الخميس ١ أيار (مايو) ٢٠٠٨
حوار مع الكاتبة تهاني عمرو مرسي
بقلم بسام الطعان

طرأت على ثقافتنا تغيرات عدة طمست هويتنا وسرنا نلهث وراء الغرب .

هي كاتبة وقاصة من مصر الشقيقة، تكتب بأسلوب جميل وقد استطاعت أن تستفيد من دراستها الأكاديمية بكلية العلوم بالإسكندرية وتوظفها في بعض قصصها التي أبدعتها، لها مجموعة قصصية بعنوان (أبجدية الدم ) وتنشر نتاجاتها في الصحف والمجلات العربية.

ـ ما الذي قادك إلى عالم الأدب والإبداع، ما سبب توجهك لكتابة القصة القصيرة بالذات، وأين مكان القصة القصيرة بين الأجناس الأدبية الأخرى؟.

الذي قادني إلى عالم الإبداع هو رحلة بحثي عن إجابة لسؤال كان يشغل ذهني وهو البحث عن كينونتي عن معنى وجودنا في الحياة والى ماذا ينتهي بنا المصير كنت اقرأ وابحث ولا أجد مايطفئ تعطشي للإجابة فكنت اكتب إرضاء لنزعة البحث ومناقشة أفكاري ووجدتني لا استطيع مناقشة أفكاري عن طريق الشعر فاتجهت للقصة القصيرة ووجدت ترحيبا من الجميع بداية من أهلي وأصدقائي والأدباء السكندريين والقاهريين.

فكانت كتابتي للقصة القصيرة دون غيرها وأيضا لان سمة هذا العصر هو السرعة فلم يعد متسع لقراءة رواية ولكن القصة القصيرة تجعل القارئ يرضي إشباعه للمعرفة والفكرة بطريقة مختصرة

واعتقد أنها ستكون القصة القصيرة هي ديوان العرب وليس الشعر وليست الرواية.

ـ ما فائدة الكتابة إذا لم تعالج هموم الإنسان العربي، والمنغصات الحياتية والسياسية التي يعاني منها في غياب الحق والعدالة، أم أن الكتابة هي للمتعة وليست أداة تحريضية؟

هناك من يقول الفن للفن وأنا لست معه أو ضده..

أنا معه إذا كان يحقق إشباعا فكريا أو حتى لغويا.. ضده أن كان مايطرحه غير ذي معنى كما يفعل كثيرين

الكتابة هي فعل تغيير وتحريض تعالج الهموم الإنسانية كلها كما يتراءى لكل كاتب

ـ القصة القصيرة المصرية في المرحلة الراهنة كيف ترينها، ما افقها،وهل من تطورات طرأت عليها؟

 القصة المصرية متقدمة جدا وتعددت أشكالها فهناك الآن ما يسمى بالقصة التجريبية، ولكن أطالب الأدباء دوما بعدم التحليق عاليا والاقتراب من عالم المتلقي العادي

فالكتّاب يرون انه ليس من الضروري أن يفهم نصه الجميع وأنا أرى انه ضروري لكي ينجح.

ـ على ماذا يتوقف نجاح القاص في خلق قصة ناجحة بكل المقاييس، هل على فلسفته ونظرته إلى الحياة، أم على أسلوبه وأدواته، أم على موهبته؟

  يتوقف نجاح القاص على كل هذه العوامل ولا ننسى تجربته الشخصية وإن هناك ما يريد أن يقوله.

ـ كيف على المنتج الأدبي أن يبني جسورا دائمة بينه وبين القارئ، وهل من قارئ في عصر الفضائيات والحاسوب؟

الأدب العربي بكل أجناسه في الوقت الراهن هل هو في أزمة، وهل هي أزمة إبداع أم أزمة مبدع؟

  مسالة أن المنتج الأدبي يبني جسورا دائما بينه وبين القارئ هي مسالة صعبة في الوقت الراهن الذي انصرف فيه الجميع للقمة العيش ولكن العمل الأدبي القوي سيفرض نفسه على الساحة، الأزمة تشمل كافة النواحي، الأزمة الحقيقة هو صدق النقد وعدم المجاملة أو الرغبة في منفعة شخصية ولن أقول أكثر من ذلك لان الجميع يفهم ما أعنيه.
 
ـ كيف تقيمين المشهد الثقافي المصري بشكل خاص والعربي بشكل عام في المرحلة الحالية؟

  أنا متشائمة بخصوص ثقافتنا العربية لقد طرأت على ثقافتنا أشياء عديدة طمست هويتنا وسرنا نلهث وراء الغرب في كل شيء.
 
ـ برأيك لماذا نحن العرب نتأخر في كل شيء أو نراوح في مكاننا بينما الآخرون يتقدمون؟

  نحن العرب تأخرنا لأننا نلهث وراء الغرب غير معتزين بما نملكه من تراث ثري وعقول فذة ومستنيرة ووطننا العربي توجد به تلك العقول وأقول إنها غير تلك التي يتم تلميعها

ـ الحركة النقدية في مصر كيف تنظرين إليها، هل هي حركة نقد حقيقية أم العكس؟

أما بخصوص الحركة النقدية لا تسألني عنها لأنها أشبه بكذاب الزفة، وحتى لا أكون مجحفة هناك من النقاد من يتعامل مع الأوراق بموضوعية شديدة ومع العلم ليسوا من حائزي شهادات الدكتوراه التي يتباهى بها الكثير من مدعي النقد.

ـ مَنْ من الأدباء الأحياء في مصر كثير الاستحقاق لحمل لقب رائد القصة القصيرة، من تختارين؟

محمد حافظ رجب هو رائد القصة القصيرة ولم يحصل على حقه في الإضاءة كما حاز من هم اقل منه موهبة، أيضا الأديب الشاب \ د محمد المخزنجي أنا معجبة بكتاباته

ـ حين تكتبين، هل تفكرين بالرقيب، وكيف هو الرقيب في مصر، ظالم أم عادل؟

  حينما اكتب فعلا أضع في حسابي الرقيب ولكن ليس رقيب بعينه، ولكن هناك اعتبارات كثيرة لابد من وضعها نصب عيني هناك مسائل كثيرة لا أخوض فيها، لان للأسف الناس لا تحب من يعريهم أو يضع أيديهم على موضع الداء، أنا لي ساحتي وقضاياي التي أناقش فيها أفكاري ولكن متى أصبحت قادرة على أناقش كل ما أريد سأناقش بكل عزيمة وإصرار

ـ كلمة أخيرة.. ماذا تقولين للقارئ العربي؟

  كلمة للقارئ العربي (لك الله) هناك تزييف وتضليل وستجد أن الغث والقبيح مرفوع إلى عنان السماء فتحتار وأنت ترى النصوص الجميلة مهضومة الحقوق. ويكفي هذا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى