الجمعة ٢٣ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم رانية عقلة حداد

(روائع السينما) في انتظار المزيد

يواصل الناقد السينمائي الأردني محمود الزواوي في كتابه (روائع السينما) -الذي صدرا مؤخرا عن الأهلية للنشر والتوزيع وأمانة عمان- بحثه الذي بدأه في الجزء الأول، وإذا كان مدار بحث الجزء الأول في أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما الأمريكية في القرن العشرين وفقا لقائمة معهد الأفلام الأمريكي، ففي الجزء الثاني يبحث في أفضل مائة فيلم تم انتاجها بين العامين 1916-1980، انتخبها الزواوي من قوائم متعددة اخرى وضعها أهل الاختصاص لأفضل مائة فيلم، وفي ذات الوقت لم يرد ذكرها في قائمة معهد الأفلام الأمريكي.

الجزء الأول اعتمد على أهمية الفيلم كمعيارا لترتيبها كما وردت في قائمة معهد الأفلام الأمريكي، أما الجزء الثاني فاعتمد على التسلسل الزمني معيارا لترتيبها والجودة الفنية معيارا لاختيارها.

رغم أن السينما بدأت في العام 1896، الإ أن 1915 يعتبر العام الذي بدأت فيه تتشكل مفردات اللغة السينمائية، وذلك من خلال الاضافات المهمة الذي قدمها فيلم "مولد أمة" للمخرج الأمريكي ديفيد غريفت والذي يعد المؤسس الحقيقي لفن السينما، ولأن هذا الفيلم أخذ الموقع 44 على قائمة معهد الفيلم الأمريكي في الجزء الأول من (روائع السينما)، لذلك لم يبدأ الجزء الثاني من السلسلة المعتمد على الترتيب الزمني لأهم الأفلام الأمريكية بذكره، إنما بدأت من العام 1916 وهو العام الذي تم انتاج ثاني أفلام غريفت "التعصب" وهو أيضا على قدر من الأهمية فاحتل الفيلم أول أفلام القائمة، وفيلمه "البراعم المتكسرة" انتاج 1919، ثالث افلام القائمة.

يشكل (روائع السينما) بجزأيه مرجعا مفيدا لكل من السينمائين المحترفين، والدارسين، والهواة على حد سواء، يمكن العودة إليه للتعرف على المعلومات الأساسية لتلك الأفلام المهمة؛ سنة الانتاج، الكتاب، والمخرج، الممثلين...، قصة الفيلم، وعلى الظروف الخاصة التي احاطت بانتاج كل منها، والعناصر التي جعلت من كل فيلم من هذه الأفلام علامة مميزة، او نقطة تحول في تاريخ السينما الأمريكية.

يتباين المخرجون فمنهم من يعمل فيلما واحد مهما على امتداد مسيرتهم الفنية، ومنهم ما يشكل كل فيلم من أفلامه علامة مميزة، ومن هذه الأسماء التي تكرر ذكرها في كلا الجزأين، وفي كل جزء اكثر من مرة؛ شارلي شابلن، والفرد هتشكوك، وبيلي وايدر... وهذا مؤشر على فرادتهم.

ويطل فيلم "أسد الصحراء: عمر المختار" للمخرج السوري مصطفى العقاد المنتج عام 1980، والذي يتناول كفاح الزعيم الوطني الليبي عمر المختار، كواحد من أهم الأفلام في قائمة الجزء الثاني من الكتاب، حيث رغم الخسائر المادية التي مني بها الفيلم على محك شباك التذاكر، الإ أنه يبقى فيلما مهما لتميزه الفني على مختلف الاصعدة منها؛ تنفيذ المعارك، وإدارة الممثلين والكومبارس، والدقة في التوثيق، بحسب ما يذكر الاستاذ الزواوي.

وإذ نتابع هذا الجزء ننتظر من جهة آخرى استكمال السلسة بصدور الأجزاء اللاحقة من (روائع السينما)، حيث الثالث سيتناول أفضل مائة فيلم تم انتاجها بين العامين 1981-1994، ويستكمل الرابع تناول أفضل مائة فيلم تم انتاجها بين العامين 1995-2006، ويحسب للأستاذ محمود زواوي الجهد الكبير المبذول في إعداد هذه السلسلة أو بشكل أدق هذا القاموس الضخم لأفضل وأهم الأفلام الأمريكية والذي تطلب اعدادها بحث مستفيض حول كل فيلم لتشمل أهم المعلومات المتعلقة بكل منها، كما نتمنى أن يكون هناك سلسلة بالمثل لأفضل مائة فيلم على مستوى أوربا، وعلى مستوى العالم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى