكون لدي الانطباع أنها كانت موجودة هنا. كنت متشبعة عميقا في الطريقة التي تحركت وتكلمت بها، وصولا إلى أصغر تغيير في درجة صوتها، كما لو أنها موجودة داخلي.

المكياج

ماريون: إن اختبارات المكياج كانت مجرد جحيم، وكل مرة كان علينا أن نبدأ مع شخص ما من جديد، تلك المرحلة جعلتني قلقة جدا بسبب النتائج التي لم تأتِ ابدا على مستوى التوقعات، وكنت أعرف أنه مهما كان ادائي للشخصية جيدا، إنما اذا لم يكن المكياج جيدا، فسيكون من المستحيل بالنسبة للجمهور أن يصدقه، ديدييه لافوغن حقق عملا مدهشا في هذا المجال، رغم عدم امتلاكه للوقت الكافي الذي تتطلبه بالعادة التحديات الضخمة كما في هذا العمل.

محاكاة الشريط الصوتي

ماريون: أحب أن اغني، لكن العملية التقنية التي تتطلب مطابقة حركة الشفاه مع الصوت على الشريط كانت أصعب شيئا بالنسبة لي، ببساطة لأني أردته أن يكون مثاليا. عملت مع أستاذ غناء، لأتعلم كيف كانت بياف تغني وكيف كان جسدها وحركات لسانها وتنفسها. كان ذلك معقدا جدا أنه تقريبا دفعني إلى الجنون، إذا كان لدي اشرطة لها وهي تغني اغنية معينة، حللت اداءها، ولاحظت أنه ليس كافيا أن تحافظ على الايقاع عندما تقلد بحركة شفاهك. تنفسك أمر حيوي، أدون على عجل اللحظة المناسبة التي تأخذ فيها النفس، وبعدها اشغل الموسيقى واصور نفسي وأنا اغني للكاميرا. قضيت ليالي بأكملها أدون الملاحظات حول ما الذي يجب عدم فعله، اردت أن أكون بياف.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى